مأزق المهنة الإعلامية إزاء الإبادة الجماعية التي يشنها المحتل الصهيوني على غزة المحاصرة.. رأي واضح للباحثة د. نهوند القادري
إيهاب فليطي/مناشير
يلعب الإعلام دورًا حيويّاً في تغطية الصراعات حول العالم، والمتابع للتغطية الإعلامية لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان المحتل على غزة بدعم من الولايات المتحد وبعض الدول الغربية ، يلاحظ أن هذه الحرب الوحشية ترافقت مع حروب إعلامية أشد ضراوة، تفاوتت حدّتها من وسيلة إلى أخرى، فكان لا بد من رصد تلك التغطية وطرح السؤال حول حيثياتها وأبعادها.
الأستاذة في الجامعة اللبنانية الباحثة والمتخصصة في مجال الإعلام واالاتصال الدكتورة نهوند القادري في هذا الحوار تشرح لنا مفارقات العمل الإعلامي والأساليب المراوغة والتضليلية التي تعتمدها وسائل الاعلام تبعاً لمصالح وأهواء من يقف خلف كل وسيلة ، وتسجل ملاحظات متعلقة بالأداء الإعلامي خلال هذه الحرب غيرالمسبوقة في شراستها.
الإبادة الجماعية لأهل غزة .. هل كانت التغطية العربية موضوعية؟
قبل إبداء ملاحظاتها على أداء الإعلام العربي في تغطية الحرب على غزة، لفتت القادري إلى ضرورة الإنطلاق من أن الإعلام يقوم على أسس عدة، أولها أنه نظام يتشكل في كل بلد تبعاً للنظام السياسي القائم، ويحاكي المناخ الإجتماعي والثقافي السائد، ويتشابك مع المصالح الإقتصادية والمالية، ويتموضع تبعاً لموازين القوى، وبالتالي يقوم الإعلام بوظيفة التوسط بين الدولة والمجتمع. من هذا المنطلق، لا يوجد إعلام محايد، فتاريخياً لطالما عمل الإعلام على طمس العديد من الحقائق تحت عناوين الحرية والموضوعية والحيادية، وكثيراً ما قام بدور الحفاظ على الستاتيكو القائم. غير أنه مع التطور التكنولوجي والإتصالي المتسارع ، ومع إحتدام الصراعات الدولية وصراعات المصالح الإقتصادية، إهتزت البنى التقليدية، وضعفت الأنظمة الديمقراطية ، وتعرضت المهنة الإعلامية لمآزق وأزمات عديدة، واهتزت نقاط إرتكازها. فالإعلام في البلدان الديمقراطية بدا من حيث الشكل مستقلاً عن إملاءات السلطة السياسية، غير أنه لطالما كان مرتبطاً بالسلطات المالية وبشركات الإعلان، تحضرني في هذا السياق مقولة نورث كليف:
إذا عض الكلب رجلاً فهذا ليس خبراً، أما إذا عض الرجل كلباً فهذا هو الخبر. هذا يعني أن قيمة الخبر تكمن في البحث عن الإثارة، ففي العالم ملايين الأحداث، منها ما يتحوّل إلى أخبار ومنها ما يتم طمسه، لذلك تحتكر وسائل الإعلام الكبرى الأخبار وتوزعها على وسائل الإعلام التي تنشرها تبعاً لرد الفعل من الجمهور، وليس لأهمية الحدث. هذا يعني أن وسائل الإعلام لاسيما محطات التلفزة تتسابق وراء نسبة المشاهدة لأن ثمة معلن وراء ذلك، إذاً أهمية الخبر ليس لذاته بل لمدى إستقطابه لمجموعة معينة وبالتالي للمعلن، ولا يوجد إعلام بدون إعلان وبالتالي لا يوجد إعلام بدون ثمن، وفي النهاية المعلومة سلعة خاضعة للعرض والطلب وثمة مصالح تديرها حتى في أعتى الدول ديمقراطية.
