فرنسا أنجبت ديغول وبنك Rothschild إصطنع ماكرون
د.جورج حجار رئيس منتدى العروبة للدراسات الاشتراكية / مناشير
ديغول الرجل والتاريخ قاد حملة تحرير فرنسا من النير النازي إبان الحرب العالمية الثانية بتحالفه مع فرنسا الوطنية التي رفعت راية التحرير بقيادة الحزب الشيوعي الفرنسي، وأنجز التحرير خارجياً بقوات الحلفاء، وداخلياً بحرب التحرير الشعبية.
عظمة ديغول، تجلّت بالاعتراف بحق الجزائر في السيادة والاستقلال، الثورة على الفرنسة التي صنعتها جبهة التحرير!
ديغول الأوروبي، رفض ومنع دخول بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. حدد أوروبا من جزيرة أيبيريا في الغرب الى نهر الفولغا في الشرق وطلب إدخال روسيا السوفيتية في الإطار الأوروبي، عكس ما يفعله اليوم أتباع أميركا واعتبار روسيا غير أوروبية.
لكن الأهم، بالنسبة لي كلبناني عربي، إن ديغول بعد الهزيمة العربية في حرب حزيران عام 1967، ندّد بإسرائيل الصهيونية التي نكثت بالوعد بعدم إعلان الحرب وقال: “إن إسرائيل واليهود شعب تسلطي مستبد نزّاع دائماً الى الاستبداد. Israel and the Jews ara a donineerirg People إهتزّ العالم الذي تحول الى صهيونية فورية ولم يجرؤ أحد حتى يهودي أميركي أن يواجه ديغول.
وفي الثورة الطلابية التي قادها شبان يهود فرنسيين والمان جامعيين في ربيع عام 1968 والتي تحولت الى إضطرابات شاملة تالياً، نصح مستشاريو ديغول، بتوقيف بول سارتر لأنه كان يقف وراء الثورة. رفض ديغول النصيحة وقال على القاعدة: ان سارتر هو فرنسا وانا لا استطيع إذلال فرنسا. استقال ديغول عام 1969 وفقدت فرنسا آخر أبطالها.
بنك روتشيلد، حيث كان ماكرون موظفاً، اكتشف أن لماكرون مواهب استعراضية يستطيع بموجبها تصفية الأحزاب السياسية اليسارية ويعيد فرنسا الى أحضان البنك على منوال القرن التاسع عشر، ويخلص فرنسا من عقدة ديغول الفرنسي الأوروبي.
انتخب ماكرون وأنقذ فرنسا من عبث الديغولية، لكن بعد إنهيار الامبراطورية وغيابها عن شرق آسيا، وتالياً، هزيمتها في الجزائر وغيرها أثناء حركات التحرر، اليوم فرنسا وقد تجرّأت أفريقيا السوداء على نبذها وترحيلها من القارة، وهنا تكمن معضلة ماكرون ومأزقه. ماكرون يفتش على دور تاريخي ريادي فوجده وياللسخرية! بالتصدي لروسيا العظمى وتاريخها في النزال والحروب، التي انتصرت فيها على بونابرت الكورسيكي وهتلر النازي ووضعت حدّاً للهيمنة الأميركية على العالم في حاضرنا. السؤال من أين أتت الهمة العلية والإرادة الصلبة لكي يقرر ماكرون ان عليه هزيمة روسيا؟ عبر أوكرانيا والغرب مجتمعاً؟
حسب مصادري، إن ماكرون وصل الى قناعة بأنه شخصياً ينحدر من أصول يهودية غير نازية وفي عصر الصهيونية الرائدة تحت لواء زيلينسكي النازي الصهيوني اليهودي يمكنه ان يلعب الدور التاريخي كوكيل في هذه الحرب لأميركا المترنحة. بكلمة، ماكرون وجد رسالته والدور التاريخي الريادي. لكي يمثل ويمتثل، لذلك الأمر وغيره من مغريات قيادية، دعا ماكرون الى مؤتمر أوروبي في باريس لعشرة أيام (في شباط) لكي يحشد لرفيق دربه زيلينسكي، منطلقاً من مسلمة أساسية عبّر عنها بقوله، “نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا”. ولأجل بلوغ هذا الهدف فانه لا ينبغي استبعاد أي شيء” وأكد، سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب، بما في ذلك إرسال قوات برية الى أوكرانيا. خلاصة موقف ماكرون: “ان لا شيء يجب أن يكون مستبعداً من أجل تحقيق هدفنا، وهو أن روسيا يجب ألّا ولا تستطيع أن تربح هذه الحرب”.
وجاء الرد على تحدي ماكرون: إن تصريحات الرئيس الفرنسي تثير إنغماساً في داخل فرنسا وبين حلفاء أوكرانيا، وخاصة بعدما أعلنت كل من المانيا والولايات المتحدة والأطلسي ان لا جزمات عسكرية على أرض أوكرانيا، فأحبط مشروع ماكرون.
اليوم 6 آذار 2024، يقوم ماكرون بزيارة الى جمهورية التشيك، محثاً حلفاء أوكرانيا على “ألا يكونوا جبناء في مواجة روسيا”. وقال: “إن الحرب عادت الى أراضينا، وقوى أصبح من غير الممكن وقفها تعمل على توسيع التهديد كل يوم، مؤكداً أنه علينا أن نكون بمستوى التاريخ والشجاعة التي يتطلبها ذلك الأمر”.
قزم منافق يستدعي حضور التاريخ والشجاعة، ولم يتجاسر على إرسال جندي واحد الى بوركينا فاسو التي طردت قوات فرنسا العظمى من آخر معاقلها في افريقيا السوداء حديثاً.
عربدة ودعوات ماكرون لا تقلق ولا تخيف بوتين وحليفه الصيني الرفيق القائد شي جين بينغ.
أنا على اطلاع كامل بجميع الأحداث من كافة الجوانب، ليس فقط من شباط 2014 عندما دبرت فيكتوريا نيولند سفيرة أميركا الاطاحة بالحليف الروسي ينكوفيتش، وتناسي تحالفات منيسك الأولى والثانية الاوكرانية بمكافحة روسيا وأصدقائها، واعلان أوكرانيا مستقلة بقيادة ممثل كوميدي جعلت منه أميركا شخصية عالمية في حربها ضد الاتحاد الروسي الصاعد ووكيلاً حقيراً يهودياً صهيونياً نازياً محاطاً بعصابات نهب وتجارة على حساب الشعب الأوكراني السلافي المرتبط بالأرثوذوكسية المسيحية، الشعب الذي تحاول البابوية وأترابها منذ أيام محاكم التفتيش بتحويلها الى أدوات عميلة في مواجهة موسكو المنتصرة في حروبها دائماً.
استنتج مما سبق، أن ماكرون رجل منافق وجبان غير موهوب، ولا يمكن اعتباره بطلا جديراً بالاحتذاء وخاصة في عناقه نساء بيروت في 6 آب 2020 بعد تفجير المرفأ في 4 آب 2020، ووعوده الكاذبة. وأنا أصر، أن فرنسا لن تكون مؤهلة في العالم المقبل عالم الإقليميات والتعددية القطبية أن تمنح فرنسا حق النقض على قائمة الدول العظمى. السبب ان أميركا لن تحتاجها كوكيل إقليمي في الطريق الى قيام رابطة المصير المشترك للبشرية جمعاء وتلاشي UN كما تلاشت العصبة.