جعجع: “الممانعة” و”التيار” سرطان
مناشير
أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “محور الممانعة” و”التيار الوطني الحر” سرطان يضرب البلاد، مشدداً على أن وجودهما يعيق أي أمل في تحقيق الخير للبنان. وشدد على أن “جهودنا كلها تنصب اليوم على محاولة كف شرّهما عن الدولة، لتحقيق وجود دولة فعلية في لبنان”.
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقيّة المتن الشمالي في حزب “القوّات اللبنانيّة”، في المقر العام للحزب في معراب، تحت عنوان “حيث تكون الحرية يكون المتنيون”، في حضور النائبين ملحم الرياشي ورازي الحاج، النائب السابق ماجد إيدي أبي اللمع، عضوي الهيئة التنفيذيّة في الحزب أسعد سعيد وجوزيف جبيلي، وعدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وحشد من الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والحزبية المتنيّة.
وتناول جعجع في كلمته موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، واتهم الفريق الآخر بتعطيل هذه الانتخابات بحجة ضرورة الحوار قبل إجرائها، مشيراً إلى أن الفريق الآخر تحول فجأة إلى جماعة مهووسة بالحوار. وأوضح أنه منذ خمسة أو ستة أيام، وقّع عشرة نواب على عريضة تطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة لمناقشة الأوضاع الخطرة في الجنوب، إلا أن الدلائل كلها تشير إلى أنه لن يبادر الى عقد هذه الجلسة. وطرح جعجع في هذا الإطار تساؤلاً جوهرياً: “عن أي حوار يتكلمون؟ في حين أنه إذا كان الوضع في الجنوب بهذه الخطورة ولا يقبل رئيس مجلس النواب دعوة لجلسة شرعية لمناقشة الحكومة، فإن هذا يفضح كذب الفريق الآخر ونفاقه”.
أما بالنسبة لموضوع الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، فلفت جعجع إلى أنه ليس بحاجة لشرح حيثيات هذا الملف، باعتبار أن الجميع يتابعه عن كثب. لكنه أكد أن الوجود السوري برمته في لبنان غير شرعي على الإطلاق. وأشار إلى أن “التيار الوطني الحر” كان الأكثر تكلماً على هذا الملف، حيث نظم العديد من المؤتمرات وخرج بالكثير من المطالبات والتصريحات، إلا أنه لم يفعل شيئاً لحل الأزمة.
وقال جعجع: “الأزمة الفعلية بدأت في العام 2011 واستمرت بشكل كبير حتى العام 2014، أما في العام 2015 فقد خفتت وطأتها قليلاً، وكان “التيار الوطني الحر” يشغل مناصب المسؤولية كلها خلال هذه الفترة، بينما كانت “القوات اللبنانية” خارج الحكومة. بعد العام 2016، تسلم “التيار الوطني الحر” رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى حصوله على أغلبية وزارية ونيابية، ومع ذلك لم يحرك ساكناً لحل الأزمة”.
وأكد جعجع أن تصريحات جماعة “التيار الوطني الحر” كانت مجرد كلام على مرّ سنوات وسنوات من دون أي خطوات عملية. في حين أنه بعد استشهاد باسكال سليمان على يد سوريين غير شرعيين في لبنان، اتخذت “القوات اللبنانية” قراراً بوضع يدها على الأزمة ومحاولة حلها. وخلال أربعة أشهر فقط، تمكن الحزب من تحقيق تقدم كبير في هذا الملف، مشيراً إلى أن القوات لم تترك أي جهد إلا وبذلته في سبيل إنهاء هذه الأزمة، ووصلت في مسعاها إلى بروكسل والأمم المتحدة.
وكشف جعجع عن رسالة وجههها إلى الامين العام للأمم المتحدة، وهو في انتظار رده عليها، وقال: “أبلغته من خلال الرسالة أن ممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان يقوم بمخالفة القوانين، وطلبت منه أن يضعه عند حدّه وإلا فإننا سنتولى الإدعاء عليه أمام المراجع المختصّة”.
