انعقاد مؤتمر مقاولات المشاريع الدولية خاص بمنطقة الشرق الأوسط في مدينة هانغزو الصينية
مناشير
عقد في مدينة هانغزو الصينية مؤتمر مقاولات المشاريع الدولية – جلسة منطقة الشرق الأوسط بدعوة من منظمة المقاولين الدولية في تشجيانغ الصين، وقد شارك عبر تقنية الفيديو رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية الأستاذ وائل خليل ياسين ،وقد القى كلمة تحدث فيها عن سبل تنمية العلاقات الاقتصادية بين الصين ودول الشرق الاوسط ، وطرح ياسين سلسلة مشاريع في الشرق الاوسط وحث الشركات الصينية على الاستثمار والعمل ، كما دعى الجميع على العمل يدا بيد للنهوض سوياً وبناء مستقبل مشترك للبشرية جمعاء مع الأخذ في الاعتبار مبدء “الصداقة والتعاون والتنمية المربحة للجانبين” ، و”بناء الحزام والطريق بشكل مشترك” ، ودعى ياسين المشاركين في المؤتمر الى تعزيز الاستثمار الاقتصادي والمشاركة في مشاريع البنى التحتية وغيرها ، والتبادلات والتعاون بين الصين و الدول العربية وكذلك الدول الأخرى على طول الحزام والطريق .
وفيما يلي نص الكلمة التي القاها ياسين :
السيدات و السادة ، الحضور الكريم
يسعدني في هذا اليوم أن نلتقي و قد جمعنا بلد صديق له تاريخ عريق يتجاوز الاثني عشر الف عام ، ويربطنا به علاقات وطيدة على المستوى السياسي و الثقافي و الاقتصادي و الشعبي.
حيث اننا نحن بلدان الشرق الاوسط نسعى الى تطوير المصالح المشتركة مع الصين، فمشروع الحزام و الطريق الإقتصادي يجسد احدى الرؤى التي تتجه اليها انظارنا منذ إنطلاقه.
ولأن الوطن العربي وتحديداً منطقة الشرق الأوسط تتوسط القارات الثلاث آسيا ، أوروبا ، أفريقيا
وقد امتازت عبر التاريخ أنها جسر الربط بين الشرق والغرب ولديها التاريخ الطويل في مجال التبادل التجاري منذ آلاف السنين.
نحن هنا اليوم لنطرح رؤيتنا التي نعمل لأجلها مع المسؤولين السياسيين و الاقتصاديين في الشرق الاوسط ونسعى هنا في الصين بعلاقاتنا وتواصلنا مع المسؤولين لإنجاحها ما يهدف الى ازالة كل العقبات أمام مشروع الحزام والطريق .
والتركيز على أهمية منطقة الشرق الأوسط وكيفية ربط دولها بهذا المشروع العظيم وتطويره لما يخدم مصلحة الشعب الصيني وشعوب منطقة الشرق الأوسط ..
وهنا لا بد من التذكير بأن منطقة الشرق الأوسط لها عدة ميزات أهمها :
– وجود أهم الممرات المائية العالمية والأكثر حركة للنقل التجاري ، فهي تربط المحيط الهندي بالخليج العربي عبر مضيق هرمز، وتربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، كما تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر قناة السويس.
– كما تتميز بوجود أهم الموانىء الرئيسية في خارطة المواصلات المائية العالمية.
– -تتميز هذه المنطقة أنها المركز الثقل لإنتاج المواد الخام في العالم ، وتعتبر أهم و أكبر الاسواق العالمية استهلاكياً للبضائع الصينية و العالمية.
انطلاقا من هذه القاعدة يركز مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية على اعداد دراسات متخصصة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بهدف تحديد العقبات امام تطوير منطقة الشرق الاوسط وتذليل العقبات الآيلة دون تحقيق النهوض بالمنطقة، كما يعمل على وضع رؤية شاملة وبرامج تنموية في كافة المجالات وخاصة خطط الترابط الاقتصادي والثقافي والاجتماعي ووضع اسس لتطوير البنية التحتية والمواصلات والاتصالات وتعزيز مشروع الحزام والطريق بشكل اكبر في منطقة الشرق الاوسط بهدف ربطها مع كافة دول العالم شرقاً وغرباً لتكون المنطقة جسراً مهما يربط اسيا باوروبا وافريقيا .