بالإنتقال إلى السؤال عن موضوعية أداء الإعلام العربي في تغطية الحرب على غزة، أشارت القادري أن الإعلام لا يسبح في بحر من المجانية رافضةً وصف أي أداء إعلامي بالموضوعية، معتبرة أن عنوان الموضوعية بمعزل عن السياق المحيط بالعمل الإعلامي عنواناً فارغاً من مضمونه.
فماذا تعني الموضوعية؟
تشرح القادري موضحة أن الإعلام العربي فهم الموضوعية على أنها الرأي والرأي الآخر، أدخلنا في إستقطاب ثنائي يوصل إلى العدمية، ففي هذه البرامج يقول أحدهم شيئاً ويلغيه الآخر والحصيلة تكون في عقل المشاهد صفر. ذلك أن الحوار لا يبنى على نعم ولا، مع وضد، بل يجب أن ينطلق من مساحة مشتركة ليتفعَل وإلا كان عنفاً لا أكثر.
وفي هذا الإطار أفصحت القادري عن ملاحظات إنطباعية على الأداء الإعلامي للقنوات العربية على حرب غزة، مشيرةً أنه لا يمكن الحكم بشكل مطلق، ورأت أن الإعلام العربي ينطلق في تعاطيه مع الحرب تبعاً لكل وسيلة وإنطلاقاً ممن يدير ويوجه هذه الوسيلة وإنسجاماً مع موقف كل نظام سياسي سائد في كل دولة، وهذا ما أدى الى تعدد التوجهات الإعلامية إزاء عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول، وما تبعها من حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة بدعم أمريكي بريطاني ألماني فرنسي:
ـ توجه مقاوم مؤيد لكل أشكال المقاومة ضد المحتل.
ـ توجه مؤيد لحماس، معتبراً ان ما قامت به ، سببه الحصار والتنكيل بالفلسطينيين، وعدم إلتزام إسرائيل بإتقاقيات أسولو ، يندد بالمجزرة، ويطالب بحل الدولتين.
ـ توجه يستنكر قصف المدنيين ، ويدين ضمناً او علناً ما قامت به حماس، يراهن على السلام مع إسرائيل، عن هذا الرهان أكدت أنه لا يمكن تحقيق سلام مع إحتلال إستيطاني إحلالي ، يمارس التطهير العرقي. هنا ذكّرت القادري بإتفاقية أوسلو التي لم تلتزم بها إسرائيل، فبعدها حاصرت غزة وزاد الإستيطان والـتهجير والأسر، وضربت بعرض الحائط كل الإتفاقيات والمواثيق الدولية.
في غزة… الصورة واحدة والرؤى شتى
في معرض إجابتها على سؤال : لماذا لا يكون هناك موقف إعلامي عربي موحّد من غزة في الوقت الذي أبدى فيه معظم الإعلام الغربي دعمه الكامل لإسرائيل، لفتت د. نهوند القادري أنه تأسيساً على التداخل بين الإعلام والنظام السياسي، كلمة إعلام عربي تعكس واقع هذا النظام السياسي أسير للصراعات البينية العربية والتشتت والتفتت وتضارب المصالح بين الدول العربية، وأضافت هو لا يتفق على قضية واحدة ومعلومة واحدة يريد إيصالها، لذلك هناك تباينات بين الفضائيات العربية، هذا التباين يعكس المصالح التي تحركه سواء في الإعلام الرسمي أو الخاص.
وعند سؤالنا عن دعم الإعلام الغربي مجتمعاً للكيان الصهيوني أجابت أنه على الرغم من التباينات داخل الإعلام الغربي، إلا أنه لا يوجد توازن بين كم وإمكانات الإعلام الذي يروّج لإسرائيل وبين الإعلام الذي يساند القضية الفلسطينية، وهذا بُني تاريخياً ولديه ماكينة تضليل كبيرة، فالدعاية الصهيونية عملت في كل مفاصل الحياة وليس فقط في الإعلام. ويجب أن لا ننسى، أضافت القادري، أن إسرائيل هي صنيعة دول الإستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، هي من تحافظ عليها لمصالح سياسية مالية عسكرية، وهي الراعية لهذه الدعاية في كل المجالات.