وأضاف جعجع: “الاهم من هذا كله هو أن “القوات اللبنانية” نجحت في تحريك الدولة بإداراتها كلها، والتي تنكب الآن بشكل جدي على حل هذه الأزمة”، مشدداً على أن منسقيات “القوّات اللبنانيّة” في مختلف المناطق اللبنانيّة تتعاون مع البلديات والأجهزة الامنيّة المختصة والإدارات المعنيّة لمتابعة حل الأزمة، وخلال 5 أو 6 أشهر سنتمكن أقله من الإنتهاء منها في المناطق التي لدينا وجود ونفوذ فيها، والدليل على ذلك أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان قررت خفض عدد موظفيها من 1000 إلى 200 موظف خلال عام واحد، ما يعني تقليل الخدمات كلها التي تقدمها تدريجياً.
ولفت جعجع إلى أنه يطرح كل ما يطرحه، ليوضح امام الجميع الفرق ما بين النموذجين في العمل. وقال: “هناك نموذج كذّاب، نصّاب، ثرثار لا يقوم بشيء سوى الكلام و”البوزات” لأخذ الصور، اما على المستوى العمليّ فهو لا يقوم بشيء سوى اللهاث وراء مصالحه الشخصيّة الآنيّة، أما النموذج الآخر فكل كلمة يقولها يعنيها ويعكف على ترجمتها وانجازها. لدينا هذان النموذجان، وأنا يهمّني جداً أن أقول هذا الكلام على الملأ وأمام الجميع لأن بعض الناس، وللأسف، مضلّلون. فصحيح أن الأكثريّة كانت مضللة خلال الأعوام الـ30 المنصرمة، اما اليوم فقسم كبير من بين الناس أدركوا الحقيقة وعرفوها، إلا أنه علينا “أنو نكفّي ع اللي بيبقى”.
وفي موضوع الجنوب، قال جعجع: “أود أن أتناول هذا الأمر من زاوية مختلفة، فإذا ما افترضنا، تبعاً لأكثر التقديرات تفاؤلاً، أن الحرب الدائرة في الجنوب اليوم، قد توقفت الآن في هذه اللحظة، وهذه أكثر الإحتمالات تفاؤلاً في حين أن الإحتمالات الأخرى يمكن أن تكون كارثيّة… فإذا ما انتهت الحرب الآن، كما بدأت من دون سابق إنذار، فالثمن الذي نكون قد دفعناه هو ما يزيد عن الـ500 شهيد لبناني بالإضافة إلى عدد كبير من القرى المدمّرة بشكل كامل والكثير الكثير من القرى المدمّرة جزئياً، ناهيكم عن الخسائر بمليارات الدولارات، وكل هذا للاشيء سوى أن يبقى لـ”محور الممانعة” مكان في المعادلة الإقليميّة ولا من يسأل ولا من يحاسب”.
كما تطرّق جعجع في كلمته إلى منطقة المتن الشمالي، واصفاً إياها بأنها قلب لبنان، مشيراً إلى أنه، وبناءً على ذلك، عليها مسؤولية كبيرة تجاه باقي المناطق. وأشاد بنائبي المنطقة، ملحم الرياشي ورازي الحاج، واصفاً إياهما بالنشطاء الذين لا يهدأون. وقال: “لو كان أي فرد منا يجالس فرداً آخر، منذ 5 سنوات، وقال له إن “القوّات اللبنانيّة” سيصبح لديها في المتن نائبان، فهل كنتم لتصدّقوا ذلك؟ أنا متفائل بشكل دائم، ولكن أحاول أن أكون واقعياً، على غرار ان تكون هناك مسألة نريد حصولها، ولكنها صعبة المنال وتتطلّب الكثير من العمل للوصول إلى تحقيقها، وإذ في غمضة عين أصبح لدينا نائبان في المتن. والآن في غمضة عين أخرى الله أعلم”.
ولفت جعجع إلى أن “نائبينا في المتن، ليسا أي نائبين، فملحم الرياشي عبارة عن حركة لا تهدأ”. وقال ممازحاً: “صحيح انه ارتكب خطيئة أصليّة وهذه تتطلّب الكثير من الوقت كي تمحى. الجميع يرمون ما حصل على كاهل ملحم الرياشي وكأنه كان هو من يتخذ القرارت في حزب “القوّات اللبنانيّة”، في حين أن الحقيقة أنه كان يقوم بتطبيق سياسة معيّنة إلا أن خطأه أنه صدّقها في وقت من الأوقات. أما الآخرون الذين كانوا خلف ملحم لم يكن لديهم خيارات أخرى، وفي الوقت عينه كانت اللعبة السياسيّة ضيّقة جداً، كما أنهم في الوقت عينه قالوا: “بركة بتظبط، يعني على البركة، طلعت البركة إنها “على البركة”، ورأينا جميعاً ماذا كانت النتيجة”. لذلك “أوعى خيّك” هي من صنع ملحم الرياشي”.
