ما بينَ قراءة او تهجٍّ لموقف واشنطن من الصين – رائد عمر
مناشير
كتب رائد عمر – العراق في الشراع
حالةٌ من الإرباك المصاحب للإهتزاز .! تنتاب الإدارة الأمريكية في الظرف الحالي , ولا يعود ولا يقتصر ذلك الى المبادرة الصينية التي باغتت الأمريكان في الجمع بين ممثلي الرياض وطهران والتوصل او الوصول الى اتفاقٍ لإعادة العلاقات الدبلوماسية وتسوية المعضلات القائمة بينهما , ومن ثَمَّ تعززّت تطويراً بدعوة الإمارات للرئيس رئيسي لزيارتها , وهي حلَقات متصلة ببعضها ممّا يكاد يسبب بعض الصداع شبه النصفي للبيت الأبيض .
المفارقة التي كشفت كليّاً عن حالة الإرتباك الأمريكية الى ما يكاد يدنو ويلامس التخبّط السياسي , فقبل يومين من وصول الرئيس الصيني الى موسكو والإعلان عن مبادرةٍ محددة لإيجاد تسوية لوقف الحرب بين روسيا واوكرانيا , فإستمعنا جميعاً الى الترحيب الأمريكي بالمبادرة الصينية , وتمنّت واشنطن لتعزيز الإتصال والتواصل الهاتفي – الفيديوي بين الرئيس الصيني ونظيره الأوكراني الى ما هو أبعد او اعمق , لكنّ الأعراض الجانبية والمضاعفات السيكولوجية – السياسية وافرازاتها المتدفّقة في الشرايين والأوردة السياسية جرّاء التمعّن في أبعاد الإندفاع الصيني الى ما هو ابعد , جعل ادارة بايدن لتستدير ليس بِ 180 درجةٍ فحسب , وإنما بنسبة 360درجة وكأنها تدور حول نفسها .!
فدفعت المسكين ” جون كيربي ” الناطق بأسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الى الواجهة !
ليعلن مجدداً بأنّ الوساطة الصينية اذا ما تضمّنت وقفاً لإطلاق النار بين كييف وموسكو فإنها مرفوضة من واشنطن .!
, و كأنّه يقول او يدعو للتفسير بأنّ الدعوة لإستمرار اطلاق النار هي المقبولة امريكياً .!!
وهذا هو الواقع بالفعل من دون الإعلان عنه .
بالرغم من أنّ مجلس الأمن القومي الأمريكي ليس بمؤسسةٍ رسمية في الولايات المتحدة كوزارة الخارجية او سواها , وهو لا يعدو كونه مؤسسة استشارية رفيعة المستوى تجمع وتستجمع رؤى الأجهزة الأستخبارية والأمنية الأمريكية وتصبّها في قالبٍ سياسيٍ خاص الى الرئيس الأمريكي , إلاّ أنّ السيد ” جون كيربي ” الذي جرى دفعه الى الواجهة , فقد افتقد كلياً القدرة على أداء دور الناطق الإعلامي او المتحدث الرسمي , حيث بدا فاقداً لقُدُرات التعبير والصياغة وحتى ” التحرير الصحفي ” في تصريحه الأخير , ولعلّ ذلك ما جرى دفعه ليغدو كبش الفداء في محاولة تضميد التناقضات في موقف الإدارة الأمريكية وتحولاتها من ساقيةٍ الى اخرى معاكسة في الإتجاه , وايضاً فهذا الموقف الأمريكي يشكّل اهانةً اخرى للسيد زيلينسكي في تجريده من اتخاذ ايّ قرارٍ ما لوقف الحرب .!