عيد العمال العالمي لم يعُد عيداً .!
رائد عمر
على الرغم من أنّ اختيار الأول من شهر أيار قد بدأ في الولايات المتحدة في عام 1886 حين دعا اتحاد نقابات العمال هناك الى اضرابٍ عام للمطالبة ب 8 ساعات عمل يومياً فقط , حيث شارك في الإضراب نحو 300000 من عمال المصانع في مجمل مصانع الولايات المتحدة ( لكنه بعد يومين من الأضراب جرى قتل عدد من العمال المضربين في مدينة شيكاغو على ايدي رجال الشرطة ) حيث تعتبر شيكاغو احدى اهم المراكز الأحتجاجية.
منذ ذلك التأريخ وذلك الحدث انتقلت الحمى الأحتجاجية الى العديد من دول العالم الشرقية والغربية والعربية ايضاً
إنّما لسببٍ غير معروف ومبهم فقد ساد انطباعٌ نفسي في عدد من شرائح المجتمع العربي بأنّ “عيد العمال العالمي” ينتسب بشكلٍ او بآخر الى الحركة الشيوعية في الأتحاد السوفيتي السابق ومع بروز شعار “دكتاتورية البروليتاريا” حيث ركّزت الماركسية – اللينينية على اهمية دَور الطبقة العاملة في تولّي السلطة , وتبنّت الأحزاب الشيوعية العربية هذا الطرح لتأجيج العمال للإنقلاب على السلطة بغية بلوغ السلطة .!
لا اهمية قصوى او ادنى منها للتطرّق الى الأسباب الموجبة لما وردَ في الأسطر اعلاه , لكنما على صعيد العراق ” على الأقل ” وبعض الدول العربية التي تحتفل بهذا العيد .! فما علاقة الفلاحين والأطباء والموظفين والمهندسين وطلبة الجامعات وأساتيذها وسواهم من الكثار كيما يُعتبر هذا ” العيد او اليوم ” عطلةً رسميةً للجميع , وتتحمّل اجهزة ومؤسسات الدولة خسائراً ماليّةً جمّة جراء هذه العطلة الرسمية ” غير الشرعية ! ” , كما وعلى الصعيد العراقي ” مرّةً اخرى ” وعلى صُعُد بعض الأقطار العربية ” التي انكسرت ميزانياتها المالية والأخرى التي تشهد اضطراباتٍ أمنيةٍ وسياسية ” ففي اشارةٍ عابرة الى غلق وإقفال وتعطيل المئات من المصانع والمعامل منذ الأحتلال لعام 2003 وعلى ايدي ومخالب الحكومات المتعاقبة , واضمحلال الدَور العمّالي المفترض وعدم استثماره واستغلاله للفرص المتاحة أمام مدّ الأحزاب المعتبرة كأسلامية , ولم تظهر ايّ تظاهرة او مسيرة عمالية ” ولو محدودة ” , فما الفائدة المرجوّة وغير المرجوة لهذا العيد الذي لا يحمل أية نكهة من الأعياد الأخريات .!