أما بالنسبة للحاج، فقد قال جعجع: “صراحةً، النائب الثاني في المتن كان اكتشافاً، رازي الحاج كان اكتشافاً. صحيح أننا ندرك جميعاً انه من عائلة كريمة وبيت أناس أصيلين ومعروفين، أوادم وخدومين، إلا أن الأمور ذهبت مع رازي أبعد من هذا القدر بكثير، فهو نائب الملفات بامتياز، كما أنه استطاع الجمع ما بين الأرض والملفات. فأنتم تعلمون أن لدينا عددا لا يستهان به من النواب المشرعين في المجلس، وهذا أمر جيدا، وهم يبدعون في هذا المجال، كما أن لدينا نواباً آخرين هم عبارة عن نواب أرض أي أنهم يهتمون بالأرضيّة الشعبيّة، إلا أن قليلاً من النواب يمكنهم أن يكونوا نواب مجلس ويقومون بمتابعة الملفات والوقت عينه نواب أرض، إلا أن رازي الحاج واحد من هؤلاء”.
وأكد أن “القوات اللبنانية” ليست حزباً بالمعنى الضيق للكلمة، بل هي مسيرة نضالية وقضية شعب. وقال: “مسيرتنا مسيرة طويلة، وهي ليست مسيرة سياسيّة، فصراحة يطلق علينا توصيف حزب إلا أننا لسنا حزباً بالمعنى الضيّق للكلمة وإنما نحن نمثل مسيرةً نضاليّة وقضيّة شعب بكل ما للكلمة من معنى. ولولا وجود هذه القضيّة لما كان شخص أعطي منصباً يرفضه ليدخل المعتقل، ولما كان استشهد منا أحد لو كانت المسألة بعض المكاسب السياسيّة. في القوات استشهدنا واعتقلنا ونستمر بالنضال لأننا أولاد قضيّة ولسنا أولاد حزب بالمعنى الضيّق للكلمة”.
وتطرق جعجع إلى فترة اعتقاله، مشيراً إلى أنه خلال هذه الفترة كان يجلس في معتقله بينما كان الجنود يركضون جيئة وذهاباً، ويستجوبون المعتقلين. وأوضح أنه شعر في حينه بأنه مثل أجداده الذين كانوا ينتظرون رحيل الأتراك لكي يعودوا ويكملوا ما كانوا يقومون به. وأكد جعجع أنه ليس له أي منّة في ما قام أو يقوم به، وقال: “نحن صراحةً ليس لنا أي منّة في ما قمنا أو نقوم به، لأننا إذا ما استعرضنا تاريخنا لوجدنا اننا أحفاد أشخاص كبار جداً، عظماء، ومهما قمنا به الآن لا يمكننا الوصول إلى كبرهم”.
وأكد جعجع معرفته بالأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، مؤكداً أن “القوات اللبنانية” ستستمر في نضالها حتى تحقيق خرق في هذه الأوضاع، وقال: “نحن نعيش في ظل أوضاع استثنائيّة جداً، “عجيبة غريبة”، خارج اي قانون، خارج الدستور وخارج كل منطق، وبالرغم من كل ذلك سنبقى “قوّات لبنانيّة”، ففي نهاية المطاف وفي مواجهة هكذا أوضاع لا يعتقدنّ أحد أنه إذا ما حيّد المرء نفسه أو أحجم عن القيام بأي شيء أو ساوم أو رتب الأمور ودخل في التسويات، فهذا من الممكن أن يؤدي إلى الحل، على العكس تماماً، فهكذا تصرّف من الممكن أن ينتج عنه تفاعل وتقدّم أكبر للأزمة. الحل الوحيد هو أن نشتد أكثر فأكثر في وجه الأزمة كلما اشتدت أكثر فأكثر، وكلما زاد “فجور” الفريق الآخر علينا أن نزيد وضوحاً في وجههم، لكي نتمكن أن نتوصل في نهاية المطاف الى وقفهم عند حد معيّن ونحلّ الأزمة”.
