المفتي حجازي خلال افتتاح دار افتاء راشيا في البيرة – عزة: لن نسمح بالتعطيل ولا بالتعويق ولن نقبل بعمل المعطلين ولا المعوقين
مناشير
تم افتتاح دار الافتاء في راشيا في بلدة البيرة – عزة، برعاية مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، وبحضور وكيل داخلية التقدمي عارف ابو منصور ممثلا النائب وائل أبو فاعور، النائبين السابقين محمد القرعاوي وفيصل الداوود، الشيخ عاصم الجراح ممثلا مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، القاضي الشيخ طالب جمعة، المفتي السابق الشيخ بسام الطراس، رئيس دائرة أوقاف البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، الاكسيرخوس إدوار شحاذي، الأب متري الحصان، الشيخ بشير حماد، قائمقام راشيا نبيل المصري، المنسق العام لتيار “المستقبل” في البقاع الغربي وراشيا محمد هاجر، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم ونائبه عصام الهادي، رئيس المجلس الثقافي في البقاع الغربي وراشيا المحامي صالح الدسوقي، وضباط أمنيين، مشايخ وعلماء ورجال دين، رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات.
قدم للحفل عريف الاحتفال إمام بلدة عزة الشيخ محمد علي، وافتتح اللقاء بتلاوة قرآنية للشيخ الدكتور أيمن عثمان.
سالم
ثم تحدث رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال رئيس بلدية البيرة فوزي سالم: “أهلا بكم في بلدة البيرة التي شكلت في تاريخها نقطة تواصل بين أهلنا في قضائي البقاع الغربي وراشيا وحملت رسالة حب وانفتاح جسدها رجال كبار شكلوا مشاعل مضيئة وقيمة في السياسة والعلم والأدب في تاريخ لبنان الحديث، منهم النائب الراحل ناظم القادري الذي كان أول ممثل للطائفة السنية في قضاءي البقاع الغربي وراشيا ونذكر أيضا مفتي راشيا المرحوم الشيخ رؤوف القادري الذي لم يحمل هم المسلمين في المنطقة وحسب بل حمل هموم الأمة وقضاياها لعقود من الزمن، وكان مثالا للخير والعطاء والتسامح والوحدة، ولا يسعنا إلا أن نذكر بالخير المفتي المرحوم الدكتور أحمد اللدن، واليوم نعيش في مرحلة استثنائية جاءنا رجل استثنائي ليكمل مسيرة العطاء صاحب رؤية تسعى لنشر الوعي وتوحيد المجتمع، جمع في شخصيته العلم والإيمان والمعرفة، تحققت فيه صفة القوي الأمين إني أعني به الدكتور وفيق حجازي، لقد حملت الأمانة في الوقت الصعب وفي الزمن الصعب، ومجتمعنا في حال من الارتباك والضياع في وقت تعاني منطقتنا من واقع مأزوم نتيجة الأزمات الاقتصادية وغياب الحلول وتراخي العدالة وعدم توفر الفرص بما يستوجب العمل الدؤوب لتوحيد الصف وجمع الشمل واستعادة الدور الريادي لمنطقتنا”.
المصري
ثم قال قائمقام راشيا نبيل المصري: “دار إفتاء راشيا، دار أسست على التقوى احتضنت أجراس الكنائس والمآذن لتنسج بحكمة أواصر المحبة والتآخي والتلاقي في منطقة تهادت عند سفوح حرمون فما عرف أهلها إلا طيبة القلب ونقائه كبياض ثلج جبل الشيخ .
يا سماحة المفتي بالأمس القريب كانت التهنئة بانتخابكم مفتيا لراشيا و للتسمية دلالاتها المعبرة عن لباقة احتضانكم لباقة الورود هذه المتنوعة بألوانها وعطر أريجها من شريف علمكم في إدراك الواقع، والذي يعد ركنا من أركان صناعة الفتوى الوسطية المعتدلة ونشر التيسير والسماحة والاعتدال هو نهج اعتدال من تولى قبلكم مسيرة إفتاء راشيا وينظرون إليه اليوم من عليائهم، وها نحن اليوم نبارك لكم ولأنفسنا افتتاح دار الود والمحبة والتواصل دار إفتاء راشيا التي ستكون تحت رعايتكم المأوى والملاذ الآمن واليد الممدودة والصدر الرحب لكل محتاج بما تمثله من قيم التسامح السامية الأصيلة والمتجذرة في نفوس أهل سماحتكم”.
حجازي
بدوره، قال حجازي: “اهلا وسهلا بكم جميعا في هذا العرس الإيماني والذي نلتقي لافتتاح مقر دار الإفتاء في راشيا، الدار الجامعة لكل أبنائها والتي تعمل على أن يكون هذا القضاء مزدانا بهذا التنوع الرائع وهذا الأنس الساطع، قضاؤنا يعد أنموذجا في الوحدة الوطنية بل والعيش الواحد بين أبنائه، محققا لأبناء وطني بأسره عوالم القدوة ومعالم التلاقي من خلال الروابط المشتركة والعلاقات المتألقة بين جميع أبنائه”.
