المرشح لافتاء زحلة والبقاع الغربي الشيخ طالب جمعة يحدد رؤيته الوطنية والدينية
مناشير
قدم القاضي الشيخ طالب جمعة المرشح لمنصب مفتي عن زحلة والبقاع رؤيته للمرحلة المقبلة ولدور الافتاء الديني والسياسي في المنطقة في فيديو مسجل حدد فيه العديد من النقاط الدينية والسياسية. وقال في كلمته ان الاهمية في هذا الاستحقاق ان تبقى الافتاء المرجعية المعتدلة في تقارب المسائل الوطنية والدينية…
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت شعار “يد الله مع الجماعة “..
وانطلاقاً من القرار التاريخي لمفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بدعوته الهيئات الناخبة في قضاءي زحلة والبقاع الغربي لانتخاب المفتي المحلي يوم الأحد القادم الواقع فيه 18 / 12 / 2022 واستشعارا مني بمسؤولية اكمال مسيرة امامنا الراحل سماحة المفتي خليل الميس رحمه الله فقد عزمت بعد التوكل على الله تعالى على المضي بالترشح لهذا المنصب الجليل مع ادراكي التام لعظم المسؤولية المناطة بالمفتي العتيد خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة التي تعصف بوطننا لبنان الحبيب.
منطلقاً ان وفقني الله سبحانه وتعالى واختارتني الهيئة الناخبة من حيث انتهى سماحة الراحل والذي شهد الإفتاء في عهده نقلة نوعية، في النهج والوهج وظفت في بناء البشر والحجر، فكان برنامجنا يهدف الى المحافظة على الإنجازات وعلى رأسها مفخرة البقاع ازهره الشامخ ثم المضي قدماً مع المخلصين من طاقات هذه الطائفة وقاماتها وما اكثرها نحو التطوير والمأسسة وبناء المزيد من الصروح الخادمة للدين وللإنسان بحسب الإمكانات والتحديات.
ويمكن تلخيص خارطة الطريق نحو الأهداف المشار اليها بالآتي:
أولاُ:
مأسسة دار الفتوى في البقاع وتفعيل دورها في كافة لمجالات الداخلة في دائرة اهتمامها، والعمل على أن تكون المؤسسة الجامعة لكل أبناء الطائفة السنية لإعادة لم الشمل ورص الصفوف لاسيما في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الطائفة والوطن، وأن تكون حصناً متيناً وسداً منيعاً في وجه كل محاولات الاقصاء والتهميش والاستضعاف، والاعتداء على حقوق أبنائها، بالتعاون والتضامن مع الغيارى من رجالات هذه المنطقة ومسؤوليها.
مع الحرص على القيام بدورها الوطني الجامع والتعاون مع كافة مكونات المجتمع البقاعي لما فيه خير المنطقة والوطن.
ثانياً:
استمرار الاهتمام بالأزهر ومؤسساته والعمل على تطويره وتجويد أدائه ورفع كفاءة العاملين فيه وتوفير الدعم المادي والمعنوي المطلوب، وكذلك العمل الجاد للاستحصال على ترخيص لإنشاء جامعة يكتمل بها المشهد التربوي للأزهر بكليات شرعية وعلمية.
ثالثاً:
تطوير إذاعة القرآن الكريم “صوت الأزهر” وتوسيع دائرة بثها وتجويد برامجها، كما والعمل على تأسيس قناة تلفزيونية رقمية تسهم في نشر رسالة الدار وبث الوعي الديني والوطني.
رابعاً:
وبما أن المهمة الأساس لدار الفتوى هي الدعوة الى الله تعالى ونصرة الشريعة والعناية بالدعاة ومساعدتهم ليقدموا أفضل ما عندهم، فإننا نلتزم هذه العناوين ونعمل ان شاء الله على تطوير أداء الدائرة الوقفية بالتعاون مع رئيسها ومجلسها الإداري لتحقيق الأهداف المذكورة واستثمار الأوقاف وزيادة ريعها وتحرير المغتصب منها بالطرق القانونية، وكذلك انشاء صندوق تعاضدي للأئمة والخطباء والمدرسين ليكون سنداً لهم.
خامساً:
الاهتمام بصندوق الزكاة وزيادة مداخيله وتوسيع عدد المستفيدين منه
سادساً:
الاهتمام بالعمل الخيري ومد جسور التعاون وخلق شبكة اتصال وتواصل مع المؤسسات والمنظمات والجمعيات والأفراد العاملين في هذا الحقل.
سابعاً:
تمتين العلاقات الموجودة أصلاً مع الإغراب لما فيه مصلحة الطرفين، وتعزيز موقع دائرة شؤون المغتربين التابعة للدار ومواكبة الهم الاغترابي، وتلبية حاجة المؤسسات الاغترابية دينياً وتربويا لا سيما ابرام بروتوكولات تعاون بين أزهر البقاع وتلك المؤسسات.
ثامناً:
الاهتمام بالشباب وبقضاياهم وحمايته من الانحراف الفكري والسلوكي وتشجيع الأنشطة الرياضية والكشفية والتوعوية.
تاسعاً:
الوقوف مع المحاكم الشرعية للقيام برسالتها المتمثلة في المحافظة على الاسرة المسلمة وتمكينها من ممارسة حقها الذي كفلته المادة التاسعة من الدستور اللبناني، والتصدي لكافة الحملات المسعورة التي تهدف الى تدمير القيم الاسرية ونشر ثقافة الإباحية.
في الشأن السياسي
فإننا نتبنى رؤية القيادة المركزية في دار الفتوى المتمثلة في سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية والتي تعد صرحاً وطنياً اسلامياً جامعاً، حيث ما فتأت تؤكد على مرجعية “وثيقة الوفاق الوطني” المبرمة في الطائف واحترام الدستور والحفاظ على العيش المشترك، ملتزمين قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر، ومناهضة كافة اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، كما وأننا نحرص على أفضل العلاقات وأمتنها مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
والعمل الحثيث على مناصرة قضايا حقوق الانسان التي لا تتعارض مع الاحكام الشرعية، ومن أهمها قضية إخواننا الذين لازالوا يقبعون في السجون دون محاكمة، والضغط من أجل إنهاء معاناتهم ومعاناة اسرهم.
إن الأهداف المنشودة المشار اليها تطلب تعاوناً جاداً مع علماء الشرع الأجلاء ومكونات المجتمع المدني. مما يدعون للعمل على انشاء مجلس استشاري لدار الفتوى يراعي التنوع بتنوع الحاجات وتشكيل لجان متخصصة.
هذه الرؤية تتوقف في نجاحها على توفيق الله تعالى ومدده ثم على تكاتفنا وتضامننا متمثلين قول الله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. والله من وراء القصد.