وفي هذا السياق لفتت إلى أن طوفان الأقصى أحدث قوة على الأرض هزّ قوة الكيان الصهيوني وأعطى دفعاً لبروز دعاية مضادة ، وهذا ما جعل العالم الغربي يهرع لنجدة إسرائيل، وفتح آذان العالم ليسمعنا، فلو أننا ما زلنا ضعفاء كما السابق لما سمعنا أحد. وشددت على ضرورة المتابعة والإستمرارية في إبراز أحقيّة القضية الفلسطينية في كل الفترات وفي كل مناحي الحياة ، كي لانقع في مطب الظرفية بحيث تتوالى الملفات ويحرق بعضها البعض الآخر عند إنتهاء الحرب.
هذا يردنا إلى أوركسترا إعلامية كبيرة دخلت إلى العالم العربي، فعندما تأسست الفضائيات العربية ، عمل العرب على إستيراد التكنولوجيا والتقنيات وآليات العمل. وكانت النتيجة أن هذه الفضائيات إفتقدت الى الرؤيا وبالتالي لعبت دوراً تفكيكياً وعكست التشرذم والصراعات بين الدول، وهذا ما أدى إلى مزيد من الإستتباع على المستوى الفكري والمفاهيمي وعلى المستوى الإعلامي.
القادري : فإذا أردنا إعلاماً متطوراً يخدم مصالحنا لا بد من رؤية إستراتيجية، وأن يكون لدينا مفرداتنا ومفاهيمنا
ورأت أنه لا يكفي أن نمتلك أحدث أنواع التكنولوجيا ونقول إعلامنا متطور، فإذا أردنا إعلاماً متطوراً يخدم مصالحنا لا بد من رؤية إستراتيجية، وأن يكون لدينا مفرداتنا ومفاهيمنا، واستشهدت بفضائيات عربية تستخدم مفردات الإعلام الإسرائيلي مثلاً(جيش الدفاع الإسرائيلي)، فكيف يكون جيش دفاع وهو مستوطن ، قاتل للأطفال ،يرتكب مجازر وإبادات جماعية؟
وتتوقف القادري أمام أهمية العناية بالتسميات والمفردات اللغوية وما تحمله من دلالات و القوي يفرض لغته ومفرداته ، مشيرة أنه إبتداء من تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000 إلى 2006 إلى إنتفاضة الأقصى صار هناك تعابير جديدة ودلالات جديدة دخلت إلى القاموس، فسابقاً كانت إسرائيل هي من تطلق التسميات للمعارك، على الطريقة الأميركية في عاصفة الصحراء وغيرها، كالرصاص المسكوب وعناقيد الغضب، وبعدما صارت المقاومة قوية وبدأت هي من تطلق التسميات كالوعد الصادق، أوهن من بيت العنكبوت، سيف القدس وطوفان الأقصى. فرضت التسميات نفسها وهذا يعني أننا أخذنا زمام المبادرة بيدنا، وهذا له دلالاته التاريخية. لذا من الضروري الإنتباه إلى المفردات التي يستخدمها الإعلام والدلالات التي تجرّها معها في مخاطبة الناس.
الإعلام والمعركة… صورة وبندقية والإطار مقاومة
هل يلعب الإعلام دوراً في حسم المعارك، وهل هو عنصر فاعل ؟
وعن الإعلام الحربي والإعلام المقاوم أو المساند، هل يؤثر على الشارع الإسرائيلي وهل يؤدي إلى تغيير سياسات دول داعمة لإسرائيل؟
في هذا الصدد إعتبرت القادري أننا لا نستطيع القول هو فاعل أو ثانوي، الإعلام هو سلاح وهو جزء من الصراع القائم في العالم، لاسيما في ظل المأزق الإقتصادي والصراعات على المصالح وعلى مصادر الطاقة في العالم.
