عابرٌ إلى عكّا !!/ الشاعر حسين أبو علي
عابرٌ إلى عكّا !!
رأيتُ بليلي فدائيًّا
يعبُرُ في اللّيلِ إلى عكّا
يوقِظُ من حُلمٍ ذاكرتي
ويعيدُ النبضَ إلى قلبي
فيعودُ حَمامْ
رأيتُهُ يعبُرُ مُعتمِراً
غضبًا أحزانًا وشجونًا
عتمًا ووشاحًا وجنونًا
وسجونًا من عَربِ الردّةِ
وشمًا ولِثامْ
وسمِعتُ الجدّةَ تتذكّرُ
لحفيدٍ تتلو وصِيَّتَها
ترثي بالدّمعةِ نكبَتَها
وتُخاطِبُ بيتاً لم يَرحَلْ
من بردِ صفيحٍ وخِيامْ
من صدَّقَ مثلُكَ يا ولدي
لا يترُكُ عرشاً منتَصِبًا
لا يترُكُ شَجَراً مغتصبًا
لا يترُكُ أرضاً ضيّعَها
عُهرُ الحُكّامْ
أعبُرْ يا ولدي في العتمة
أعبُرْ لبلادِكَ في صمتٍ
لا تنظُرْ خلفَكَ ثانيَةً
أيقِنْ لا أحدٌ يتبعُكَ
فالكلُّ نِيامْ
صدِّقْ يا ولدي واسترسِلْ
واجعَلْ من قلبِكَ منديلاً
واتبَعْ في اللّيلِ تراتيلاً
تأتي من قدسِكَ خافِتَةً
من دونِ كلامْ
أرسِلْ ناظِرَكَ المتقلّبَ
للبحرِ المبهَمِ في أفُقٍ
واعبُرْ من بحرِكَ في غسَقٍ
وبعِشقٍ إذهَبْ نحوَ الرّملِ
فرَملُكَ عِشقٌ ووِئامْ
لا تأبَهْ أبداً للوحدةِ
فالوحدةُ قَدرٌ للعودةِ
والعودةُ قَدرٌ للثورةِ
والثورةُ قَدرٌ وعبورٌ
وعبورُكَ قََدَرُ الأيّامْ
ستُلامُ كثيراً يا ولدي
وستسمَعُ أنَّكَ إرهابيّ
لكنْ لا تأبَهْ حينَ تُلامْ
فالثورةُ ليستْ نهجَ نبيّ
وليسَتْ طاوِلةً لسلامْ
فاحمِلْ رشّاشَكَ لا تحزَنْ
فالحزنُ لقلبِكَ مرآةٌ
وكتابُكَ لوحٌ منقوشٌ
بوصايا التوراةِ الأولى
ورصاصُكَ حِبرٌ وهيامْ
فاكتُبْ برصاصِكَ ثانِيةَ
لأبيكَ لجدِّكَ أغنيةً
ردّدَها الطيرُ على عَجلٍ
بلسانِ الجدّةِ والعمّةِ
في ذاكَ العامْ
سنعودُ إليكِ فلسطينَ
في كفِّ حفيدٍ يحمِلُنا
حلُماً ورماداً لا يهدَأ
حجراً زيتونًا ذاكِرةً
ليمونًا حبقًا وخُزامْ
حسين أبو عل