ضوءٌ آخر على ماهيّة المعركة في سوريا .! – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
قد تقتضي الإشارة اولاً , أنّ اندلاع المعارك المفاجئ في مدن الشمال السوري له ما له من اهدافٍ قصيرة المدى واخرى بعيدة المدى , والحديثُ لازالَ مبكّراً وربما سابق لأوانه وفق حركة وسرعة “عجلة” الأحداث وما قد تقابله بالضّد او بالإتجاه المعاكس ( أي ردّ الفعل العسكري للجيش السوري ومدى نجاحه المفترض في صدّ الهجمات الآخذة في التوسّع النسبي ) .
لا ندري فعلياً هنا “على المستوى الجماهيري او الرأي العام” لمدى انتشار خبر أنّ كلا دولة الإمارات والولايات المتحدة قد سبقَ لهما أن قدّمتا عرضاً مغرياً للرئيس بشار الأسد، قبل ايامٍ قلائل من اندلاع المعارك الجارية والمشتعلة، وكان مفاده أن توقِف وتُنهي علاقة سوريا بأيران وميليشياتها وتدخّلها العسكري وغيرالعسكري كليّاً داخل سوريا , وبمقابل رفع الحصار الأمريكي والدولي على دمشق ومعه اعادة الإعمار في سوريا .! , لكنما بدا جليّاً أنّ “الأمارات والأمريكان” كانتا على درايةٍ مسبقة او متوقّعة لرفض الرئيس الأسد لهذا العرض المغري الذي قد يعيد الوضع الأقتصادي والسياسي لسوريا اذا ما جرت الموافقة المفترضة عليه .! , وحيث هذه الحسابات المسبقة قد هيّأت للإستعدادات المتضادّة قبل شهورٍ من اندلاع المعارك الجارية حالياً , وبتنسيقٍ مُركّز ومُكثّف بين الأمريكان وتركيا بالذات ! ومع اسرائيل واجراءاتٍ عملياتيةٍ لا تنقصها “منظومة القيادة والسيطرة” على ادارة الفصائل المسلحة والمتنوعة في هذا الهجوم شبه الكاسح , ومع استكمال كلّ المتطلبات اللوجستية والتسليحية لإدارة المعركة الجارية وحسابات تقاطعات النيران فيها , وما قد يترتّب عليها , ومع ملاحظة الدَور الستراتيجي – العسكري الذي لعبته ( الدرونز و المُسيّرات التركية من نوع “بيرقدار” في التعرّض لتدمير دفاعات الخطّ الأول والثاني لدفاعات القوا ت السورية ) , مع ملاحظةٍ شديدة اللحاظ للفشل الإعلامي البارز “لتلك التنظيمات المتباينة الإنتماءات .!” في تصوير وعرض نتائج تدميرها للأهداف العسكرية السورية المفترضة وحتى قبل انسحابها من المناطق التي جرت السيطرة عليها لحدّ الآن .!
من زاويةٍ اخرى من زوايا هذا الضوء المسلّط “تكتيكيّاٍ او آنيّاً” على المجريات الجارية للمعارك المحتدمة في بلاد الشام , وبقدر ما يتّضح في احد ابعادها من ازاحة وكنس كل التنظيمات والفصائل المسلحة الموالية لأيران من الأراضي السورية , وبموازاةٍ مكثفة للأطماع التركية في ضم اراضٍ ومناطق سورية “وحتى عراقية في وقتٍ لاحق” , وحيث وفق الحسابات السوبر- الستراتيجية , فلا القوات المهاجمة والفصائل المسلحة ذات الجنسيات المتعددة , مًقدّرٌ لها أن تصل الى العاصمة السورية دمشق المحصنّة ضدّ أيّ هجوم اسرائيليٍ مفترض “الى حدٍ ما” ولا الى حتى نجاحٍ مفترض “الى حد ما آخر” في نجاحاتٍ مفترضةٍ للجيش السوري في تطهير القوات او الوحدات المهاجمة .!
احدى الأهداف المرسومة مسبقاً من الخارج , هو الإبقاء على النيران مشتعلة وديمومتها بين قوى المعارضة وتشكيلاتها المتنوعة ! وبين القوات السورية , بإنتظار حدوثِ متغيراتٍ درامية في هيكل القيادة الشاميّة .!