يجب أن نعترف جميعاً أن قراءة العلاقات الصينية والشرق أوسطية لم تعد مجرد بروتوكولات بين دولتين تحترمان بعضهما البعض، انما تحولت بفعل التراكمات الإيجابية الى إستراتيجية في الاداء والعلاقة الوازنة وفق رؤية ثاقبة لمصلحة الشعبين في الشرقين الأوسط والاقصى وتقدمهما وخروجهما من حالة الانتظارية الى حالة الاطلاق والمبادرة.
وشكل إنتقال علاقة الصين مع دول الخليج العربي بسرعة من البرودة الى الحماوة حتى سلكت مسلكاً حيوياً، واقعاً مفاجئاً لدى جميع المراقبين، لأن في ذلك مصلحة وازنة من شأنها أن تعزز النمو المستدام، من خلال التطوير الاقتصادي الاستثماري المتنوع.
فتطوير العلاقات يأتي استمراراً لنجاح اقتراح الرئيس الصيني شي جين بينغ عام الفان وثلاثة عشر لمشروع حزام واحد، طريق واحد، المعروف بطريق الحرير الجديد، ما يعطي حافزاً قوياً وملحاً لأن تأخذ العلاقة دوراً محورياً واستثمارياً بشكل واسع وكبير، ويعزز عمل ورقة المبادرة التي تقوم أساساً على دينامية خاصة تجعل التعاون في مجال الطاقة وإنشاء البنى التحتية هو الأساس لعولمة أكثر شمولًا وانفتاحًا، وتقوم على التبادل الاقتصادي والتجاري المنظم على طول مسار طريق الحرير الجديد وتعرِض لأهم الإجراءات التي اتخذتها الصين لإنجاح المبادرة بشكل عام، مثل إنشاء البنك الآسيوي، وبشكل خاص في علاقتها مع دول الشرق الأوسط حيث تأسَّس المنتدى الصيني العربي، اضافة الى الاستثمارات الصينية التي ستسهم في الصناعات غير النفطية في الخليج، كما ستسعى المبادرة لتحقيق الاستقرار الذي هو أساس لنجاحها.
من هنا نرى ضرورة وضع مشروع لاطلاق سلسلة برامج مشتركة صينية عربية تهدف الى تشجيع الاستثمارات الصينية في المملكة العربية السعودية وفي الامارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان، وسوريا ولبنان.
وتحمل هذه البرامج تسهيلات عدة تبدأ باجراء مؤتمرات مشتركة صينية عربية استثمارية، وانشاء شركات تسويقية تعمل على ابتكار المشاريع وتقديم دراسات ذات جدوى مع السعي لايجاد شركاء من كلا الطرفين، وفي هذا الخصوص لا بد من تشجيع الشركات في كافة المجالات وبكافة المستويات، حيث ان هناك فرص ضخمة يمكن الإستفادة منها على سبيل المثال لا الحصر، الصناعات البيتروكميائية وصناعة التكنولوجيا ولا سيما الذكاء الاصطناعي، اضافة الى الصناعات المتعلقة بإعادة تدوير النفايات وصناعة الأنظمة الخاصة بمعالجة انبعاثات الكربون
عدا عن المشاريع الزراعية وابتكارات جديدة لمكافحة التبدلات المناخية والتي تشير الدراسات ان مساحات التصحر الى ازدياد ما لم يتم اطلاق مشاريع للحد من التصحر انسجاماً مع مبادرة المملكة الخضراء.
كما اننا نعمل على دراسة مشروع انشاء قناة مائيه تربط البحر الأحمر بالخليج العربي عبر أراضي المملكة العربية السعودية، بهدف تقليل المدة الزمنية لنقل البضائع الى البحر المتوسط، عدا ان اهميتها بانها تسرع من عملية تحول المملكة من المناخ الصحراوي الى المناخ المعتدل، كما تساهم في القضاء على القرصنة عند مضيق باب المندب تحديداً والتي تصل كلفة محاربتها الى خمسة عشر مليار دولار سنويا ما يشكل تأثيرها كبيرا على التجاره الدوليه.
