بعد البلدية: إلى اتحادي بلديات البقاع الغربي در… هل تتغير المعادلات؟
البقاع الغربي – مناشير
ما إن وضعت الانتخابات البلدية أوزارها، وبدأت تتبدّل الوجوه في معظم المجالس البلدية في قرى البقاع الغربي، حتى انطلق الحديث عن المرحلة المقبلة، لا سيما ما يتعلق بمصير اتحادي بلديات السهل والبحيرة، اللذين المفترض انهما يلعبان دوراً محورياً في التنمية المحلية بالمنطقة.
يضم اتحاد بلديات السهل كلاً من: المنارة، الصويري، المرج، حوش الحريمة، الخيارة، غزة، السلطان يعقوب الموحدة، كامد اللوز، المنصورة، عميق وعانا.
أما اتحاد بلديات البحيرة فيشمل بلدات: جب جنين، لالا، بعلول، عيتنيت، صغبين، كفريا، خربة قنافار، سحمر، يحمر، لبايا، القرعون، عين زبدة ومشغرة.
وقد أثبتت التجربة أن انضواء البلديات ضمن هذه الاتحادات شكّل رافعة حقيقية للعمل البلدي، وحقق نتائج إنمائية ملموسة، خصوصاً بالمقارنة مع البلديات غير المنضوية التي تفتقر إلى الإمكانيات والموارد المالية التي توفرها الاتحادات.
توازنات طائفية وسياسية تحكم الرئاسة
لطالما خضعت رئاسات هذه الاتحادات لتفاهمات طائفية وسياسية دقيقة. ففي اتحاد السهل، جرى عرف تقليدي على تولّي مسلم سني رئاسة الاتحاد، بينما يكون نائبه من الطائفة المسيحية. أما في اتحاد البحيرة، فقد جرى العرف على أن يكون الرئيس مسلماً (شيعياً أو سنياً)، وغالباً ما يتم التوافق عليه من قبل الثنائي الشيعي، ويُسند المنصب عادة لرئيس بلدية القرعون أو جب جنين، وفق اتفاقات بين القوى السياسية المؤثرة في المنطقة.
من يرأس اتحاد السهل بعد المجذوب؟
حتى وقت قريب، كان تيار المستقبل يملك تأثيراً حاسماً في توجيه رئاسة اتحاد السهل، وغالباً ما كانت تُسند إلى رئيس بلدية غزة محمد المجذوب. إلا أن المشهد تغيّر بعد ابتعاد المجذوب عن التيار، وتشكيله تحالفاً قوياً مع النائب حسن مراد، انما حالياً بعدما أسفر عن فوز عدد من المجالس البلدية غير المتحالفة مع مراد في بلدات المرج، الصويري، حوش الحريمة، السلطان يعقوب، والخيارة، والروضة وكامد اللوز.
هذا التحول السياسي فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الاتحاد، وسط تحركات في المرج والخيارة وكامد اللوز والسلطان يعقوب تهدف إلى انتزاع المنصب من بلدة غزة، بحجّة أن بعض القرى لم تستفد من الاتحاد بقدر ما استفادت منه غزة وبلدات أخرى.
ويضاف إلى هذه المعادلة الحساسة، أن بلدة غزة تحتضن مواقع تمثيل وازنة، أبرزها النائبان السنيان في المنطقة حسن مراد وياسين ياسين، إلى جانب مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، ما يضعها في موقع متقدم سياسياً وطائفياً ضمن توازنات المنطقة. وبالتالي يضع النائبان مراد وياسين في وضع لا يحسدان عليه، خاصة ان الانتخابات النيابية على الابواب ، واي محاولة منهما لفرض ابقاء رئاسة الاتحاد في غزة تنعكس عليهما انتخابياً في باقي القرى البقاعية.
ترقب وتشكّل جبهات
في ظل هذه المعطيات، تتشكّل جبهات جديدة داخل الاتحاد، في محاولة لتغيير ميزان القوى التقليدي، ما يشي بمواجهة محتملة على رئاسة اتحاد السهل، خاصة مع غياب “مرجعية مركزية” حاسمة بعد تراجع نفوذ تيار المستقبل، وظهور قوى محلية جديدة مدعومة بتحالفات سياسية متبدّلة.
وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بكشف اتجاهات التوافق أو الصراع، في مشهد بلدي لم يعد خاضعاً لحسابات تقليدية فقط، بل بات يتأثر بتحالفات سياسية أوسع وأعمق، تشكّلت على وقع تغيّرات كبرى في المشهد اللبناني العام.