حيثيّاتٌ ما للغارة الإسرائيلية على اليمن – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
ما تبجّحَ به نتنياهو بتصريحه وبالأحرى بإعلانه الدعائي من أنّ سلاح الجو الإسرائيلي شنَّ غارةً جويّةً طويلة المدى استغرقت نحو 2000 كم – وهي ذات المسافة التي استغرقتها المُسيّرة الحوثية الصغيرة الحجم التي قصفت عمق تل ابيب يوم اول امس، حيث استهدفت المقاتلات الأسرائيلية قصف ميناء “الحديدة اليمني” وإظهار وإبراز صورة النيران المشتعلة فيه ( دونما دليلٍ مادّي وموثّق اذا ما كانت الصورة منقولة او مفبركة من مكانٍ آخرٍ، وربما صحيحةٍ جداً )، وإذ تواجد اسراب القاصفات والمقاتلات الأمريكية والبريطانية على مسافةٍ بحريةٍ قريبةٍ من اليمن، وتمارس قصف مواقع الحوثيين بنحوٍ يومي ومنذ اسابيع، ولم تتعرّض لميناء الحديدة هذا لتأكّدها من عدم وجود حضورٍ عسكري للحوثيين فيه، فالغارة الصهيونية هذه ليست سوى عملية دعائية خالية المحتوى العسكري والفني او الحربي، عبر استهداف اهدافٍ مدنيةٍ واقتصادية تتعلق بالشعب اليمني لا للحوثيين، وهي ايضا وبالضرورة ليست سوى محاولة عابثة لردّ اعتبارٍ يحاول حفظ ماء الوجه المنسكب أمام الداخل الأسرائيلي، وكتعويضٍ سيكولوجيٍ “ساخر” عن افتقاد القدرة المطلقة في القضاء المفترض على قيادة حركة حماس.
ممّا يُلاحظ على ردود الفعل الإسرائيلية، حين تعرّضها لضرباتٍ مفاجئة ومباغتة من ايّ جهةٍ فلسطينية او عربية، فإنّ التسرّع في ردّ الفعل يضحى دونما تحسّبٍ مسبق للرّد على ردّ الفعل هذا “وهذا ما جرى في حرب تشرين – اكتوبر لعام 1973” وعمليات فدائية فلسطينية سبقت واعقبت ذلك، لكن دعونا لنشهد ما سنشهد خلال الأيام القادمة وما تحمله .!