وائل ياسين : بعد سقوط بشار المطلوب سورياً ولبنانياً ورشة إصلاح
مناشير
غرد وائل خليل ياسين ، رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية : لقد نشأت على المصارحة ولم اعتد المواربة والمسايرة ، منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي كنت أدرك ان هناك استغلالا غربيا للأحداث بهدف احداث تغيير جيوسياسي في المنطقة تكون نتيجته تكريس الهيمنه الغربية على عالمنا العربي ، لكن الخوف من هذا الاستغلال الغربي لا يفرض علينا ان نكون خانعين لأنظمة الفساد والدكتاتورية ومصادرة القرار الشعبي الحر .
لقد انحزت منذ البداية إلى جانب الثورة في سوريا ولكن عندما انحرفت عن مسارها بعد ان زرع فيها النظام الأسدي عصابات الإرهاب، اخذت موقف المراقب والداعي إلى التعايش السلمي على أمل التغيير السياسي السلمي ، واليوم وبعدما ثار الشعب السوري بكافة ألوانه واسقط النظام الاستبدادي بطريقة حضارية ، حيث أن الشعب بكل اطيافه شارك التغيير، اتمنى لهذه الثورة المباركة أن تصل لخواتمها عبر ترتيب الصف الداخلي بإطلاق ورشة الإصلاح السياسي والاقتصادي وفتح باب المصالحة واتباع سياسة البناء يدا بيد للوصول بسوريا الحديثة التي تحترم الانسان وتلتزم حسن الجوار ولا تتدخل في شؤون جيرانها .
اما لبنانيا فأملي كبير بأن تقوم الاحزاب والقوى السياسية بإطلاق ورشة إصلاح داخلية تبداء بمراجعة سياساتها وأخطائها والبحث عن القواسم المشتركة التي تجمعها مع الشركاء في الوطن ، وأعتقد اننا وبعد ما مر علينا من حروب وويلات آن الأوان ان نتخذ موقف حازم وجازم بان نحيد لبنان عن أي صراع إقليمي او دولي وان نحصر العلاقة مع الدول عبر الحكومة اللبنانية مثل أي دولة أخرى وآن الأوان ان تضع كل الاحزاب امكانياتها بتصرف الدولة وان تلتزم بأن تكون سياسية تنبذ الفكر المليشيوي وتقر حصر مهمة الدفاع بالقوى المسلحة اللبنانية الشرعية وان تلتزم بسياسة الدولة وتلتزم بالدستور المنبثق عن اتفاق الطائف ، لقد آن الأوان ان نعترف جميعا بلبنان وطنا نهائياً لكافة أبنائه وان نكون متساوين بالحقوق والواجبات وان لا نكون جزءا من اي مشروع ديني او قومي على حساب الوطن واستقراره فلبنان قوي بتنوعه وبحياده ووحدته الوطنية لا بسلاحه او التزامه بسياسة المحاور .