وعن الإعلام الحربي لم يفتها التذكير أن حزب الله بدأه قبل عام 2006 وكانت الصورة إلى جانب البندقية، فالمقاومة الإعلامية بأهمية المقاومة العسكرية، ومن المؤكد أنها مؤثرة، فعندما تخترق صور فيها مصداقية ولا تُخفي شيئاً، هذا يجعل الناس يطالبون حكومتهم بالحقيقة وتتهمها بالكذب، وهذا يسبب إرباكاً ويزعزع ثقة الشعب وحتى الجيش بالقيادات.
في هذا السياق، نوّهت القادري بتغطية قناة الجزيرة وقالت أنها تعمل بطريقة مهنية خوّلتها لأن تصل بالصورة إلى أنحاء العالم، لذلك تم إستهداف طاقمها، ذلك لأن إسرائيل لا تريد إظهار الحقيقة الموثّقة، ما أكسب القناة مصداقية إعلامية.
نوّهت القادري بتغطية قناة الجزيرة وقالت أنها تعمل بطريقة مهنية خوّلتها لأن تصل بالصورة إلى أنحاء العالم، لذلك تم إستهداف طاقمها، ذلك لأن إسرائيل لا تريد إظهار الحقيقة الموثّقة، ما أكسب القناة مصداقية إعلامية
وعن تغيير سياسات الدول الغربية قالت القادري أنه لا يمكننا التكهّن بذلك، هذه الدول ما زالت دول إستعمارية تستميت للدفاع عن القاعدة الإستعمارية المتقدمة لها في المنطقة المتمثلة باسرائيل، من هنا إستعمال حق النقد الفيتو منعاً لإتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، هذا يعني أن تغيير السياسة خاضع لموازين القوى في العالم، والميدان هو من سيحكم لا غيره، ولفتت إلى إستحقاق قادم مهم، وهو مدى قدرة إسرائيل على تحمل الخسائر.
وأضافت أنه ثمة صراع إقتصادي بين أميركا وكل من الصين وروسيا والدول الأوروبية، لذلك أتى بايدن وماكرون وغيرهم بعد طوفان الأقصى إلى إسرائيل، فهي قلعتهم في المنطقة وعليهم رعايتها، والإقتصاد هو محرك الصراعات الدولية والإقليمية، فكيف ستترجم في منطقتنا ونحن لسنا فاعلين في هذا الصراع كدول إلا الذين يقاومون على الأرض، الكلام للميدان، وحده من يصنع التحوّل.
غزة تغزو شبكات التواصل … والحرب رقمية
يتعاظم دور وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت تعتبر المصدر الأساس لتشكيل الرأي العام وليس الإعلام التقليدي كما في السابق، فما دور شبكات التواصل في إيصال الصورة ؟
إن الإعلام التقليدي بمأزق وأساليب العمل المهني لديه وبنيته تزعزعت بسبب الإنترنت وشبكات التواصل، فالجيل الجديد لا يشاهد التلفزيون ولا يقرأ الصحف، لديه موقعه لدى شبكات التواصل التي تعتبر وسائل إعلام بديلة، لها أسسها ومنطقها، ولسنا من وضعها بل نحن نتموضع في هذا المكان الخاضع لمعايير فرضها مالكو المنصّات ومشغّلوها تبعاً لمصالحهم ، نحن فقط نستفيد منها لإيصال صوتنا، هذا ما رأته القادري، كما لفتت إلى أن هناك هجمة مرتدّة في شبكات االتواصل بفرض قيود على كل المنصات لمنع وصول المحتوى الفلسطيني حيث تحذف الكثير من الفيديوهات المؤيدة لفلسطين، ورأينا مثلاً ماذا حدث في منصة (إكس) تويتر سابقاً، كيف حجبوا عنها الإعلانات وأجبروا أيلون ماسك على الذهاب إلى إسرائيل، حتى مالك منصة (تيك توك ) الصيني يداريهم لأنه خائف على مصالحه.
