إقحام شركة فاغنر في ليبيا مجدداً..! – خالد العزي
د. خالد العزي / مناشير
دعا قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، مرة أخرى إلى التوزيع العادل لعائدات النفط، ويعود معسكر شرق ليبيا الذي يعتمد عليه حفتر للتهديدات بترتيب حصار جديد لحقول النفط، مما يخل بالتوازن الوهمي بين الفصائل المتحاربة، ويقر الخبراء امكانية إسناد مسؤولية منع الصادرات إلى شركة فاغنر خاصة بظل ضعف موقع الشركة في إفريقيا، وبحسب مصادر محلية بسبب محاولة التمرد في روسيا.
لم يكن بيان المشير خليفة حفتر زوبعة في فنجان حول ضرورة التوزيع العادل لعائدات النفط “بين جميع مناطق” ليبيا خلال اجتماع مع الأجهزة العسكرية والأمنية. قال: إن الدولة المنقسمة بحاجة إلى “تشكيل لجنة مالية عليا لإدارة أموال الدولة بشكل عادل”.
وقال قائد الجيش الوطني الليبي: “أظهرت تجربة السنوات الأخيرة أن سفراء هذه الدول فقدوا أي رؤية لحل الأزمة الليبية. لأن وجهات نظرهم تختلف فيما تتداخل المصالح”. وتطرق الاتهام أيضا إلى السفير الأميركي لدى الجماهيرية ريتشارد نورلاند . الذي لا يزال حفتر على اتصال به.
ومن المحتمل أن يكون نورلاند قد تعرض لإطلاق نار لأنه دعا في نهاية الشهر الماضي أطراف الصراع إلى “التخلي عن التهديدات بوقف إنتاج النفط، الأمر الذي سيكون مدمرا للغاية للاقتصاد الليبي وسيضر بجميع الليبيين، ودعا إلى “آلية شاملة لإدارة الإيرادات”.
فان تصريحات شرق ليبيا واتهام طرابلس باختلاس عائدات الطاقة وإهدار مليارات الدولارات، فان هذه التصريحات ترفع من نسب الخطورة والعودة للاقتتال إذا لزم الأمر، ومن جهة اخرى تشير المصادر الليبية بأن الحكومة الليبية سترفع العلم الأحمر، وتوقف تدفق النفط والغاز وتوقف تصديرها عن طريق التقدم إلى السلطات القضائية وإصدار أمر قوة قاهرة”، وتتهم طرابلس حفتر بأنه يمارس الابتزاز في قطاع الطاقة على نطاق واسع في ليبيا وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تم إيقاف الحصار الأخير الأطول والأكثر ربحًا قبل عام بفضل صفقة بين حفتر ورئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد دبيبة.
إن الخلاف بين قائد الجيش الوطني الليبي والسفير الأمريكي ناتج عن الخلاف حول ميزانية المؤسسة الوطنية للنفط، أكبر مصدر دخل في الجماهيرية السابقة، لأن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن غارة غير قادر على الإظهار لطرابلس أين ذهبت 34 مليار دينار ليبي (7 مليارات دولار) التي تلقتها المؤسسة الوطنية للنفط في عام 2022″. وهذه هي صناديق تمويل الطوارئ التي تم فتحها كجزء من الاتفاقيات بين المعسكرات الغربية والشرقية لتغيير قيادة الشركة، الآن تطالب طرابلس بن غارة بالشفافية في الإدارة المالية.
هناك خطر حدوث حصار نفطي جديد: الاحتمال ليس مرتفعًا للغاية، لكنه موجود بالتأكيد، وحول ما إذا كانت حالة القوة القاهرة مع شركة فاغنر في روسيا يمكن أن تؤثر على مقاربات واشنطن للأزمة الليبية، لكن إذا تم تنفيذ الحصار حقًا، فمن المرجح أن تقول الولايات المتحدة أن وراءه تقف “فاغنر”. ومع ذلك فإن هذا لا يعني بعد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة لطرد فاغنر من الأراضي الليبية “.
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مايو الماضي، في مقابلة أجرتها معه شركة ميدياست التلفزيونية الإيطالية حقيقة، أن فاغنر تعمل في الجماهيرية السابقة فأوضح أن “سرية عسكرية خاصة تمت دعوتها من قبل السلطات في مدينة طبرق “معسكر شرق ليبيا”، وأوضح رئيس الدبلوماسية الروسية : “إنهم موجودون هناك بشروط تجارية تمامًا كما هو الحال في مالي”.
لقد أثار الجانب الأمريكي قضية طرد “الأوركسترا” من هذه الساحة عدة مرات في حوار مع حفتر، ليس عبر القنوات الدبلوماسية فحسب ، ولكن أيضًا عبر القنوات الإستخباراتية على وجه الخصوص كان هذا أحد الموضوعات التي تم تخصيصها لزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى الدول الواقعة في شمال إفريقيا.
و نقلاً عن مصادر ، أن القيادة العسكرية والمدنية لشرق ليبيا تشعر بالقلق الآن، بشأن الإجراءات المحتملة من جانب شركة فاغنر العسكرية الخاصة. فان الجيش الوطني الليبي قلق من احتمال اندلاع انتفاضة أو تمرد في المناطق الواقعة تحت سيطرته. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن فاغنر معروف بأنه يعمل بشكل مستقل عن هيكل قيادة الجيش الوطني الليبي.