خبر عاجلسياسة

سيلًا هادرًا كان … عجائبَ رأوا

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

سيلًا هادرًا كان … عجائبَ رأوا

منير شحادة

حربٌ شعواء شُنَّت، حصارٌ مورِسَ، شركاتُ طيرانٍ ألغت رحلاتها، شركاتٌ أغرت موظفيها، وأخرى هددتهم بالفصل وبالعقوبات، حرب إعلاميةً خيضت استُعملت فيها أنواع الأسلحـ.ـة كافة، ولم توفر الطقس كسـ.لاح كيميائي.

رغم كل هذا، جحافلُ زحفت من كل حدب وصوب، متلحفةً الثلج رداءً، مستبقةً الحدث بليلةٍ لتجتمع في ضاحيةِ العِزة التي لم تنم، وتوجهت فجراً إلى مكان التشييع.

سيلاً هادراً كانوا. ملؤوا المدرجات والباحات وكل الشوارع المؤدية. أطـ.ـفالٌ، ونساءٌ، وشبانٌ وشيوخٌ، يحملون العلم اللبناني وعلم المقــاومة هاتفين لبيك يا نـ.صـ.ر الـلـ.ـه. وفودّ شعبية ورسمية تقاطرت من عشرات الدول.

رجالُ دينٍ من كل الطوائف، سياسيون ودبلوماسيون.

سيلاً هادراً كان هذا التشييع المهيب الذي أظهر مدى قيمة هذا الشـ.ــهـ.ـيد الأسمى في قلوب ووجدان محبيه في الداخل وفي الخارج. كما أظهر تأييد جمهور المقــاومة لنهجها وثباته على عهد الشـ.ــهـ.ـيد.

في الخارج وفي الداخل، راهنوا على انتهاء المقــاومة، وعلى أن “إسرائيل” قضت عليها، وأن أثماناً في السياسة ستدفعها، وأن قوتها أصبحت من الماضي.

كُثرٌ لبسوا ربطات عنقٍ للمشاركة في دفن المقــاومة، ليُصدموا اليوم بحجم مؤيديها ومحبيها وبقدرتها.

خافوه حتى في حفل تشييعه، فأطلقوا العنان لأبواقهم لتتقيأ كل ما في جوفها من قذارات، علهم يشوهون صورة الشـ.ــهـ.ـيد الذي يعلم في سره القاصي والداني أنه أنبل وأطهر وأنقى وأشرف وأصدق وأرقى وأوفى وأشجع وأقوى رجل في العالم، وأنه فضح خنوعهم وتزلفهم وعمالتهم جميعاً، لذلك لحقوا به إلى لحده.

طا ئرات “إسرائيلية” مرت مرتين على علوٍ منخفض فوق مكان التشييع في عاصمة لبنان بيروت، معتقدة أنها سترهب المحتشدين الذين فور مرورها هتفوا بحناجر صادحة ”الموت لإسرائيل”.

لا استنكار ولا تعليق من أحد في لبنان على هذا الخرق الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ولسيادة لبنان.

مدعو السيادة ابتلعوا ألسنتهم التي كانت تلعلع صبحاً ظهراً و مساءً. أين السيادة والسياديين؟

لن أتحدث عن الأرقام، لكن السيل الهادر الجارف يتحدث عن نفسه ولا حاجة لإحصاءات.

تضخيمٌ مقصودٌ ليلاً عن عدد القادمين من الدول العربية بغرض إيهام الرأي العام بأن هذه الحشود كلها من هؤلاء وأن اللبنانيين كانوا قلة.

يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى باتوا يصدقون أكاذيبهم.

لا أحد يستطيع القـ.ـضاء على المقــاومة. المقــاومة هي حق مشروع لكل مضطهد ولكل من تُحتـ.ـل أرضه. هذا حق أخلاقي وشرعي وقانوني.

اليوم كانت رسالة للداخل والخارج أن المقــاومة باقية. مهما فعلتم فهي باقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى