خبر عاجلسياسة

أسبوعان مفصليان لاختيار “الكوبل الرئاسي”

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

أسبوعان مفصليان لاختيار “الكوبل الرئاسي”

 

مناشير
كان في نية المعارضة المطالبة بتحويل الجلسة التشريعية إلى جلسة انتخاب، والموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، طلب موعداً للقاء برّي ساعة تلقف رئيس مجلس النواب المبادرة ورمى بكرة الرئاسة بعيداً عنه. حدد جلسة انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل. امتص غضب المعارضة وأفرغ زيارة الموفد الفرنسي من مضمونها.

كعادته، ضليع رئيس المجلس في إدارة اللعبة وسحب فتيل التفجير قبل أي جلسة نيابية تشريعية أو غير تشريعية. المهم أنه نقل الخطاب السياسي من الحرب وحسابات الربح والهزيمة لحزب الله إلى الملف الرئاسي. لم يحتج المرشحون الموارنة إلى كثير عناء للدخول في بازار التسميات ولعبة احتساب الأصوات. مرة جديدة، كثرت أعداد المرشحين من داخل الصف الواحد. جدول مواعيد برّي مزدحم بطالبي الزيارة من المرشحين. منهم من قضى واجبه ومنهم من ينتظر. قصد عين التينة مؤخراً سفراء ووزراء سابقون ونواب باشروا استمزاج المناخ حول ترشيحهم. ولا ضير أن يصادف مرشحان من الكتلة النيابية ذاتها أو من التكتل ذاته.

ماكرون وبن سلمان

كل العيون شاخصة باتجاه زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية. تقول المعلومات إن ملف لبنان سيحتل صدارة البحث في اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ثمة من يرى مؤشرات على عودة المملكة إلى لبنان ولو بحذر.

خلال زيارته إلى لبنان، لم يتطرق الموفد الرئاسي الفرنسي إلى أسماء المرشحين. لقاؤه مع سفراء الخماسية لم يحمل ما هو أبعد من استعراض سريع للوقائع.

نقلاً عن مصادر سياسية واسعة الاطلاع، رئاسة الجمهورية وُضعت على نار حامية. كل القوى السياسية تناقش في ما بينها، وبين بعضها الاستحقاق. سلسلة اجتماعات للقوات اللبنانية التي رفعت سقف مواقفها السياسية، مما أزعج السعودية، كما ينقل المطلعون على سير العلاقة بين الجهتين.

تسجل المصادر لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مرونته، كما ظهرت في جولته الأخيرة التي شملت أكثر من دولة، والاتصالات التي أجراها مع الجانب المصري. وهناك تواصل قائم بين باسيل والسفير السعودي وليد البخاري. ومن باب “النكاية” ينشّط النائب السابق إيلي الفرزلي اتصالاته على خط معراب- عين التينة لتأمين العلاقة بين الجهتين، في وقت لم يسجل بعد أي تواصل يتعلق بالرئاسة بين باسيل وبرّي، الذي يدوزن الاستحقاق الرئاسي مع وليد جنبلاط. حليفان متناغمان يعملان على احتساب جلسة الانتخاب على الورقة والقلم.

لا اتفاق على المرشح بعد

تمضي المصادر قائلة، في ما يتعلق بالأسماء، إن لا اتفاق على اسم مرشح بعينه. هي الأسماء ذاتها لا تزال قيد التداول. عاد إلى الطرح مجدداً ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. في المعلومات الأولية، الإصرار الأميركي على انتخابه لا يزال قائماً، وأمام القائد مدة شهر ليثبت قوته وحضوره في ميدان الجنوب من جهة انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، ووقف الخروقات الإسرائيلية من جانب لبنان.

في التدول عشرة أسماء لمرشحين محتملين، من بينهم العميد جورج خوري الذي يتحمس لترشيحه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، كما تقول المصادر، ولا يلقى رضى جزء من المسيحيين. ومن جهة السعودية، ثمة تداول باسم الوزير السابق ناصيف حتي وآخرين.

تستعد اللجنة الخماسية للاجتماع قريباً في بيروت، ويستعرض سفراؤها الأسماء المتداولة، تنوب عن فكر 14 آذار رئاسياً وتتفاوض بشأنه مع برّي.

تكشف المصادر أن النقاش الدائر حالياً لا يتركز بشكل مباشر على الرئاسة وحدها، بل على اسم رئيسي الجمهورية والحكومة معاً، وتقول إن البلد أمام أسبوعين مفصليين لاختيار “الكوبل” الرئاسي (رئيس جمهورية ورئيس حكومة).

مصادر نيابية تستبشر بانتخاب رئيس في التاسع من الشهر المقبل، استناداً إلى حسن النوايا، ولما يتم العمل عليه. لكنها تجزم أن الرئيس العتيد لن يكون أياً من المرشحين المطروحين، أي سليمان فرنجية وجوزف عون. ودليلها إلى ذلك اعتبار أن الظروف لم تعد لمصلحة فرنجية الذي صار مرشح مواجهة، وأن تعاطي الوزير محمد مرتضى خير مؤشر على موقف برّي من قائد الجيش.

حزب الله في صلب الاستحقاق

المصادر النيابية المناوئة لباسيل تعتبره الحلقة الأضعف في انتخابات الرئاسة، مقابل مركزية القوات. وتغمز من قناة علاقته الباردة حالياً مع برّي على خلفية انتقاده التأخير في تحديد جلسة انتخاب الرئيس، وتفصح بالمقابل عن وجود قنوات تواصل بين برّي والقوات اللبنانية، قد تفضي، بحسبها، إلى اتفاق على الرئاسة. اليوم تعاود القوات دعوة المعارضة للاجتماع في كنفها. امتحان صعب، تخوضه للمرة الثالثة بسعيها لترؤس المعارضة وإظهار موقعها للدول المعنية بالاستحقاق، لتلعب دور المحاور نيابة عن المسيحيين.

في ما يتصل بحزب الله، فهو ليس بعيداً عن الاستحقاق. أوراقه لن يكشفها خارج ما عبر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي أمل بانتخاب رئيس الشهر المقبل. من يدور في فلك الحزب يعلم أن ترشيح فرنجية بات مستبعداً، وكذلك ترشيح قائد الجيش، وسمير عساف وزياد بارود وناصيف حتي وآخرين. لكن الأمور مرهونة بخواتيمها، وما هو مستبعد قد يصبح وارداً بحكم الضرورة. ولكن هذا لا يلغي وجود مرشحين لديهم القبول من أمثال اللواء الياس البيسري.

تطول اللائحة. المشكلة ليست في المرشحين على كثرتهم. المشكلة في الظروف التي قد تجعل الانتخاب عملية معقدة متصلة بجملة عوامل، من بينها الوضع في سوريا المفتوح على كل الاحتمالات، وإيران ومفاوضاتها مع أميركا، والرئيس الأميركي الجديد وموقع فرنسا. مخاض عسير يجعل انعقاد الجلسة مؤكداً ولكن ليس انتخاب الرئيس. لكن هناك متسع من الوقت بالنظر إلى التطورات المتسارعة في المنطقة، ما يحول الانتخاب إلى استحقاق بأمر عمليات أميركي فرنسي سعودي سترضخ له ايران كما رضخت للاتفاق على وقف النار.. والعين على ما يجري خلف الأبواب المغلقة.

المدن..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى