ما لم يوزر مراد الجراح في البيت…
أسامة القادري
لم يكن إعلان تسمية الوزير “الملك” نجل النائب عبد الرحيم مراد، حسن “أقوى” أخصام تيار المستقبل في البقاع، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية، سقوطه على مستقبليي البقاع الغربي أمراً عادياً بل هوى على غالبيتهم كالصاعقة، حتى ذهب البعض لإعتبار قبول الرئيس سعد الحريري بتسميته وزيراً من قبل رئيس الجمهورية خسارة للازرق، ناسفاً ما حاول البعض تعميم صورة ان الحريري لن يقبل بتوزيره مهَما كلف الأمر.، فكان الأمر الذي أجبر الحريري على إعادة توزير جمال الجراح بعدما كان قرر إقصائه عن الوزارة بسبب إخفاقاته في الانتخابات النيابية، بحسب ما أشارت إليه مصادر مقربة من الرئيس الحريري التي إعتبرت أن وزير الخارجية جبران باسيل ضاقت خياراته في إختيار اسم واحد من أصل ثلاثة أسماء، بعدما حسم عدم توزير أي من النواب الستة، فحسم إسم حسن مراد كممثل عن اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، وأشارت المصادر أن فيتو الحريري كان على النائب مراد الأب ليس على الإبن.
وما لا يعرفه الرئيس الحريري وتيار المستقبل أن صاحب فكرة اللقاء التشاوري هو نفسه الوزير حسن مراد، الذي كان سعى وجال على النواب السنة وحثهم عدم انضمامهم لكتل نيابية كبيرة محاولاً جمعهم بكتلة نيابية واحدة، ليكسب اللقاء بذلك حصة وزارية دون إعتراض من أحد كما تقول قاعدة توزيع الوزارات بناءً على عدد النواب، الا أن حركته حينها لم تنتج ما تمناه في باديء الأمر، حتى تدخل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مصرّاً وفارضاً أن لا حكومة دون تمثيل نواب اللقاء التشاوري، الذين ذهبوا الى المشاورات كل في كتلة ممثلة أساساً.
فيما ترى قيادات مستقبلية بقاعية أن خطأ الحريري أنه وضع الفيتو على “أبو حسين”، فأتت جائزة الترضية أن يكون حسن وزير دولة، لما حصده من نتائج وأصوات في الإنتخابات النيابية الأخيرة في البقاع الغربي، لكونه كان مديراً لماكينة والده الانتخابية، فإستطاع أن يسجل فرقاً كبيراً بين ما ناله “أبو حسين” كفائز أول في دائرة البقاع الغربي وبين أخصامه. فأتى توزيره تثبيتاً ل”المرجعية” البقاعية، ليدخل المعترك السياسي من بابه الواسع برتبة َوزير وخصم قوي للأزرق في الإنتخابات النيابية المقبلة. إلا أن البقاعيون يعوّلون على أن طاولة مجلس الوزراء التي تجمع الأخصام، قد ينتج التعامل الوزاري مساحة مشتركة بين الفريقين، وهذا ما قد يرتب على التيار إعادة خلط أوراق اللعبة من جديد، خاصة أن وزارة الإعلام التي تولاها الوزير جمال الجراح هي في مصاف وزارة دولة، أي وزارة ترضية لا أكثر ولا أقل كونها أيلة للإلغاء. أنيطت لوزير كان ذاهباً الى البيت.
فيما آخرون يضعون هذه النتيجة في الخانة الايجابية لمنطقة البقاع وأهلها كونها أرض عطشى تحتاج الى الكثير من المشاريع الخدماتية والى حضور الدولة بمؤسساتها، بما تعانيه من حرمان وإنعدام فرص العمل.
ويرى مراقبون أن “مراد الإبن الذي عرف كيف يستثمر المؤسسات لخدمة الأهالي إجتماعياً، قادر أن يواكب وينافس زملائه في البقاع الغربي الجراح والوزير وائل أبو فاعور، وزارياً وإنمائياً لأن المنطقة محرومة وتحتاج الى خدمات انمائية بكافة القطاعات، وإن لم ينجح يكون حكم على نفسه بالموت السياسي”.
فيما يراهن أحد قياديي المستقبل، “أن مراد أمام إمتحان خارج خدماته في مؤسسات الغد الأفضل، انما سيكون في منافسة ندية مع أبو فاعور الذي تولى وزارة الصناعة، والوزير جمال الجراح والنائبين محمد القرعاوي وهنري شديد، ومنسقية البقاع الغربي التي عين الرئيس الحريري، رئيس بلدية كامد اللوز السابق علي صفية منسقاً حديثاً لها، على أن تفتح جميع ابواب الخدمات أمام المنسق.
أما مقربو الوزير مراد، لفتوا أن “معاليه” ليس بوارد المنافسة الخصومية، ولن يبدأ حياته السياسية بخصومة كسر عظم، إنما سيذهب بسياسة الإنفتاح ومد اليد، مراهناً أن يلاقيه الآخرون في منتصف الطريق خدمة لأبناء المنطقة.