وعما إذا كانت شبكات التواصل أحدثت تحولاً في الرأي العام الغربي أجابت د. نهوند من المؤكد ان الصور المروعة التي انتشرت على الشبكات الرقمية لعبت دوراً في تحريك الرأي العام، لكن ليست وحدها، فمن حرّكه هم المهاجرون والطبقة الوسطى الأوروبية المتضررة من النيوليبرالية ومن النظام الرأسمالي الذي كان عنده ما يسمى دولة الرعاية بالنظام الديمقراطي حيث تؤخذ الضرائب من الأغنياء وتوزع على الفقراء وتقدم لهم خدمات مجانية تراجعت بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية، فشعر المستفيدون منها أنهم متروكون لقدرهم وخارج النظام، لذلك رأوا مظلوميتهم مع مظلومية غزة وتحركوا لأجلها، وهذا ما يجب أن نستفيد منه، لا بد من إيجاد أطراف فاعلة تتلقّف ما حصل من تغيير على مستوى الرأي العام ، وتعمل على تثميره ومتابعته دون توقف، لأنه يؤخذ أحياناً في السلم أكثر مما يؤخذ في الحرب تحت عنوان الإغاثة والإعمار. وأشارت القادري إلى ضرورة إستثمار طوفان الأقصى وتثمير التضامن الغربي لذلك لا بد من قوى حقيقية على الأرض، فالتعاطف والتضامن والتظاهرات لا تكفي لإحداث تحوّل في الرأي العام لأن النظام الرأسمالي يستطيع فك ملزمة هذا الرأي العام بطريقة أو بأخرى، ورأينا كل المظاهرات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها لم تجبر دولها على تغيير موقفها، التحوّل في الرأي العام يعطي ثماره عندما تتوقف هذه الدول عن مد اسرائيل بالأسلحة وبالموارد المالية واللوجستية.
عند السؤال عن إستحقاق الإنتخابات في الدول الغربية وتأثيره على التحول في السياسات، أجابت القادري : لاحقاً في صناديق الإقتراع لا أعتقد أن المناصرين للقضايا المحقّة هم من سيفوز. لأن العالم ذاهب إلى مزيد من التطرف، وأوضحت أن بعض النخبويين والمثقفين الذين هم عقولهم مستوطنة لا يؤيدون حماس لأنها حركة دينية أصولية، فهم يريدون حركة علمانية تجابه محتلاً ومستوطناً، أصولياً بإمتياز، وهذا الأخير الأكثر تطرفاً في العالم ، فكيف يريدون منظمة ناعمة أن تجابهه وبأية طريقة؟
لا يواجهون الحرب بقوتهم ولكن بقوة ما آمنوا به
إعتبرت د. نهوند القادري أنه حتى في مجتمعاتنا ثمة من يتخذ موقفاً من الدين ويريدون التعالي عليه بطريقة مطلقة، وهذا غير صحيح، فقد تبيّن أن الإيمان مبعث على الصمود والصبر أن قوته تعمل فعلها في القدرة على التحمّل والمقاومة، إنه سلاح بمواجهة التكنولوجيا والأسلحة الذكية، وقد أظهرت مفعولها ولا يمكن إنكار ذلك سواء كنا متدينين أم لا، وتابعت بحرقة، الظلم والقهرالذي يتعرض له الفلسطينيون لا يتحمله أحد، فقط لأنهم يريدون العيش في أرضهم، فواجهوا الموت بقوة ما آمنوا به.
وختمت بإعتقادها أن الشعب الفلسطيني عرف طريقه ولن يُخدع بعد الآن، وأن المراهنة عليهم، فإذا وُجد من يساندهم فلا بأس ولكن هم الأساس ولا رجوع إلى الوراء، خاصة الجيل القادم الذي توقعت القادري أن يكون الخلف ” أحمَس” من السلف.
قولٌ على قول:
سينهضُ من صميمِ الياسِ جيلٌ / مريدُ البأسِ جبّارٌ عنيد
يُقايضُ ما يكون بما يُرجّى/ ويعطِف ما يُرادُ لما يريدُ