كما ان لدى المملكة العربية السعودية افق كبيرة استثمارية واعدة للشركات الصينية وخاصة فيما يتعلق بمشروع نيوم السعودي الضخم ومشروع ذا لاين الذي اطلقته السعودية مؤخرا وفي مجال معالجة الكاربون والتلوث بكافة انواعه ولدينا سلسلة من الاتصالات للعمل في هذه المشاريع .
اما في العراق فاننا نعمل على اعداد طرح مشروع مهم وهو تعميق نهر الفرات لكي يصبح صالح للملاحة النهرية وانشاء موانيء لتقصير المسافات للشحن وصولا الى دير الزور السورية ما يسمح بتقليل مسافة الشحن الى الداخل العراقي والسوري اضافة الى تحويل النهر الى خزان مائي ضخم للاستفادة منه لتربية الاسماك وري المزروعات.
وفي مجال البنية التحتية المجالات كبيرة وواسعة جداً، تبداء بالإستثمار في مشاريع البناء العقارية وانشاء الطرق السريعة وفق أليات شراكة وسكك الحديد والمترو والمطارات والموانيء والأنفاق والقنوات المائية وجرها وسط دول الشرق الاوسط التي من شأنها تطوير الشحن البحري والنقل والمناخ.
ومن شأن هذه المشاريع أنها تحدث نقلة ايجابية باتجاه توطيد العلاقة مع الصين كما تحدث تسارع في علاقة التبادل التجاري بين الصين وكافة دول الشرق الاوسط، وبالتالي أصبحت الصين أمام مسؤولية كبيرة تجاه شعوب المنطقة واحتياجاتها لمشاريع تنموية ومساعدات لاثبات الوجود.
وكان واضحاً ومشجعاً لشعوب منطقة الشرق الاوسط اتساع دائرة التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عامة في مجالات التبادل الاستثماري ما يعزز الثقة بين شعوب المنطقة والصين.
اما فيما يخص لبنان وسوريا فهناك مجموعة ضخمة من المشاريع التي عملنا على تسويقها في لبنان وقد تساهم في اخراج لبنان وسوريا من ازمتيهما الاقتصادية، ومنها إنشاء محطات لإنتاج الطاقة الاكهربائية النظيفة بقدرات مختلفة ولدينا مجموعة من المشاريع حاليا مستعدين للعمل على تنفيذها .
كما ان هناك افق كبيرة للعمل في مجال انشاء الانفاق والطرق السريعة والبنية التحتية في كل من سوريا والعراق والدول العربية كافة .
كما ان لدينا اهتمام كبير للعمل في جمهورية مصر العربية عبر انشاء أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية الكهربائية في العالم بقدرة انتاجية خمسة آلاف ميغاواط وهناك استعداد للعمل على ذلك مع الحكومة المصرية في حال وجود اهتمام بذلك.
اليوم لقد شرفني دعوتكم لي لمناقشة سبل التعاون ونؤكد اننا على استعداد للتعاون والعمل من اجل تنفيذ ما طرحت امامكم من رؤى هادفة لبناء مستقبل مشترك افضل للبشرية جمعاء ، اضافة الى مناقشة العديد من الافكار والمشاريع التي يمكننا العمل عليها وتنفيذها لتصبح حقيقة وتحقيقها يكون شرف كبير لنا باننا ساهمنا بالانتقال بشعوبنا من التعاون والتنسيق الى الشراكة الاستراتيجية الحقيقية التي تحفظ لشعوبنا حقوقها وتحصن بلداننا وتحميها من اي تدخل خارجي يسعى الى الهيمنة عليها .
وختاماً اود ان أؤكد ان ارادة الشعب الذي بنى سور الصين العظيم وارادة الشعب الذي بنى الاهرامات المصرية العظيمة وارادة الشعب الذي بنى بابل العراقية و تدمر السورية وبعلبك اللبنانية اضف اليها ارادة الشعب الذي بنى سد سبأ اليمني العظيم ستتحد لتبني المستقبل وتبني المشاريع العملاقة الجديدة للأجيال القادمة وليس صعب عليها تنفيذ المشاريع التي طرحناها .