صورة بالف خبر من الشمال … مسلمون ومسيحيون انتصروا لاخوانهم…
كتب عمر ابراهيم
تتجلى مشاهد التضامن الإنساني والوطني بابهى صوره في شمال لبنان، وتتصدر الصور التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي ما عداها من أخبار يحاول من يقف خلفها ايقاذ شياطين الفتنة والتحريض دون جدوى. ليست مجرد شعارات للاستهلاك المحلي أو لخلق واقع غير موجود، انها حقيقة ثابتة تجسدها المعطيات الميدانية وتترجمها المواقف والافعال منذ يومين على ارض الشمال بدءا من عاصمته طرابلس وصولا الى بعض اقضيته، التي تحتضن عشرات آلاف النازحين من قرى الجنوب. مشاهد تعبر عن حجم التضامن الكبير الذي يتلقاه أبناء الجنوب بين أهلهم، بعدما حاول البعض الايحاء عكس ذلك مستغلا كلام طائفي صدر عن لسان البعض عبر مواقع التواصل وجرى تضخيمه او بعض التصرفات الفردية غير المرحب بها والتي اساءت لأصحابها دون أن تترك اي تأثير على مسيرة الدعم الشعبي وعلى أعمال الإغاثة التي جند لها آلاف من المتطوعين من نساء واطفال ورجال كانوا وضعوا أنفسهم لخدمة ضيوفهم، ولعل أكبر تحدي كان هو في إسقاط الشعارات السياسية التي حاولت قوى حزبية ترويجها من خلال تحميل الجنوبيين المسؤولية عما يجري فاذا بعبارات الثناء تنهال على من قدم المال والدماء نصرة لأهل غزة ودفاعا عن لبنان. انها طرابلس التي تحولت إلى خلية نحل لنجدة من لجأ إليها ففتحت المدارس والبيوت وكذلك فندق ” الكوالتي . ان” بإشراف النائب فيصل كرامي، ووضعت المستوصفات في حالة تأهب تامة لتقديم الخدمات الطبية ومن بينها جمعية العزم والسعادة وانضم الكشفيون إلى فرق العمل وفي مقدمتهم كشاف الشباب الوطني ومستوصف ابن سيناء التابع لهيئة الاسعاف الشعبي، وأطلقت حملات جمع الأموال والمواد العينية وقدم العديد من اصحاب اشتراكات الكهرباء التغذية للمدارس مجانا، كذلك الحال في معظم اقضية الشمال التي احتضنت المنية اعداد كبيرة من النازحين بمبادرات فردية على غرار تلك التي أطلقها رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير أو أخرى من قبل البلديات، وهو أمر انسحب أيضا على عكار التي استنفرت بلدياتها وجمعياتها كما هو الحال في الضنية حيث يتابع النائب جهاد الصمد مع البلديات والجمعيات كل عمليات الإغاثة، وهي عمليات تلقى نفس الاهتمام لدى الوزير السابق سليمان فرنجية في زغرتا وقوى وبلديات في الكورة والبترون. الشمال قال كلمته، واسقط كل الرهانات على عدم وجود بيئة حاضنة للجنوبيين وهو مستمر في مبادرات لن توقفها بعض التصرفات العنصرية أو كلام مضى عليه الزمن ولم يعد صالحا للاستهلاك.