تخبّط اسرائيلي جديد.. حتى في الإعلام ! – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
اخشى ما نخشاه من زاويةٍ صحفيةٍ ضيّقة، أنْ يبدأ الهجوم او الهجمات المتعددة الجبهات واٌتجاهات على اسرائيل، قبل موعد نشر هذا المقال، وبالتالي تتفي الحاجة منه، لكنّما قطعاَ فالأولية لإنطلاق الهجوم وإنزال الوجوم بأقصاه على الصهاينة .!
في احدى انعكاسات الأوضاع الداخلية المضطربة في اسرائيل “بما فيها الخلافات بين قادة الأجهزة الأمنية وبعض جنرالات الجيش مع نتنياهو”، بجانب ارتفاع حدّة التذمّر للشارع الإسرائيلي، والأهم والأشدّ من ذلك هو ما ينتظر الأسرائيليين من ضَرَباتٍ صاروخيةٍ وسواها من جَبَهاتٍ متعددة، وإنّ التأخير البطيء – السريع في انطلاقها هو اقسى واعتى ما تمثّله وتجسّده حرب الأعصاب ضمن مصطلح “الحرب النفسية”، وكان من الطبيعي “سوسيولوجياً وسيكولوجياً” أنّ بعض الإسرائيليين يُفضّلون الإقتراب العاجل للشروع ببدء الهجوم ضدّهم بدلاً من حالة الإنتظار الحارّ والمجهول .!
من خلال كلّ ذلك ومع الضغوط الدولية على نتنياهو لإيقاف الحرب في غزة والشروع بصفقة تفاوض مع حماس لتبادل محتجزين ورهائن واسرى، في محاولةٍ دبلوماسية دولية لتأخير او وقف الهجوم المتعدد الإتجاهات، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعنّت في الإنفراد برأيه وموقفه على كلّ العالم وحلفاء اسرائيل ايضاً، وَوَسطَ ما يتخلل في ذهن نتنياهو وفي “جهاز المخ” تحديداً من تشابك واختلاط الأوراق، فَلم يتمخّض سوى عن الإيعاز الى بعضٍ مختار من الصحف الأسرائيلية وخصوصاً جريدة “يديعوت احرونوت” الشهيرة والمقرّبة من مركز القرار، لِتُعلن وتنشر أنّ اسرائيل، قد تدرس توجيه ضربة استباقية لردع ايران اذا ما اكتشفت ادلّةً قاطعة على انّ طهران تستعد لشنّ الهجوم، ايضاً وضمن الإيعازات الموجّهة من مكتب نتنياهو الى وسائل اعلامٍ محددة، فقد نشرت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” بأنّ اسرائيل ستفكّر في توجيه ضريةٍ استباقيةٍ لردع ايران، اذا ما جرى اكتشاف ادلّة دامغة وقاطعة لإستعداد طهران لشنّ الهجوم .! . نلاحظ هنا أنّ الجريدة الأسرائيلية الأولى استخدمت عبارة “قد تدرس” بينما الصحيفة الثانية استخدمت عبارة “انّ اسرائيل ستفكّر “.! , وهذه بلا ريب ادنى درجات الركاكة في الكتابة الصحفية وفي اسلوب التحرير الصحفي وفي قابلية التعبير، حيث هذا التخبّط الأسرائيلي استشرى واستفحل حتى على الإعلام .!
ما نودّ الإشارة اليه في هذا الصدد، الذي يكشف ويعُرّي هذا الطرح الإسرائيلي كليّاً من او عبر اشارةٍ فقيرةٍ شبه محتملة افتراضياً لتوجيه ضربة استباقية اسرائيلية لإيران لغرض زرع خوفٍ ما .! كيما يتحوّل الى ردعٍ ما لا يؤخّر ولا يقدّم ولا الى ما بينهما، وسيّما بعدَ تأكيداتٍ حديثة من ترامب وبلينكن وغيرهما بأنّ الهجوم المرتقب على اسرائيل بات وشيكاً للغاية، فعلامَ لم تحتفظ القيادة الإسرائيلية بأسلوب المباغتة والمبادأة لتوجيه ضربةٍ مفترضة ضد المنظومات الصاروخية والمسيّرات الأيرانية ولحزب الله والحوثيين وفصائل عراقية بدأت بضرب قواعد الأمريكان في العراق، بل توجيه نبالها الى تل ابيب وحيفا وسواها.