نحنُ وعلّة مايكروسوفت .! – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
إذ زخرت وحفِلتْ نشرات اخبار الشبكات الأمريكية والعالمية الأخرى، بجانب ما اسهبت به وكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والصحافة، عن التأثيرات الستراتيجية والإقتصادية والإدارية للخلل “الجلل” الذي حدث قي مايكروسفت، والذي ادّى الى توقّف الرحلات الجوية قي مطارات العديد من دول العالم، بجانب محطات القطار، مع الخسائر المالية جرّاء توقّف حركة البنوك “في السحب والإيداع” في عدد من دول العالم، وانعكاسات هذه الفوضى واضطراباتها وتأثيراتها النفسية على المواطنين او الجمهور في دولٍ عدّة، وقد امتدّ ذلك حتى على مستشفياتٍ ومراكزٍ صحيّة، وايضاً الى مؤسساتٍ وشركاتٍ كبرى، بالإضافة الى تعرقل العمل في وزارات ودوائرٍ رسمية في الكثير من البلدان الأوربية والآسيوية وسواها “ولعلّ هذه الجهات التي لم يرد ذكر أسمائها، فإنها قد تغدو بالدرجة الثانية بعد توقف الحركة في المصارف وشركات الطيران، بإعتبارها اكثر تماسّاً مع الجماهير وبشكلٍ او بصيغةٍ اخرى “.
لكنّ اللافت وبزاويةٍ حادّة أنّ وسائل الإعلام العالمية هذه، لمْ تذكر ولم تتطرّق ( حتى بإشارةٍ عابرة ) الى تأثير هذا الخلل التقني – العالمي على سير العمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولا على جهاز FBI، بل حتى على تأثيراته على اجهزة المخابرات البريطانية MI 6 , MI 5 , CID الداخلية , وكذلك جهاز الإستخبارات العسكرية البريطانية SIS، ويمتدّ الأمر تمدّداً آخراً الى اجهزةٍ امنيّة واستخبارية الى دولٍ اوربيةٍ اخرى كجهاز المخابرات الفرنسي المُعرّف بِـ DGSE كدولةٍ عظمى او كبرى… لماذا ترى صمت وسائل الإعلام عن هذه الوكالات والأجهزة الأمنية، وكأنّها مقدّسة .! او لا يطالها هذا الخلل – الزلل، والأمرُ موصولٌ الى “الشاباك، أمان، والموساد” الإسرائيلية.
من المفارقات في الصددِ هذا أنّ كافة المطارات العراقية، وربما بعض الدول العربية وغير العربية التي لا نسميّها بالمتخلفة وإنما بالنامية Developing Countries، فإنها لم تتأثّر قط بهذه المعضلة التقنية العالمية، لإنها لا تستخدم ولا تعتمد على نظام مايكروسوفت العالمي، فإنّ انظمة الحجوزات والإصدار تعتمد كلّيّاً على نظام “اماديوس” بينما آليّات وتقنيات المغادرة تتبنّى نظام “سيتا”. ولعلّ ذلك يكشف فائدة التخلّف الفنّي في مثل هذه الحالة القائمة والمقلقة, وربما سواها في وقتٍ لاحق .!!