بعضُ مرونةٍ من تل ابيب وحماس بإتّجاهِ هدنة.!
رائد عمر – العراق / مناشير
وَفقَ الظاهر من الأنباء وبعض تسريباتٍ صحفيةٍ لصحفٍ غير عربية، فمن المرجّح نجاح المفاوضات القائمة “والتي قد تطول نسبياً” عبر وساطةٍ تجريها قطر اولاً ومصر ثانياً، وبقوة دفعٍ امريكية عبر مقترحٍ جديد “مُحسّن نوعاً ما او تكتيكياً” بعد عرضه على نتنياهو مسبقا وسرّاً واستحصال موافقته التي جاءت على وجه السرعة ومن دون مطبّات، حيث استبدل رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا رئيس “الشاباك” برئيس الموساد لحضور هذه المفاوضات، التي كان اوّل الحضور فيها “وليم بيرنز” رئيس ال CIA، وربما اطرافٌ اخرى لا يراد الكشف عن اسمائهم من اعتى خبراء المخابرات والدبلوماسيين المُعتّقين .!
في واقع الأمر فإنّ كلا اسرائيل وقادة حماس في “الداخل” ! امسوا في حاجةٍ لعلّها اكثر من ماسّة لهذه الهدنة المؤقّتة ” مهما بلغت من عدد الأسابيع المرشّحة لوقف اطلاق النار التكتيكي , حيث تل ابيب، “كما اشرنا وغيرنا” تحتاج وعلى عجالة لإمتصاص ردود الأفعال الجماهيرية لإحتجاجات الشارع الإسرائيلي الآخذة في التفاقم والتضخّم , بجانب إعادة التنظيم في جيشها الذي انهكته العمليات القتالية الساخنة منذ 9 شهور, ووضع حدٍ ضروري لإعتراضات بعض جنرالات الجيش على عدم التفاوض مع حماس بشأن الإفراج عن الرهائن او المحتجزين، التي تعددت التسميات عليهم كأسرى حرب او معتقلين وما الى ذلك من مشتقاتٍ ومرادفاتٍ نوعية لكنها ليست بكثيرة .
الإستجابة السريعة للقيادة الإسرائيلية لولوج هذه المفاوضات ( وكأنها شبه موافقة استباقية لنتائجها اللاحقة )، وبغضّ النظر عن دخول بريطانيا على الخط في محاولة الضغط لوقفٍ ما لإطلاق النار، والإتصال الهاتفي لرئيس الوزراء البريطاني الجديد “كير ستارمر” في اوّل يومٍ لممارسة عمله، بنتنياهو والتأكيد المشدد على ضرورة ايقاف اطلاق النار، فالوضع الدولي والإقليمي لم يعد يسمح لنتنياهو في التمادي في هذا الغيّ وبأيٍ من اختلاق المسوغات اللائي لم تعد قابلة للصرف في بورصات الإعلام الغربي على الأقل .!
كذلك قيادة حركة حماس “في الداخل !” فالضرورات القصوى تتطلب على الأقل التقاط الأنفاس، واعادة التنظيم الحربي او القتالي مع ضروة تغييراتٍ في كلتا الستراتيجية والتكتيك “وهي منهمكة في ذلك” الى حدّ العظم ” بعد انضمام اعدادٍ كبيرة – مجهولة العدد الى صفوفها – وما يتطلّبه ذلك من برمجةٍ تأهيليةٍ ممنهجة وبالسرعة التي تقتضيها المتطلبات الميدانية الساخنة، ولا يمكن التطرّق هنا الى عمليات الإمداد واعادة او تجديد الإمداد اللوجستي عبر شبكات الأنفاق من خارج حدود القُطاع .! فهذا الحديث كأنّه او بالفعل من المحرّمات غير القابلة للدنوّ او الإقتراب من حافّاتها.
عنصر الستراتيج اللامرئي، يمكن ويتمحور على الأقل، بماذا ستغدو الخارطة الحربية بين حماس وتل ابيب , بعد انتهاء هذه الهدنة المرتقبة التي لم يجرِ تحديد او توليد موعدها بعد .!