خرق أم فعل أخرق؟ عبدو فرج الله
كتب عبدو فرج الله / مناشير
استشهد إسماعيلهنية. الأمر لم يعد سراً أو طي الحفظ والكتمان. أدى الرجل مهمته على أكمل وجه مذ كان فتياً فشاباً إلى أن أصبح شيخاً هنياً. آمن بقضيته وإن كان النقاش مشروعاً بشأن بعض قراراته وقراءته السياسية، وهذا بحث آخر ليس آوانه.
ما يعنينا هنا في هذا الآوان هو من قتل الرجل؟
سؤال ربما “ساذج” لا يتطلب قراءة لحفظ الجواب عند الامتحان.. إنها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية معاً.
حسناً.. كيف قتل الرجل؟
سؤال معقد فعلاً وليس ساذجاً. هنا نحتاج إلى مترجم من اللغة الفارسية إلى العربية. وهنا حكماً لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى. وهنا، في فعل الاغتيال، فرق بين أداء فارسي وموت عربي.
موتٌ عربي على أرض فارسية؟ أهو تطبيق فعلي لمقولة النبي العربي “لا فرق إلا بالتقوى” أم أنه
من حق “أمة هنية” معرفة حقيقة الاغتيال وفعل الموت غيلة بلا مواربة أو تسوية أو تعمية؟!
من حقها، وهي المطمئنة عليها حيث كان ونام، أن تسمع ما يطمئنها.
ومن حق “أمة هنية” على أمة طهران، أن تعرف الحقيقة كاملة.
لا تجدي التبريرات نفعاً هنا.. فهنا كانت “هشاشة” حماية الرجل “هشة”.
يقول زملاء في طهران، إن إيران تستقبل قادة الصف الأول من محور المقاومة في مساكن خاصة. لا تسمح لهم بارتياد الفنادق أو الأماكن المعروفة. أماكن تمتلكها وتشرف عليها جهات عســــ ــــكرية وإن كانت مبان مدنية في هيئتها. هذه الأماكن قريبة من قواعد ومراكز تابعة لوزارة الدفاع ويشرف عليها مباشرة الحرس الثوري. ويضيف هؤلاء : أن اغتيال هنية ضربة في عمق العمق، وتعني خرقا للنظام الأمنـــي الإيراني. وأن السؤال فقط ليس حول نوع الرد القادم وكيف سيتخذ. السؤال أيضا كيف ستتعامل إيران مع هذا الأمر..الخرق !
حسناً.. انتهى الاقتباس من زملاء وعنهم، وبالتالي
يصح السؤال والتساؤلات: إن كان صاروخاً اطلق من خارج حدود أمة طهران، براً أو بحراً أو جواً، فأين كانت القوة الجوفضائية، فخر صناعة الحرس.
وإن كان صاروخاً أو انقضاض مسيرة أو شىء آخر لا نعلمه، كيف تسلل هذا الاختراق إلى فخر الصناعة الأمنية في “أمة طهران”.
من حق “أمة هنية” أن تعرف الحقيقة. قضيتها مقدسة لا يجوز لخرق أو أخرق أن يعبثا بها.