فلم يعد خافياً على أحد ان جسم “المستقبل” الحزبي ترهل وأصابه الركود في مستنقع الحياة السياسية اللبنانية كما باقي الأحزاب، لذلك أمامه مرحلة عملية صعبة، وينتظره الكثير من الجهد والعمل والسهر.
ومن هذا المنطلق أكد أحمد الحريري في كلماته ولقاءاته الحزبية ان العودة تبدأ من إعادة كودرة المحازبين والترتيب الداخلي التنظيمي والهيكلة، وصياغة الخطاب والموقف السياسي وما هية الدولة التي نريد، وذلك طبعاً لن يكون دون اعلان واضح للمراجعة والنقد لكل المراحل السابقة بما فيها قرار تعليق العمل السياسي وارتداداته السلبية والايجابية على جسم التيار التنظيمي وعلى جمهوره، لذلك ركز احمد الحريري ان تكون جميع لقاءاته مع الكادر التنظيمي في المنسقيات، ولم تشمل زياراته الفعاليات المناطقية والشخصيات “السنية السياسية” كما دأبت العادة، وفي هذا السياق اكد مصدر قيادي لـ”مناشير” رداً على بعض الأصوات التي ارادت وضع العصي في دواليب انطلاقة التيار بعد ثلاث سنوات من “الانكفاء”، قال القيادي، للأسف غبنا ثلاث سنوات وانكفأنا عن العمل السياسي، والمنتقدين لازالو كما هم ينتقدون بإسلوب غير منطقي وغير مبرر، لم تأت زيارات الأمين العام الى البقاع للقاء بالفعاليات بحسب ما يروج البعض بمحاولة لخلق وهم بوجود حالة استياء داخلية وشرخ بين القيادة والجمهور، الجميع متفهم ان اللقاءات ركزّت على المحازبين تمهيداً لإحياء ذكرى 14 شباط، قال “المرحلة المقبلة للتشمير عن السواعد الى جانب الرئيس الحريري، هناك ما ينتظر الجميع ورش تثقيفية، ومراجعة ونقد ذاتي وتأهيل ما صدعته التجربة السابقة، ليس الموضوع فقط احياء لذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري انما الموضوع مرتبط باعادة التوازن للحياة السياسية في لبنان لأن غيابنا احدث خلل يزداد يوما بعد يوم، بعدما عجزت جميع القوى خاصة السنية ان تملأ الفراغ الذي احدثه غيابنا، هذا الكلام نسمعه ليلاً نهاراً شمالاً جبلاً بقاعاً”.
فكلمة أحمد الحريري في جميع المحطات في بعلبك وعرسال والبقاع الاوسط والبقاع الغربي، كانت شبه واحدة، اختصرت الاسئلة وهواجس البعض بل و كانت بمثابة الجواب لكل متسائل عن عودة التيار للعمل السياسي، بجوابه اننا عائدون الى الساحة حتى تعود الأمور الى نصابها، وحتى نكمل مشروع رفيق الحريري، ونكون أساس بالتوازن الوطني، لأن غيابنا احدث خلل”. هذه الكلمات اعطت زخماً حزبياً وتشجيعاً، يقول مصدر قيادي بقاعي أن التيار بدأ منذ فترة يشهد اتصال العشرات من الحزبيين القدامى بقيادات مناطقية وبعد كلمة احمد الحريري في المناطق زادت نسبة المتصلين، كما بدأ بعض المكوعون من سرايا المقاومة وفلول النظام السوري يتصلون ويطلبون الانتساب للتيار.
ومن جهة اخرى يجزم مصدر مستقبلي ان التيار امام مرحلة اعادة هيكلة تنظيمية لا يمكن الاعتماد فقط على ذكرى الاغتيال، الناس تريد تمثيلاً سياسياً وطائفياً لأن التركيبة اللبنانية تفرض عليهم سياسة المحاصصة والتوزيع الطائفي.