قمة العشرين : تخفق ماذا في الصراع الروسي الأوكراني …!
د. خالد العزي – مناشير
سيتم اجتماع قادة مجموعة العشرين، الذي سيعقد في نيودلهي في الفترة من 9 إلى 10 أيلول /سبتمبر 2023الجاري ، بقبول عضوية الاتحاد الأفريقي في هذا النادي الدولي الرسمي ومناقشات حول كيفية تقييم الصراع الروسي الأوكراني.حيث ان الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعمل على توسيع التحالف الداعم لكييف. لكن العديد من دول مجموعة العشرين، وفي مقدمتها الهند المضيفة للقمة،لا تؤيد إدراج قضية الصراع الأوكراني الروسي قدر الإمكان عند مناقشة الموضوعات التي تهم الأعضاء الآخرين في مجموعة العشرين.
تحاول الهند عدم وضع قضية الصراع بين روسيا وأوكرانيا كي لا تؤدي الى انقسام داخل المجموعة , وتبرر ذلك بان الصراع الاوكراني الروسي هو صراع سياسي ومناقشته ليس في قمة الدول الصناعية بل في مكان اخر .
وتريد الهند الخروج من القمة التي تقودها بأقل خسائر كي لا يحسب عليها بانها فشلت في إنتاج توافقات داخل المجموعة ،و بالرغم من الجهود التي يبذلها المنظمون للإجتماع، لن يتم تمثيل جميع البلدان على أعلى مستوى. وستكون صياغة إعلان قمة دلهي موضوع مفاوضات صعبة
ومن الواضح كما حدث في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت العام الماضي في إندونيسيا على جزيرة بالي، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في هذا الحدث، و لن يرسل رسالة فيديو إلى المشاركين في الاجتماع.
وايضا الرئيس الصيني شي جين بينغ سوف يتغيب عن حضور قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها و من المتوقع أن يمثل الصين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في قمة نيودلهي.
ولنتذكر أن مفاوضاته مع بايدن أصبحت واحدة من أكثر الأحداث التي نوقشت في قمة مجموعة العشرين العام الماضي. وقد قال بايدن بالفعل إنه منزعج للغاية من حرمانه من فرصة التحدث مع الزعيم الصيني بحيث لديهم شيء للمناقشة.
وفي المقابل سيطلب بايدن من الكونغرس زيادة التمويل للبنك الدولي. وإن رئيس الدولة يعتزم إقناع دول مجموعة العشرين بالقيام بالشيء نفسه. وكانت الصين في السابق متشككة في هذه الفكرة، ودعت إلى تطوير نظام تمويل كجزء من مشروع الحزام والطريق.
وكذلك فإن الرئيس الأمريكي يعتزم تناول موضوع عواقب الصراع الأوكراني الروسي في القمة. ووفقا له سيوجه بايدن دعوة إلى “سلام عادل ودائم يقوم على احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ السلامة الإقليمية والسيادة”. وأكد سوليفان مرة أخرى أنه ليس هناك شك في خفض الدعم الأمريكي لأوكرانيا وأن واشنطن ستقدم المساعدة لكييف “طالما كانت هناك حاجة إليها”. باختصار، لن يدعم الغرب في قمة مجموعة العشرين أي مقترحات تنص على السلام بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا على حساب التنازلات من جانب الأخيرة.
اما لجهة المشاكل التي ستواجه الصياغة مرتبطة بالمفاوضات القادمة بين الصين الشعبية – والهند مما يعقد الامور في انتاج توافق واضح بين الطرفين وكذلك تعارض روسيا، باعتبارها دولة عضو في مجموعة العشرين، بشكل قاطع إدانة أفعالها في أوكرانيا بشكل مباشر أو غير مباشر في الوثيقة. وقد انتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد الأوروبي النسخة الهندية من الإعلان. واعتبروا أن الوثيقة كانت متساهلة للغاية، أي أنها تقريبا نفس الوثيقة التي تم اعتمادها قبل عام في بالي. ومن خلال جهود موسكو، أدرجت الصياغة التالية في الإعلان: “أدانت معظم الدول العملية الخاصة في أوكرانيا” وشددت على أنها تؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، ولكن “وجهات نظر أخرى وتقييمات مختلفة للوضع” وتم الإعلان عن العقوبات، و لم يتم إدراج أعضاء مجموعة العشرين الذين أدانوا تصرفات الاتحاد الروسي. وهكذا فإن الحدث لم يتحول إلى منتدى للتضامن مع أوكرانيا، وهو ما لم يعجب الغرب.
وعلى كل الأحوال، ستكون قمة مجموعة العشرين بمثابة نجاح في السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والذي سيعقد بايدن معه مفاوضات منفصلة في الثامن من سبتمبر/أيلول. مهما كان إعلان مجموعة العشرين.
في السابق، لم يكن هناك سوى رابطة واحدة بين دول الاتحاد الأوروبي. والآن سيكون هناك اثنان: الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وجعل مودي الانضمام إلى مجموعة العشرين هدفا ذا أولوية في سياسته الخارجية. إن انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين لن يؤدي فقط إلى زيادة الأهمية السياسية والاقتصادية لدول القارة السوداء، بل سيزيد أيضا من نفوذ الهند هناك.