ممنوع انهيار لبنان
وقال رئيس الحكومة السابق: “إنّه ممنوع انهيار لبنان فهو محتضن ومؤمن عليه من قبل المجتمع الدولي،”، مضيفاً “وضع لبنان مشابه لشخص يشتري بوليصة تأمين على الحياة من قبل شركة تأمين-المجتمع الدولي- وهذه الشركة تنظر في حالة المؤمن عليه كل فترة، فاذا وجدت ان نسبة بقاءه على قيد الحياة ليست جيدة، إما ترفع التكلفة أو لا تجدد التأمين”.
وتابع: “لن يكون هناك تخليا من قبل المجتمع الدولي عن لبنان، ولكن علينا نحن كلبنانيين ان نعمل اكثر لتفادي الوقوع في الأزمات، وتقوية مناعتنا الداخلية، والحؤول دون حدوث أي شيء يدفع بالمجتمع الدولي إلى التخلي عنا”.
الفصل بين بيروت و” حزب الله ”
هل لا تزال وجهة نظر المجتمع الدولي والولايات المتحدة قائمة على مبدأ الفصل بين السلطات اللبنانية، وموضوع حزب الله، سؤال رد عليه ميقاتي، قائلاً: “اذا أرادوا بقاء لبنان فلا خيار لديهم سوى الفصل. نعم هناك انتقادات لاعتبار “حزب الله ” مكون سياسي لبناني لديه تمثيله النيابي، ولكن إذا أرادوا إبقاء المظلة فوق لبنان فلا بدّ أن تستمرّ هذه السياسة، ففي الداخل نرى مثلاً أن هناك انسجاماً ووفاقاً بين “حزب الله” وخصومه الاستراتيجيين كـ”القوات اللبنانية” في بعض الأمور، وبالتالي فلنتفق نحن على الأمور الداخلية، ولنترك الخلافات الخارجية”.
سياسة التقشف ومحاربة الفساد
ماذا عن التقشف والكلام الدائر عن الميزانية وتخفيض النفقات؟ في هذا الإطار رأى رئيس الحكومة السابق أنّ “التقشف ضروري ولكن قبل القيام بهذه الخطوة عليك اقناع المواطن الذي سيُحرم من خدمات اجتماعية بأن الفساد توقّف، ومنع التهريب، وضبط الجمارك، وأن الضريبة على القيمة المضافة تُحصّل بانتظام من الشركات. إذا لم يشعر المواطن بأن عمليات الفساد انتهت فسيسأل لماذا علي دفع الفاتورة؟”، متابعاً: “هناك نظرة عامة بان النظام فاسد وقد يكون خطأ ولكن طالما هذا الانطباع اصبح حقيقة لدى المواطن فعلى السلطة تقديم براهين تؤكد عدم صحة هذه النظرة، وكذلك فإن معالجة الفساد لا يمكن ان تحصل بخطوة واحدة بل عبر سلسلة من الإجراءات، فإما ان تأتي وتقول سأفتح كل الملفات السابقة، او تقول عفا الله عما مضى، ولكن من الآن فصاعدا أي مرتكب سيُحاسب مهما علا شأنه، وفي كل العهود السابقة حدثت عمليات محاربة للفساد، وفي عهد شارل حلو مثلا تمت إقالة سبعة قضاة بدون محاكمة وعدد من المدراء، وانظر إلى ما حدث في بداية عهد الرئيس السابق اميل لحود. باختصار كل عهد يبدأ بمعالجة الفساد ثم ينتهي فاسدا من وجهة نظر الشعب”.
عون فشل أم نجح
هل فشل عهد الرئيس عون؟ في هذا السياق أشار إلى انه “لا يمكن القول ان المسؤول في لبنان فشل او نجح، لان هناك هوة بين الواقع والمرتجى، ومن خلال معرفتي الشخصية بالرئيس عون، يمكنني القول إنه يريد ضرب الفساد، وبناء الدولة، ويمتلك فكر إصلاحي، لكن عندما يستلم شخص مسؤولية ما، هناك أمور تأخذ كثيراً من وقته كالنفايات والكهرباء وغيرها وبالتالي لا تسمح له بتطبيق افكاره الكاملة على المدى الطويل”، وعن الاتهامات الموجهة الى وزير الخارجية جبران باسيل، قال: “هناك أشياء عشوائية تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعود بأمور سيئة على باسيل وغيره، فقبل هذه الفترة كان هناك مدير مسؤول في أي صحيفة او وسيلة اعلامية يشرف على ما سيصدر او يُنشر ولكن اليوم لا يوجد مدير مسؤول على مواقع التواصل. ليس دفاعا عن جبران باسيل او غيره ولكن أي شخص يوجه اتهامات اليه عليه تقديم دلائل وبراهين، ويمكنني القول انه ومن خلال عمله معي في الحكومة انه وزير نشيط ويعمل بجدّ، ويتابع ملفاته ولكن لبنان لا يحتمل نهج الاختزال وفي رأيي انه يجب ان يصر على ان تتم معالجة الملفات عبر المؤسسات الرقابية”.
التحالف والمصالحة
وعن التحالف الذي نشأ في انتخابات طرابلس الفرعية، أكّد بداية أنّ “نسبة المشاركة مقبولة قياسا لانتخابات فرعية، واردف اما بخصوص التحالف وعدم تقديم مرشح للانتخابات، فنحن خضنا الانتخابات العامة في أيار 2018 لأنها تعطي الاحجام السياسية للأطراف، اما الانتخابات الفرعية فلن تقدم او تؤخر، بدأنا مسارا مع الرئيس الحريري للتقارب عبر خطوات متبادلة، ولا يجوز ان ننزع العلاقة من اجل مقعد نيابي، وهو يعمل معي بصدق وانا لا يمكن الا وان ابادله الصدق”، ورحّب ميقاتي بالمصالحة بين الحريري ووزير العدل السابق، اشرف ريفي، معتبراً أنّها “ضرورية جدا فهما من بيت واحد، ولم الشمل كان مطلوبا داحل البيت، وهي ليست صورية او مؤقتة بل حقيقية، كما انهما – ريفي والحريري – بحاجة لبعضهما البعض في هذه المرحلة وفي كل المراحل، وانا كنت من أشدّ الداعين لها، واخبرت اللواء ريفي بأنه لا خيار لديه سوى المصالحة، وكذلك اكدت للرئيس الحريري ضرورة التقارب وعدم جواز إدارة الظهر لبعضنا البعض”.