باسيل ينظف “التيارٌ” من العونيين..!
مناشير
استفاد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من اللحظة السياسية الحالية وتسليط الاضواء على الواقع السياسي والعسكري في جبهة الجنوب وامكان حصول حرب شاملة وربما اقليمية، لكي ينفذ قرارا كان اتخذه قبل اشهر قليلة لكن الضجة التي اثيرت حوله جعلته يتراجع عنه حينها. فصل “التيار” النائب آلان عون لاسباب كثيرة عددها البيان الحزبي ومنها عدم الالترام بالقرارات الحزبية، وذلك بعد اشهر من فصل النائب إلياس ابو صعب للاسباب نفسها.
يعرف باسيل ان وقع فصل ابو صعب ليس كوقع فصل عوني قديم وابن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون آلان عون، لذلك تكفلت وسائل اعلام ومنصات حزبية عونية في تفصيل اسباب الفصل من “التيار” في محاولة لضبط ردات الفعل التي لم تظهر بشكل واضح حتى كتابة هذه الكلمات، وعليه بات عون وبو صعب خارج “التيار” بعد سلسلة عمليات فصل طالت قياديين وناشطين تاريخيين عونيين في السنوات التي تولى فيها باسيل قيادة “التيار”، وان لم يكن فصل النواب امرا غير سائد.
لم يكن صعبا على اي متابع للشأن السياسي توقع فصل عون منذ اللحظة الاولى لفصل بو صعب، لكن عون نفسه لم يأخذ اي خطوة واضحة نحو الاستقالة الطوعية، وقيل ان اقالته ستكون الشرارة التي ستدفع نوابا معارضين كثرا الى استقالة جماعية من “التيار” ما يخلق موجة حزبية وتنظيمية عونية كبيرة ضد باسيل ما يمكن المفصولين والمستقيلين من استعادة زمام المبادرة، لكن هذا الامر، وبعد نحو يومين من فصل عون لم يحصل، كما ان الان عون لم يستقل بعد فصل ابو صعب..
بات واضحا ان باسيل يريد تأديب المعارضين وتحديدا النواب منهم، ولعل عدم قيامهم بأي خطوة حاليا سيعني انه استطاع تطويعهم ولن يذهب بالضرورة الى اقالتهم، لكن في الوقت نفسه هناك من يرى ان باسيل يريد “التيار” من دون عونيين، يريد حالة شعبية باسيلية بالكامل وليس فقط على مستوى الكوادر والقياديين، وهذا واضح من خلال فصله لاي شخص لديه انتماء للرئيس السابق ميشال عون وليس لباسيل نفسه.
الاهم ان باسيل بات يوحي بأنه مستعد للتضحية بجزء كبير من الكتلة النيابية الخاصة به، اذ ان على لائحة الفصل ٣ نواب اضافيين من اقضية مختلفة وبات فصلهم مسألة وقت خصوصا ان رئيس “التيار” سعى في السابق لاسقاطهم في الانتخابات وفشل، لكنه اليوم لن يسمح لهم بأن يكونوا نوابا بعد تعديل صلاحياته بوصفه رئيسا للحزب. من هنا بات الحديث عن مرحلة جديدة داخل “التيار” قد لن يستطيع فيها الحصول على اكثر من ١٠ نواب في احسن الاحوال في ظل تراجع حاد في شعبية باسيل وبعد طرد نواب لديهم شعبية كبيرة في دوائرهم.
لا شك بأن باسيل اكثر جرأة من خصومه الحزبيين الذين لم يجرؤ اي منهم، ممن يعرفون ان فصلهم سيتم، على قلب الطاولة والاستقالة، فهؤلاء ينتظرون مصيرهم الحزبي من دون اي ردة فعل فعلية، ولعل النائب آلان عون كان اكثرهم وضوحاً اذ كان يتصرف بوصفه مفصولا مع وقف التنفيذ. ومع ذلك انتظر القرار من باسيل الذي لن يترك معارضا له من دون فصل في ظل وجود الرئيس السابق ميشال عون لكي يحصل على شرعية كاملة لهذه القرارات ولا يمكن لاحد التشكيك فيها في المراحل المقبلة