مراقبون: المواقف العربية “الباهتة” إزاء التصعيد بالأقصى شجع الاحتلال على عدوانه
توالت ردود الفعل الفلسطينية إزاء المواقف العربية الرسمية “الباهتة”، لما يحدث في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، في أعقاب اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين في القدس، وإصابت العشرات منهم بجراح.
واقتصرت المواقف العربية حتى الآن على بيانات إدانة خجولة، وبعضها حاول أن يمسك العصا من الوسط، والبعض الآخر ساوى بين الضحية والجلاد.
“رئيس رابطة علماء فلسطين” نسيم ياسين يقول في حديث لـ “قدس برس”: “الفلسطينيون المرابطون في ساحات المسجد الأقصى يدافعون بدمائهم الآن عن شرف وكرامة المسلمين أجمعين من تدنيس الصهاينة للمسجد ومدينة القدس المحتلة، وهم يتعرضون للرصاص والقنابل ويصاب العشرات منهم”.
وأضاف: “هذا يستوجب من علماء الأمتين العربية والإسلامية ومفكريها ومثقفيها وقادتها وشعوبها التحرك من أجل نصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس، ودعم صمود أهلنا المظلومين في حي الشيخ جراح الذي يتعرض لأشرس حملة استيطانية تهدف لتهجير سكانه الأصليين”.
وطالب بضرورة تحرك حكام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي من أجل الضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائمها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وحذر ياسين من أن استمرار الاعتداءات على مدينة القدس والمسجد الأقصى سيؤدي لتداعيات تؤثر على مجمل المنطقة.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي سمير حمتو لـ “قدس برس”: “إن الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى الليلة الماضية وإصابة العشرات من المقدسيين بجراح وتدنيس المسجد الأقصى، ومن قبل في حي الشيخ جراح تدعو كل عربي ومسلم التحرك بشكل عاجل”.
وأضاف: “الردود والبيانات الخجولة والباهتة من الدول العربية ركيكة، لا تسمن ولا تغني من جوع”.
واعتبر حمتو أن هذه الردود الضعيفة شجعت الاحتلال على مواصلة اعتداءاته على المسجد الأقصى وزيادة عدوانه.
وقال: “كنا في الماضي نسمع صدور بيانات قوية السماح بخروج بعض المسيرات في العواصم العربية ولكن هذه المرة الصمت سيد الموقف”.
وأضاف: “إذا استمر الصمت العربي كما هو فان الاحتلال سيزيد من عدوانه ليجعل من اقتحام المسجد الأقصى أمرا اعتياديا”.
وتابع: “الموقف العربي والإسلامي الشعبي والرسمي لم يرتقِ إلى مستوى الخطورة التي يتعرض لها المسجد الأقصى”.
واعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” سامي أبو زهري إصرار الدول التي وقعت على اتفاقيات تطبيع بعد مشاهد الجريمة في القدس والمسجد الأقصى مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني.
ودعا أبو زهري في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر هذه الدول إلى إلغاء اتفاقيات التطبيع.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي الاعتداء على المسجد الأقصى بمثابة اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء
وقال: “خضر عدنان القيادي في الحركة في تصريح مكتوب له : الاحتلال نال من أمة جمعاء بتدنيسه الأقصى المبارك والمصحف الشريف واستهداف المصلين وإفراغ صناديق الذخيرة بوجوههم”.
وأضاف: “الاحتلال عمد لإخلاء المسجد الأقصى لتقليل عدد معتكفي ليلة القدر هذه الليلة وخاصة ممن تمكنوا من الضفة الدخول لصلاة الجمعة الأخيرة برمضان”.
وشدد على أن الاحتلال يراهن على إخلاء المسجد الأقصى من المعتكفين قُبيل حشد المستوطنين في ٢٨رمضان.
وأكد عدنان على أن معتكفي المسجد الأقصى أمس نالوا أجر الصلاة والصيام والجهاد وبذل الدم في سبيله تعالى دفاعا عن قبلة المسلمين الأولى ومعراج النبي.
وقال: “استهداف أبناء شعبنا بعيونهم ورؤوسهم جريمة صهيونية ستفشل بقوته تعالى لردع شعبنا الفلسطيني عن عمارة المسجد الأقصى المبارك”.
ومن جهتها طالبت حركة “فتح” الدول العربية بمواقف أكثر وضوحا تجاه ما يحدث في مدينة القدس، مثمنة المواقف العربية والدولية التي أكدت هوية القدس ورفضت إجراءات دولة الاحتلال من سياسية التطهير العرقي في الشيخ جراح وكافة نشاطات التهويد والاستيطان.
ودعت الحركة في بيان لها المجتمع الدولي أن ينتقل من مربع البيانات والتصريحات المستنكرة إلى مربع الفعل وممارسة الضغط الجدي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف أعمال الإرهاب والبطش ضد المواطنين الفلسطينيين العزل.
وقالت : “آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأكدت حركة “فتح” على أن المعركة التي تخوضها جماهير الشعب الفلسطيني في القدس وحي الشيخ جراح، هي معركة على الرواية والهوية وفرض السيادة.
وأضافت: “أن المقدسيين بصمودهم الأسطوري يصنعون اليوم المعجزة، كما أنهم بالفعل النضالي يسقطون إعلان ترمب الذي سعى لتزوير تاريخ القدس وإلغاء الحق العربي الفلسطيني فيها”.
وتابعت مخاطبة المقدسيين:” إنكم اليوم رمز كرامة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وصمودكم وتصديكم الشجاع لمخططات سلطة الاحتلال الإسرائيلي هو الوجه المشرق لشعبنا وأحرار العالم أجمع”.
وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها مساء الجمعة، “اعتداءات” إسرائيلية متواصلة على المصلين، بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على المصلين، قبل انسحابها عند صلاة فجر اليوم السبت؟
وأسفرت المواجهات إلى ارتفاع إجمالي المصابين ليصل إلى 205 فلسطينيين، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.