واختتم جعجع كلمته بالتشديد على أهمية الإيمان والصلابة والاستمرار في السعي لتحقيق الحلول المنشودة. وقال: “لا يعتقدّن أحد من بينكم أن هذه الأزمة أكبر من غيرها من الأزمات، صحيح أنها كبيرة وصعبة جداً إلا أنه مرّ علينا أزمات أكبر وأصعب. أنا صراحةً لست خائفاً مع تقديري لفداحة الأوضاع التي تحصل في الجنوب، كما انني لست متشائماً بالرغم من وجود بعض السياسيين السيئين في الوقت الراهن، ولا أرى أن الأفق مسدود إلى ما لا نهاية. صحيح أن الأوضاع صعبة وأمامنا عراقيل كبيرة وعمل كثير إلا أننا نحن لها. سنستمر في نضالنا ومسعانا إلى حين نتمكن من تحقيق خرق في هذه الأوضاع كما خرقنا سابقاً في أوضاع مماثلة. الأهم هو أن نبقى على إيماننا وصلابتنا ونحافظ على استمراريتنا. علينا بالعمل لأنه لا يمكن أن يتحقق أي شيء من دون جهد وعمل، وإذا ما قمنا بكل هذه الأمور تأكدوا تماماً أننا سنستفيق في يوم من الأيام وسنبدأ نشهد، من حيث لا ندري، الحلالذينريد”.
الرياشي
من جهته، ألقى النائب ملحم الرياشي كلمة مؤثرة خلال العشاء، استهلها باستذكار كتابه “مزمور السجين” الذي أصدره في عام 1997، مشيراً إلى إحدى لوحات الكتاب حيث كتب: “قد يكون الحب قوياً كالموت، لكن السجن أقوى من الموت ومن يقوى على السجن يقوى على الموت”، ودعا الحضور للتصفيق وقوفاً لمن كان أقوى على السجن.
وتابع الرياشي كاشفاً عن زيارة قام بها “مسؤول كبير ومهم وكان في صلب الفريق الآخر” إلى معراب منذ شهرين، حيث أكد الضيف أن “المعركة الانتخابية في المتن لم تكن تستهدف ملحم الرياشي شخصياً، بل كان المطلوب من إسقاطه هو رأس سمير جعجع، وكان المطلوب اغتيال بشير ابن المتن للمرّة الثانية”، لافتاً إلى أن الفريق الأخر لم يَترك أي “مخفر درك” في المتن أو اي ضابط أو رئيس بلديّة أو بلديّة أو مختار أو موظف أو قاض أو مدير، لم يترك أحداً كان قادراً من الوصول إليه، لم يترك راهباً أو كاهناً أو راهبة، إلا وتم التواصل معه بهدف إسقاط “القوات اللبنانية”.
واعتبر الرياشي أن الفريق الآخر ارتكب خطأً استراتيجياً، وقال: “ضاعوا ما بين الخيار الإستراتيجي و”الخيار باللبن”، ولأنهم ارتكبوا هذا الخطأ تحوّلت السُلْطَةْ معهم إلى سَلَطَةْ. اعتقدوا أنهم هم من سيأكلون هذه السَلَطَة لكننا أكلنا سَلطتهم وأكلوا هم الضَرْبْ، فكان الإنتصار التاريخي في المتن”.
وأكد الرياشي أنه في الوقت الذي كان الفريق الآخر يقوم بالتواصل مع كل من يمكنه الوصول إليه، كان شباب “القوات اللبنانية” يعملون بصمت تحضيراً للانتصار، وقال: “كان شباب “القوّات اللبنانيّة” ينمون بين الناس كما تنمو الشجرة في الصمت، كانوا يدخلون كل بيت وقلب ومكان، كانوا يحضّرون للإنتصار بصمت كبير، وكانوا يقولون، من مرمى الثلج في أعالي جبال المتن إلى مكسر الموج على شواطئه، بصوت واحد “ومُرْهَفٍ سرْنا بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِم / حتَّى ضرَبْنا وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ… ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـا / وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ”.
