على ماذا يراهن نتنياهو .!؟ – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
إذ دامت حرب عام 1967 لستّة أيام، واستمرّت حرب تشرين – اكتوبر لسنة 1973 لنحو ثلاثة اسابيع، وتكبّدت فيها القوات الإسرائيلية خسائراً جمّة في الآليات العسكرية والأرواح، جرّاء الضربات والقصف المصري والسوري المركّز “بجانب القصف الجوي للمقاتلات العراقية في الجبهتين المصرية والسورية، بالإضافة الى معارك دبابات ومدفعية الجيش العراقي في سوريا”، بالرغم من النتائج المغايرة لتلك الحرب .!، إنّما ولكنّما منذ أن جرى إنشاء وخلق او زرع الكيان الصهيوني في المنطقة، فلم تشهد اسرائيل “بالطبع” حرباً استمرت لتسعة شهورٍ لحدّ الآن، وَ وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت” صرّح يوم امس أنّ الجيش الأسرائيلي سيواصل القتال ضد حزب الله في الجنوب اللبناني حتى لو حدثت هدنة في غزة ومهما كان طولها او عرضها .!!
ماكينة الحرب الإسرائيلية تستمرّ في البذخ الآني المسرف وبإندفاعٍ يفتقد للحسابات الموضوعية لأيّ دولة تحافظ على كيان الدولة وأمدها .! في ظلّ اقتصادٍ يتهاوى تدريجياً، ولولا الجسر الجوي شبه اليومي الأمريكي لتغذية الآلة الحربية الأسرائيلية بوقود القذائف والصواريخ والمتطلبات التقنية للمقاتلات الأسرائيلية، مع لوجستيات ومستلزمات التجسس والمعلومات الأستخبارية الدقيقة ( وحتى بمشاركة جنرالات وخبراء عسكريين امريكان في هذه الحرب ) , فلولا كلّ ذلك لأوقفت تل ابيب الحرب” رغماً عن انفها ” ومنذ زمنٍ طويل …. إنّ مّا يجري من مجرياتٍ في الداخل الإسرائيلي والتي تتصدّرها حالة التذمّر بين افراد الجيش الذي يعتمد اساساً على الجنود الأحتياط الذي يعانون من من تكاليفٍ مادية واقتصاديةٍ صعبة جرّاء التحاقهم في الجيش , مقابل ما خسروه ويفتقدوه ماديّاً وماليّاً في الحياة المدنية , بجانب ارتفاع نسبة القتلى والجرحى والتأثيرات النفسية للحرب وعمليات المقاومة الفلسطينية المباغتة , فضلاً عمّا تتفاجأ به تجمعات ومعسكرات
الوحدات الأسرائيلية ” بمختلف امكنتها وتواجدها ” من مُسيّرات والصواريخ المنطلقة من الجنوب اللبناني ومن الحوثيين , مع ضَرَبات الفصائل العراقية ومن قواعدٍ مختلفة ” المتحرّكة والمتنقّلة ” .
الصحافة الإسرئيلية تخضع خضوعاً تامّاً للرقابة العسكرية < ليس لنشر اية معلوماتٍ ما تتعلّق بالأمن الوطني او القومي الإسرائيلي – الداخلي فحسب , وانما بما يرتبط بتأثيرات الأقتصاد وانعكاساته على المجتمع الأسرائيلي في المنظور القريب والبعيد وما بينهما ايضاً .!
في استقراءٍ آخرٍ للمتغيرات الدولية “والتي ليست اقلّها الأنتخابات الرئاسية في الولات المتحدة والأخرى القائمة في فرنسا وكلاهما على اقدامٍ وسيقانٍ مسرعة” بجانب ما جرى حسمها في المملكة المتحدة او بريطانيا التي يومئ ويوحي مسبقا رئيس وزرائها الجديد للتأكيد والتشديد على تل ابيب على ضرورة وقف الحرب، وكلّ ذلك غير قابلٍ للصرف في ذهن بنيامين نتناياهو وبعض جنرالاته، وبعض مشتقّاته من الساسة المتطرّفين “الذين لا نحبّذ في الإعلام بتسميتهم بالمهووسين، وبما مهووسين به من ادامة زخم الحرب، حتى بإستخدام الأسلحة النووية وفق ما صرّحوا به علانيّةً .!، فمجملُ ذلك “وعند اختزال تفاصيليه الأخريات” الى الحدّ الأدنى ذات العلاقة المشتركة، فلا من سبيلٍ ولا من مجالٍ لنتنياهو سوى الإيغال في ادامة التمادي في إشعال نيران ووتيرة القصف الجمعي والجماعي على المدنيين الفلسطنيين وعوائلهم وتهجيرهم واعادة تهجهيرهم من مدينة الى اخرى، تعوبضاً “سيكولوجياً” عن عدم العثورعلى ايّة فتحة او ثغرةٍ بإتجاه شبكة الأنفاق العنكبوتية لغرفة العمليات التي تقود العمليات ضد القوات الأسرائيلية وقياداتها .!، وبغير ذلك فالحتمية التأريخية المتمثلة بمصطلح الديالكتيك، فلا بدّ لها من إحالة نتنياهو الى المحاكمة ذات محكمةٍ شديدة الأحكام، بما عرّضَ الشعب الإسرائيلي، وبما سيتبع ذلك لاحقاً وقريباً .! فلا من خَيارٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي سوى الإيغال في الإيغال، والغلّو في ذلك، انتظاراً لمصيرٍ محتومٍ وقابلٍ لرؤيا استباقية او سبقة.!