بهاء الحريري ينتحل صفة “الزعيم المنفي”.. وعودته ليست بقرار سعودي
أسامة القادري – مناشير
عبثا يحاول رجل الأعمال بهاء الدين رفيق الحريري شقيق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في محاولاته المتكررة لأن يأخذ لنفسه موقعاً متقدماً في الحياة السياسية اللبنانية، بعد فشله ركب موجة الحراك الشعبي عام 2019 من خلال “المنتديات”، وبعدها استسهاله خوض الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان العام الماضي، تاركاً مرشحيه لقدرهم والهروب من كافة التزاماته المادية معهم، بإعتماده على حركة سوا للبنان التي اطلقها عن بعد من خارج لبنان عبر البرامج الافتراضية وأتت في وقت سبقت فيه “لافتاتها الضخمة” وشعاراتها اعلان شقيقه سعد تعليق العمل السياسي له ولتياره.
هكذا يكون أثبت للمرة الثانية عن فشله في تقديم نفسه للعمل السياسي، وكشفت الحركة عن عدم مصداقية التعامل في المجالين السياسي والاجتماعي، وعدم ايفائها للبنانيين وخاصة العائلات الفقيرة بالمساعدات الاجتماعية التي وعدوا بها في ظل ظروف استثنائية يعانيها جميع اللبنانيين، حتى أنه لم يكلف نفسه الاتصال والاعتذار اقله ممن تعرضوا لعمليات النصب والاحتيال بإسمه على ناشطين ومرشحين من قبل ادارة حركته سوا، ما اعطى انطباعاً ودليلاً للناس انه راض عن ما نتج من تصرفات ادارة الحركة، وأنه غير ناضج لأن يتولى منصب “الزعامة” وليس جدياً في سعيه.
حاول حينها بهاء الايحاء أن تقربه من ادارة بايدن الامريكية يعطيه الضوء الأخضر السعودي لدخول المعترك السياسي ليكون “الزعيم” السني البديل عن شقيقه سعد الذي تم ابعاده عن الساحة السياسية قسراً لتداعيات الانهيار الاقتصادي وتم ترك لبنان لقدره بحجة معاقبة ح_زب الله، ليصطدم بجدار ان ثقة الناس لا تورث، وحالياً يحاول بهاء ركب ذات الموجة انما بإسلوب لقاء الشخصيات “السنية” خارج لبنان كما يفعل الزعماء المنفيين خارج بلادهم، ليعطي انطباعاً ومبرراً لرفضه العودة الى لبنان ومشاركة الناس ازماتهم واحلامهم على انه مستهدف امنياً.
وفي هذا الصدد تؤكد مصادر سعودية رفيعة ان بهاء الحريري هو رجل بايدن بدرجة ثالثة ولا علاقة للسعودية به ولا بعودته، وان تحركه ما هو الا اشارة امريكية لإقتراب البحث بالحلول في المنطقة، يضيف المصدر “الادارة السعودية خلال الفراغ الذي تركه الرئيس سعد الحريري لم تنصب اي شخصية سنية بديلة عنه ما يؤشر ان المشكلة ليست مع سعد كما يحاول البعض تصويرها انما المعضلة مع مرحلة انتقالية في العديد من الملفات الاقليمية والدولية، ولا يستبعد المصدر ان تكون عودة بهاء الى الساحة هي مجرد مناكفة لشقيقه مرتبطة بمعلومة لديه بأن قرار عودة الرئيس سعد الحريري اتخذ ولن يكون بمعزل عن موافقة ورضى السعودي والامريكي والمصري والروسي.
ويقرأ المتابعون أن بهاء الحريري لم يغير في اسلوبه وادائه، فلازال متردداً في العودة الى لبنان وغير جدي في الدخول الى الميدان السياسي والا كان مهد للقاء في بيروت مع اقتراب ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ما جعل البعض يذهب في تشبيهه بالمرأة المتوهمة بالحمل فتحاول الايحاء بانها “تتوحم”.
لذلك لم تتوافق حسابات حقل بهاء الامريكية مع حسابات البيدر اللبناني، بعد استدعاءاته لشخصيات “سنية” الى فندق راديسون في لارنكا القبرصية، للقاء به، وكان واضحاً ان عدد رافضي لقائه اكثر من ضعفي الذين لبوا الدعوة، وبدى ذلك من حيث نوعية الحضور واقتصارها على بعض رؤساء البلديات من طرابلس والبقاع الغربي، وبعض الموظفين المتقاعدين والأطباء وغياب الوجوه الشابة الناشطة والقيادات الدينية والسياسية حتى المناهضة للحزب.
وخلال اتصال “مناشير” ببعض المشاركين ابدوا عن امتعاضهم من الاسلوب في التعامل، وانهم فوجئوا بوجود اشخاص محسوبين على فريق “الممانعة”، وأعرب البعض عن انتقادهم للحريري خلال حديثه وتكراره العزف على لحن “الحفاظ على ترابط اسرة الشهيد الحريري”، وذلك انطلاقاً من علاقته مع شقيقه سعد بهدف استمالة جمهور “المستقبل” الرافض لبهاء بديلاً عن سعد وذلك لإعتبارات متعددة، من أن الأول طعن سعد في ظهره وترك مؤيدي الحريرية السياسية في مواجهة فريق “الممانعة” وموجة الاغتيالات وفر هو الى الخارج متفرغاً لجمع المال والأعمال تاركاً شقيقه يتحمل الضغوط السياسية والامنية والمالية .
وقال أحد المشاركين “كنت اتمنى ان يكون اللقاء في بيروت وليس خارج البلد، جئت لأستمع الى وجهة نظر الشيخ بهاء فوجدت طموحه أكبر من حركته المحدودة، وبدى انه واهم ولا يعلم حال ما وصل اليه اللبنانيين من جوع وذل، فكان هو في وادي آخر. وما ترك فرصة الا وتحدث بصيغة التحدي لح_زب الله وفريقه وسلاحه وكأنه يملك القرار الدولي والاقليمي بين يديه ولا يعلم مدى التقارب الامريكي الايراني، ويستبعد فرضية وان تترك واشنطن لبنان للإيراني كجائزة ترضية لاحداث القلاقل. وقال المشارك للأسف ذات الكلام سمعناه في الفترة السابقة اثناء انطلاق سوا للبنان ان بهاء بصدد الاعلان عن مشروعه وعودته قريبا الى لبنان، واليوم قال انه بصدد الاعلان عن خطة جديدة سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة.
وهو ما رفضه وما يزال يرفضه الكثير من أبناء الطائفة السنية في لبنان. وهذا ما يمكن استطلاعه بسهولة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر تصريحات الشخصيات البارزة، ومنهم الشيخ القاضي خلدون عريمط الذي رفض مبدأ الدعوة القبرصية، لناحية مكان الدعوة أولاً، ولأن ما يقوم به بهاء الحريري بنظره في الماضي والحاضر لا يعدو كونه “ولدنة بالعمل السياسي”. مؤكداً عريمط أن بهاء الحريري في هذا الإطار بحاجة الى تأهيل، لأن قيمته تكمن فقط أنه “ابن الرئيس رفيق الحريري”. مضيفاً بأن بهاء لم يرث سوى 5% من صفات والده.
وفي السياق، يؤكد مشاركون بأن بهاء تكفل بمصاريف سفر وإقامة الوافدين الى قبرص للقائه في الفندق، بحيث بلغت تكلفة الغرفة الواحدة 239 يورو لليلة.