وشدد الرياشي على أن “المتن دخل مرحلة جديدة واستثنائية. دخل مرحلة نهاية الزبائنية والإقطاع. دخل مرحلة التجديد والشفافية. ومن يريد أن يكون جزءاً من هذه المرحلة الجديدة، عليه الانضمام إلينا. ومن يفضل البقاء في زبائنية الماضي وإقطاعيته، فلن يجد مكاناً هنا”، لافتاً إلى أن المتن اختار طريق المجد والقوة والاستقامة. وقال: “إختار المتن أن يكون مجده قوياً كالطيور العاصية. اختار المتن أن يكون في المكان الذي هو فيه اليوم. إختار المتن أن يكون مجده أبيضَ كـ”الندر”، واختار أن يكون صلباً كـ”العافية”، كما اختار المتن أن يكون صلباً لا يقع أو يدع أحداً من الذين يساندونه يقع”.
واختتم الرياشي كلمته بتحية منسقية المتن في حزب “القوات اللبنانية” لجهودها الكبيرة، وقال: “أود أن أقول لكم، إنه وفي ظل كل ما هو موجود في المتن من أدباء وشعراء ومفكرين وباحثين وإعلاميين ومحامين وعمال وأطباء ومهندسين ومختلف المهن الموجودة في المتن، ونحن نفتخر بهم جميعاً، هؤلاء في كفّة وفي الكفّة المقابلة شهداء المتن الشمالي في المقاومة اللبنانيّة، فهؤلاء هم النبراس والمنارة والإشعاع الذي نتطلّع منه وإليه، ونبقيه دائماً أبداًنصبأعيننا!”.
الحاج
كما ألقى النائب رازي الحاج كلمة استهلها بتحية جميع الحاضرين وتأكيده على أهمية المناسبة. وأعرب عن سعادته بلقاء عدد كبير من الشخصيات المتنية الفاعلة بحضور رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
وأعرب الحاج عن امتنانه لثقة جعجع ودعمه المستمرين على مدار 15 عاماً، مشيراً بشكل خاص إلى السنتين الأخيرتين اللتين شهدتا تحديات كبيرة. وقال: ” بالفعل ليس سهلاً أن يكون المرء نائباً في تكتل “الجمهورية القوية”، ولكن بفضل دعمك وثقتك، تمكنّا من تحقيق الكثير”.
وتطرّق الحاج إلى جردة حساب النصف الأول من ولايته البرلمانيّة، مستذكراً أول اجتماع للتكتل بعد الانتخابات، ناقلاً عن جعجع قوله خلال الإجتماع: “نوابنا الكرام، دائماً تذكروا أن النيابة هي وظيفة بدوام كامل”. وأضاف الحاج: : ” حينها استنتجت من كلام الحكيم أن هناك ثلاثة أمور رئيسية يجب التركيز عليها: أولاً، تحويل النيابة إلى وسيلة لخدمة المجتمع والقضية. ثانياً، الوجود المستمر على مدار الساعة على مختلف الصعد السياسية دفاعاً عن لبنان. ثالثاً، الوعي بأننا في مواجهة مستمرة لأن البلاد تمر بمرحلة مفصلية لتغيير هويتها، وهي مرحلة لا تقل خطرا عن التحديات التي واجهها أسلافنا على مدى ألف وخمسمئة عام”.
وتابع: “بعد سنتين تأكدت أن “القوات” وتكتلها النيابي هما اليد التي تبني، لأنهما جديان وملتزمان وصادقان ولا يحملان أي أجندة سوى أجندة لبنان. وعندما يدق الخطر، تكون “القوات” قوات بكل معنى الكلمة: قوات في السياسة، قوات في الاقتصاد، وقوات في القضايا الاجتماعية والحياتية”.
وأوضح أنه “عند إعداد تقرير نصف الولاية في حزيران الماضي، تبين أن هناك 52 خطوة تشريعية ورقابية وإنمائية قمنا بها، وكانت هذه الخطوات كشموع مضيئة وسط هذه العتمة التي وضعنا فيها أهل الظلمة والظلام والممانعة”.
وتحدث الحاج عن المتن، واصفاً إياه بـ”متن الشهادة، الثقافة، الدبلوماسية، الحضارة، العراقة، التاريخ، والأصالة”. وأكد أن المتن كان دائماً في طليعة المقاومين للاحتلالات وفي إطلاق شرارة الدفاع عن السيادة والحرية، وسيبقى أرض البطولة والعنفوان، وقلب لبنان النابض.
