محلل سياسي توقع حرب أوكرانيا قبل وقوعها بسنوات.. وسيناريو “نووي” خطير ينتظر أوروبا!
مناشير
في كتابه “جوهر النظام الدولي” تنبّأ المفكّر السياسي الدكتور محمد وليد يوسف بسيناريو الحرب في شرق أوكرانيا منذ عام 2016، وذلك قبل 6 سنوات من اندلاعها وتحديداً في 24 شباط 2022، حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ “عملية عسكرية خاصة” في مناطق “دونباس” شرقي أوكرانيا لتحريرها من “النازيين الجدد”، على حدّ تعبيره.
كما توقّع الكاتب منذ عام 2016 سيناريو انفصال شرق أوكرانيا تماماً كما حصل في اعتراف بوتين باستقلال جمهوريتَيْ دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتَيْ خيرسون وزاباروجيا وإعلان ضمّها إلى الاتحاد الروسي، إضافة إلى سيطرة روسيا على مدينة ماريوبول الاستراتيجية المطلّة على بحر “أزوف”.
وفي كتابه الذي أعدّه المفكّر السياسي السوري في حلب عام 2016 وأصدره عام 2022 نتيجة ظروف الحرب الدائرة في سوريا وتحديداً القصف الذي تعرّضت له أحياء مدينة حلب من قبل المجموعات المسلّحة المعارضة، أشار الكاتب إلى أنّ “شرط ضمان بقاء روسيا في موقع القطب العسكري العالمي هو إعادة أوكرانيا إليها”، كاشفاً أنّ “السياسات الأميركية والأوروبية الخارجية تجاه روسيا والعقوبات عليها ستدفع روسيا إلى مزيد من التشدّد في سياساتها الخارجية واتباع سياسات عسكرية أشدّ صرامة مع الغرب”.
وقال إنّ “آثار ذلك ستظهر في دفع شرق أوكرانيا إلى الانفصال عن كييف وإعلان قيام دولة مستقلّة في الأقاليم الشرقية ثمّ انضمامها إلى الاتّحاد الروسي ليبقى غرب أوكرانيا دولة هشّة ضعيفة لا يستقيم لها شأن فتدخل القوات الروسية إليها وتتقدّم إلى كييف بذريعة الدفاع عن الحدود الغربية الجديدة لروسيا بعد انضمام شرق أوكرانيا إليها”.
وذكر المفكّر السياسي في تنبؤاته عام 2016 أنّ “ألوية الجيش الروسي لن تقف مع فصائل أقاليم شرق أوكرانيا عند حدود إقليم الشرق، وإنمّا ستمضي حتّى تستولي على المرفأ الاستراتيجي في مدينة ماريوبول على بحر أزوف، ثمّ الزحف إلى كييف… وبعدها ستتّجه القوات إلى لفيف عاصمة غرب أوكرانيا لتجعل منها قاعدة انطلاق إلى الحدود البولندية.. وسيقوم الغرب بتسليح الجيش الأوكراني وفصائل المقاومة الأوكرانية ودفعها إلى خوض حرب فصائل ثورية ضدّ الجيش الروسي وذلك لاستنزافه ومنع تقدّمه باتجاه بولندا”.
وتوقّع أن “تقوم روسيا بدفع الصراع إلى درجة أعلى عندما ستجتاز القوات الروسية الحدود البولندية لتدخل بذلك ألمانيا وفرنسا إلى ساحة الصراع ومن ورائهما حلف “الناتو” ليبدأ عهد صراع جديدة من الدورة التاريخية القادمة للنظام الدولي”.
وأضاف أنّ “بولندا ستقوم بالمطالبة بإنفاذ المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي “الناتو” بوجوب التدخّل للدفاع عن حدود وأراضي دولة عضو في “الناتو” وتضطر الولايات المتحدة إلى التدخّل مع “الناتو” لحماية مصالحها في بولندا وفي شرق أوروبا”.
وتوقّع الكاتب عام 2016 كذلك سيناريو “نووياً” خطيراً يهدّد أوروبا عندما “ستضطرّ الولايات المتحدة إلى خوض صراع كبير في شرق ووسط أوروبا قد لا يقتصر على استخدام الأسلحة التقليدية… بل قد يعدو إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ذات تدمير شامل في ساحات الحرب فقط… وتملك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا هذه الرؤوس التكتيكية النووية إلى جانب الأسلحة الاستراتيجية النووية التي لا تحتاج حرب تقتصر ساحتها على بولندا وغرب أوكرانيا إلى استعمالها”.