خبر عاجلدوليات

الهند والصين تتعارضان في قمة البريكس…! – خالد العزي

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

الهند والصين تتعارضان في قمة البريكس…! – خالد العزي

د. خالد العزي – مناشير
من المرجح أن تتجدد اصطفافات أعضاء النادي الدولي بعد مناقشات طويلة، حيث تقول وسائل إعلام غربية إنه خلال قمة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) التي افتتحت اعمالها بتاريخ 22اب/ اغسطس 2023 وتستمر حتى 24 اب/ اغسطس 2023، في مدينة جوهانسبرغ عاصمة جنوب افريقيا ، وستتم محاولة الاختيار بين مفهومين لتطوير هذا النادي الدولي، الأول ينطوي على تقارب المواقف السياسية، وفي المستقبل، إنشاء جمعية منافسة لمجموعة السبع، أما الثاني فينطلق من حقيقة مفادها أن مجموعة البريكس يجب أن تركز على التعاون الاقتصادي وليس تحدي الغرب.
فإذا راجعنا التصريحات التي أدلى بها ممثلو الدول المشاركة، فإنها ستصبح علامة مهمة، إن لم تكن مصيرية، في تاريخ الرابطة، من خلال عدد المشاركين فيها مثير للإعجاب، حيث تمت دعوة 54 من القادة الأفارقة وحدهم.
في القمة سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر رابط فيديو. بالوقت الذي وضع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في حالة من الاضطرار لعدم القدرة على اتخاذ قرار صعب بخصوص استقبال الرئيس بوتين، لجهة عدم القدرة على ضمان سلامة الرئيس الروسي، متجنبا الدخول في صراع مع المعارضة والسلطة القضائية، التي تم تشكيلها لتنفيذ الأمر من محكمة لاهاي.
بالطبع هناك اختلاف واضح بين الهند والبرازيل من جهة والصين وجنوب افريقيا من جهة اخرى حول توسيع المجموعة، لعدم التوافق على خطوط استراتجية لجهة دور المنظمة القادم في السياسة والاقتصاد ومهمة الاعضاء الجدد في تفعيل دور المجموعة.
أن قمة جوهانسبرغ ستستضيف أعضاء جدد في مجموعة البريكس، ويحظى هذا بدعم كل من الصين ومضيف الحدث، الرئيس رامافوسا، مجموعة “البريكس” الموسعة، وتمثل مجموعة غير متجانسة من الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة التي تشترك في الرغبة المشتركة في نظام عالمي أكثر توازنا”.
لكن ردة فعل الهند والبرازيل أكثر برودة ولا تتجهان الى فكرة توسيع النادي، لان الهند ترى ان توسيع مجموعة البريكس، يحتاج الى معايير واضحة لقبول الأعضاء الجدد. ومن بين هذه المعايير التي لا غنى عنها للانضمام إلى المجموعة “البريكس”، هي الانضمام إلى بنك التنمية الجديد، الذي يمول المشاريع الاقتصادية للجمعية.
بالمناسبة تتقدم 23 دولة ذات وجهات نظر مختلفة الغاية في السياسة الخارجية بطلب للحصول على العضوية في مجموعة البريكس. وفي الشهر السابع الماضي ، انفصلت الهند والبرازيل في طرحهما عن الصين اللتين دعمتاها، وخاصة فيما يتعلق بترشيحات إندونيسيا والمملكة العربية السعودية. وقد قامت جمهورية الصين الشعبية مؤخرا بتطوير العلاقات بشكل مكثف مع البلدين. وبفضل جهود بكين أصبحت المصالحة بين السعودية وإيران ممكنة. ولا تخفي الرياض حقيقة أنها تعول على تعاون طويل الأمد مع السلطات الصينية. حيث ترى فيه موازنة معينة لحليفتها التقليدية، الولايات المتحدة، التي لم تتطور العلاقات معها بسلاسة منذ عدة سنوات حتى الآن. و إندونيسيا الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم الإسلامي، تحظى باهتمام الصين لأسباب عديدة. بما في ذلك كحليف محتمل في المواجهة مع الولايات المتحدة.
ومن الواضح أن دلهي لا تعتقد أن الأمر ينبغي أن يكون حول إنشاء رابطة من الدول التي لديها مشاكل في العلاقات مع الغرب. كما حذرت رئيسة وزارة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، من حقيقة أن توسع مجموعة البريكس ليس خطوة معادية للغرب. وهذا يجعل من غير المرجح أن تنضم بيلاروسيا أو فنزويلا أو إيران إلى الوحدة. .
ووفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز، لا تزال بكين تميل إلى اعتبار مجموعة البريكس مركزًا بديلاً محتملاً لقوة الدول الغربية الرائدة. ونقل عن مسؤول صيني قوله: “إذا قمنا بتوسيع مجموعة البريكس لتكون مسؤولة عن حصة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مثل مجموعة السبع فإن صوتنا المشترك في العالم سيصبح أقوى”. ونذكر أن مجموعة السبع تضم المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان.
ويبقى الشيئ الاساسي كيف ستتعامل روسيا مع القمة بظل غياب بوتين بالرغم من حضور ملائكته الممثلة بوزير خارجيته سيرغي لافروف . وهل تستطيع من تطوير عمل المجموعة، ورفدها بأعضاء جدد لكي تفك الحصار الغربي عنها .
ويظل السؤال المطروح هو إلى أي مدى ترغب دول البريكس في السير على هذا المسار الذي اقترحه الصينيون. وتزعم صحيفة فايننشال تايمز، بالإشارة إلى مصادرها، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في القمة من شأنه زيادة حصة التسويات التجارية بين دول البريكس بالعملة الوطنية. لكن في الوقت نفسه يؤكد المنشور أنه لا مجال للتخلي عن الدولار أو المسار لإنشاء أي عملة بديلة. وبالتالي فإن العالم الذي يتمحور حول الولايات المتحدة لن يواجه أي تحدي في جوهانسبرج. بل ستكون هناك خلافات حول حل مشاكل أقل عالمية تهم الجميع، وليس بعض أعضاء نادي البريكس.
في النهاية اختتمت مجموعة البريكس أعمالها في قمة جنوب أفريقيا وتسلمت روسيا رئاسة الدورة القادمة التي سيكون عنوانها فتح الباب امام الاعضاء الجدد الستة التي تمت دعوتهم لنيل العضوية في منظمة البريكس (العربية السعودية ، الامارات العربية ، مصر ، اثيوبيا والارجنتين، ايران ، وقد تنضم لاحقا اندونيسيا ) والموافقة على توسعة غير مسبوقة والتأكيد على السعي لاقامة نظام عالمي متعدد والتخلص من هيمنة الدولار. ويبقى الهم الاساسي للقمة القادمة في كيفية مناقشة الدعوات للدول المقترحة خلال العام القادم وما هي الشروط المطلوب التقيد بها للعضاء الجدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى