حلوى العشاء الأخير: على شكل مسيّرة
مناشير
خلال تناول جنود الاحـتلال عشاءهم في صالة الطعام بقاعدة للتدريب بالقرب من بنيامينا جنوبي حيفا، قاطعتهم حلوى العشاء التي أتت على شكل مسيرّة أطلقها الحزب، اخترقت الدفاعات الجوّيّة الإسرائيلية وسقطت وسط طاولات الطعام، فجعلته العشاء الأخير.
شتّان ما بين المعنى الحقيقي والأساسي للوحة العشاء الأخير للسيّد المسيح، والعشاء الأخير للجنود الصهاينة، والتي استُعمِل اسمها لمقاربة المشهد ليس إلّا.
وفق الرواية المسيحيّة، فإنّ لوحة العشاء الأخير تجسّد دعوة السيّد المسيح تلاميذه إلى العشاء في عليّة منزل يقع في جبل صهيون، وتناوله آخِر وجبة معهم، وبمن فيهم يهوذا الإسخريوطي الذي يقال إنّه خـ ـان المسيح وسلّمه لليهود لمحاكمته وصلـ ـبه وفق التصوّر المسيحي.
أمّا رواية العشاء الأخير بالأمس، فهي لانقلاب الزمن، ومجيء زمن جلد أحفاد يهوذا الإسخريوطي على طاولة عشائهم وأمام أعين الكاميرات، التي صوّرت لوحة لا يقلّ جمالها عن جمال لوحة دا ڤينشي التي حاكت عشاء السيّد المسيح المقدّس، أمّا لوحة الأمس فقد حاكت انتصارًا على جنود يحتسون دمـ ـاء غزّة ولبنان، ويتفّننون بإجـ ـرامهم وفخرهم بمعتقدهم القائم على الاحتـ ـلال والقـ ـتل والغـ ـدر.
إذًا، كان العشاء الأخير لأربعة جنود اعترف العـ ـدو بمقتلهم، ولأكثر من مئة جندي أصيبوا. ومع انتشار الصور من صالة طعام جنود لواء غولاني، أُطلق على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #العشاء_الأخير، فكانت تعليقات وصورٌ عديدة تعقيبًا على الحدث.