وأضاف: “إننا وإذ نحتفل بافتتاح هذا المقر الرسمي لدار الإفتاء في راشيا نعلن أن الانطلاق نحو بناء المؤسسات قد بدأ، فمهمتنا في الإفتاء هي رعاية أمتنا ومساعدتهم وتثبيتهم في أرضهم والمحافظة على نسيجهم وعيشهم وهذا الذي يميز قضاءنا وبكل أطيافه. لن نغلق دار الإفتاء في وجه أحد، بل ولن تغلق الدار أبوابها أمام أي أحد، قافلة دار الإفتاء انطلقت ولن يعطلها أحد، الإنجازات بدأت تؤتي أكلها وثمارها وهذه من رياحينها قد تحققت، سنعمل مع الغيورين وهم كثر مقيمين ومغتربين من أجل تحقيق ما نصبو إليه لنكون ومن خلال تعاضد الجميع وتعاونهم مؤكدين تمام التأكيد على أن قراتا هي نماذج بها يحتذى في خدمة الناس وكل الناس، لسنا الأول ولن نكون الآخرين، سبقنا رجال قدموا لهذا القضاء الكثير سبقنا علامة لبنان ومقاومه الأول ومجاهده الفذ وعروبيه المسلم مفتي راشيا الشيخ أحمد رؤوف القادري رحمه الله تعالى الذي قدم كثيرا للبنان ولقضية فلسطين والقدس ولمقاومة المحتل الصهيوني حتى حيكت مؤامرات لاغتياله، لكن الله تعالى كتب لها الفشل، جاء بعده كذلك الشيخ أحمد اللدن الذي عمل كذلك من أجل قضاء راشيا أيضا وها هي سنة الله في خلقه وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
وتابع: “في عقيدتنا أن المفتي في الإسلام موقع من رب العالمين وأنه سفير سيد العالمين وأنه مسؤول عن رعاية الناس أجمعين وأنهم مساءلون بتقصيرهم نحوه ونحو الشرع المبين، وأمام هذه القاعدة الإسلامية الرصينة وأمام هذه الوجوه النيرة وفي هذا اللقاء العابق بأريج الحب وبحضور هذه الوجوه الطيبة وبأطيافها المتنوعة ومن خلال التنسيق الكامل مع كل فاعليات المنطقة كانت لغتنا واحدة مع الجميع في كل قرانا لغتنا واحدة أننا في مركب واحد ولن نسمح أن يخرق هذا المركز، وأن أرض الأجداد أمانة في أعناق الأحفاد كما أن على الآباء أن يحرصوا على سلامة الأبناء لنعمل من خلال هذه الفلسفة على تأصيل وتأكيد وتأسيس معالم الوحدة الوطنية ثم لتيسير حياة الناس بكل ما نقدر عليه بإذن الله”.
وتابع: “الزمن يسابقنا، الوقت جوهرة سرعان ما ينقضي إن لم تقطعه ربما قطعك أو قطعك وعليه لن نسمح بالتعطيل ولا بالتعويق ولن نقبل عمل المعطلين ولا المعوقين ولن نرضى إلا أن نكون في المقدمة لخدمة هذا الوطن لأننا خدام. أن يكون في راشيا مقر للإفتاء فهذا طلب الكل وأن تكون في راشيا دار للأمة فهذا أمل جميع وأن يكون فيها عمل فهذا ما نريد وهذا فضل وإكرام من الله وقد تحقق بإذن الله، لذلك أنعم الله على راشيا بهذا الإنجاز الذي يفخر به الأحرار ويسعد به الغيارى ويعتز به الشرفاء”.
وأعلن حجازي افتتاح المقر الرسمي لدار الإفتاء في راشيا، والعمل من أجل بناء مؤسسات دار الإفتاء بكل مرافقها واستكمال ما تم من بناء في عهد المفتي الشيخ أحمد اللدن ليكون ضمن مؤسسات دار الإفتاء في راشيا بعد استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بها.
وقال: “اسمحوا لي ونحن نستشرف استقبال شهر عظيم مبارك شهر الخير شهر رمضان أن أعلن لكم إنشاء صندوق الزكاة في راشيا ليكون متناغما مع صندوق الزكاة في البقاع ومتعاونا وليكون عمله خدمة أهلنا في هذا القضاء وليتم من خلاله تنمية قضائنا وقرانا لأن الصدقة برهان ولأننا في أوقات الأزمات يتأكد لنا أن التكافل الاجتماعي شعار إسلامي فإن أسعد الناس لمن أسعد الناس وما عبد الله بشيء بعد الفرائض أحب إليه من جبر الخواطر”.
وختم حجازي: “رسالتنا هي التنمية لا التعمية هي رعاية شؤون منطقتنا وأمتنا هي إقامة المشاريع الاستثمارية لخدمة قضاء راشيا ولبنان هي البوتقة في ربط العلاقة بين المقيمين والمغتربين هي خدمة الدعوة إلى الله تعالى هي في المحافظة على القيم الدينية ومواجهة موجات الفساد ونشر الفوضى والإلحاد، مشروعنا أننا بناة وطن وأن الوطن لجميع أبنائه بل نعتبره عيشا واحدا ونؤكد على أهمية القانون عدالة ومساواة هذه هي رسالتنا في دار الإفتاء في راشيا والتي عنونها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان حفظه الله عندما أعلن في تحد واضح عن إنجازه انتخابات الإفتاء في المناطق اللبنانية فكان ما كان وقيد الله أن يكون من يستلم خدمة الناس في قضاء راشيا من يتكلم بين حضراتكم جميعا. أخيرا أشكر لكل من ساهم في إنجاز واستكمال هذا البناء بدعم مادي وتقني ودعوي ورعوي مقيمين ومغتربين أهلين وأحبة لجان وقف أشكر لهم ما قاموا به وعلى أمل إنجاز الاستحقاقات كافة”.
ثم افتتح حجازي والحضور مقر دار الافتاء.