بين أعمار جنود الإ..حتلال وأعمار المقاو..مين …!
مناشير
منذ عقدين، تواصل “إسرائيل” اتهام الحزب بتجنيد الشَّباب بأعمار صغيرة واستغلالهم كوقود في المعارك، وتتناسى أنّ “جيش الاحتلال” يعجّ بشباب في مقتبل العمر. ذكر إعلام العــدوّ أسماء وأعمار الجنود الذين قُتـ ـلوا أمس على الحدود، ومن بينهم الرائد أور منصور (21 عامًا) من بيت أرييه، والرائد نزار إيتكين (21 عامًا) من كريات آتا، والرقيب المكين طريف (21 عامًا) من القدس، والرقيب عيدو بروير (21 عامًا) من ميناس زيونا، وجميعهم في العشرين من عمرهم.
مجنّدو “إسرائيل” مجبرون على الخدمة العسكريّة ضمن نظام يربط المواطنة بالالتزام العسكري. هؤلاء يتمّ إغراؤهم بالمادّيّات وزيادة النفوذ الاجتماعي، في سياق مشروع استيطاني توسّعي يحكمهم بقوانين صارمة تحول دون رفض التجنيد.
على النَّقيض، ينتمي شباب المقــاومة إلى صفوفها بوعيٍ كامل، لا طلبًا لمكاسب، بل لدفع أثمان الكرامة والتَّحرُّر من الاحتلال. معظمهم كانوا أطفالًا عانوا لسنوات من “الإسرائيليّ” إمّا احتلالًا او إرهــابًا أو حتّى عانوا من جدار الصوت لا أكثر!
هؤلاء يدفعون اشتراكاتهم للتنظيمات التي يقاتلون في صفوفها بدل انتظار أيّ مردود مادّي. تجسّد المقــاومة لديهم خيارًا أخلاقيًّا قبل أن يكون سياسيًّا، حيث يقاتلون بروح نضاليَّة دفاعًا عن الأرض والهويَّة، لا طمعًا في مغانم.
إنَّ التَّناقض بين “إسرائيل” والمقــاومة واضح: الأولى تستغلّ شبابها في مشروع استعمار جديد تحت غطاء الأمن، بينما المقــاومة تُجسّد مشروع تحرُّر وطني يُدافع عن سيادة الأرض. ما بين الجُّندي المدفوع بالإغراءات والمقــاوم الذي يقاتل بملء إرادته، يظهر الفرق بين احتلال يسعى للتوسُّع، ومقــاومة تهدف إلى استعادة الأرض والكرامة.