وخاطب الحاج أهل المتن قائلاً: “سنُعيد المتن إلى مجده. لقد انتهينا من المسح الشامل للقطاعات كافة التي تم تقسيمها إلى 38 ملفاً، وأطلقنا لكل ملف ورشة عمل لتطويره. من الآن فصاعداً، حاسبونا على أفعالنا وليس على نياتنا. سننجح في إعادة لبنان إلى جمهورية قوية وعصرية، بشفاعة شهدائنا وقديسينا، وبصلاة كبارنا، وبتصميمنا وصدقنا ونظافة كفناوعمقإيماننا”.
حرّان
وفي كلمة ألقاها منسق منطقة المتن الشمالي في حزب “القوات اللبنانية”، إدي حرّان، أكد على الدور الأساسي والتاريخي لمنطقة المتن في لبنان، مشددًا على التزام الحزب بخدمة لبنان وجميع اللبنانيين.
وبدأ حرّان كلمته بالترحيب بالحضور، قائلاً: إن المتن من ساحله الوفي إلى جبل صنين رمز القوة والجمال، يُعتبر معقلاً للحرية، حيث المتنيون هم أهل الحرية. وأشار إلى الدور الكبير الذي لعبه المتن في مختلف مراحل تاريخ لبنان، بدءًا من الحقبة المملوكية وصولاً إلى مرحلة النضال السري ولقاء قرنة شهوان. كما تحدث عن العلاقة المتينة بين القوات اللبنانية والمتن، مستذكرًا كيف كان طلاب القوات في المتن رأس حربة في مواجهة الاحتلال السوري.
وأكد حرّان على الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به “القوات اللبنانية” في المتن، قائلاً: “علاقة المتنيين بـ”القوات اللبنانية” علاقة وفاء وتقدير يتحدث عنها التأييد الشعبي في كل قرية وبلدة ومدينة وشارع وعلى امتداد الـ 265 كلم مربع”.
وأوضح حرّان أن توسع تأييد المتنيين للقوات اللبنانية جاء نتيجة وعي القيادة الحزبية وحكمتها والتزام الزملاء في المتن، مضيفًا: “بجهودكم المتن قال كلمته لأنه يعرف كيف يقرأ في الكتاب الذي يعلّم الوطنية والسيادة والحرية والنزاهة ونظافة اليد”.
كما تطرق حرّان إلى الجهود المبذولة من قبل منسقية المتن في حل المشاكل التي يعانيها المجتمع اللبناني، بما في ذلك ملف الوجود غير الشرعي للسوريين الذين يشكلون خطراً على المجتمع، مشيرًا إلى أن المنسقية تمكنت من تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الملف من خلال التواصل مع المعنيين وتطبيق القوانين بصرامة.
وفي ختام كلمته، وجه حرّان شكره لرئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع والقيادة على استضافة هذا اللقاء، مؤكداً التزام المنسقية مواصلة جهودها من دون ملل أو كسل، مضيفًا: “كل قواتي سواء كان مسؤولاً أم فرداً، هو راهب في هذه القضية”. وشدد على أهمية الوقوف بجانب أهل المتن قائلاً: “لأن المتن والمتنيين يستحقون أجمل شيء في الدنيا… ولأنه حيث تكون الحرية يكون المتنيون”. وعلى هذا الأساس، أكد حرّان أن “القوات اللبنانية” ستبقى حامية الحرية في لبنان، وأنها ستواصل العمل لتحقيق أهدافها في خدمة الوطن والمواطنين.
وتجدر الإشارة إلى أن العشاء استهل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب “القوّات اللبنانيّة”، ثم كلمة ترحيبيّة لعريفة الحفل الرفيقة باسكال القاصوف، فعرض لتقرير مصوّر عن انجازات منسقيّة المتن الشمالي خلال العام المنصرم، كما قدّمت الرسامة العراقية سندس الخالدي هديّة تذكاريّة لرئيس “القوّات”، وهي عبارة عن لوحة تمثل مختلف المراحل النضاليّة التي مرّ فيها الحزب، فيما أحيت السهرة الفنانة جويس خوري وفرقتها