ترشيشي: بعدنا ناطرين الشِتي
مناشير
“وَينيّي الشِتي”؟! بهذا السؤال عبّر رئيس تجمّع المزارعين في البقاع ابراهيم ترشيشي عن تحفّظه على “التحذيرات والتنبيهات التي أُطلقت في الساعات الأخيرة والتهويل تارةً بعاصفة وطوراً بمنخفض جوّي قارس سيحمل معه الأمطار الغزيرة والعواصف والرعود… في حين أننا في فصل يُفتَرَض ألا تتوقف فيه الأمطار والثلوج, ولكن حتى الآن لم نرَ أي نَبع طفح على سطح الأرض, حتى أن الأنهر التي جفّت فيها المياه منذ الشهر العاشر من العام الفائت, لا تزال على هذه الحال ولم تسرِ فيها المياه بعد إلى اليوم!”.
ولا يتوقّف تحفّظ ترشيشي هنا فحسب, إنما على “قرار وقف سير الشاحنات اعتباراً من صباح اليوم الخميس على بعض الطرقات الجبلية وغيرها من الإجراءات التي سارع إلى اتخاذها المسؤولون, الأمر الذي خلق بلبلة في صفوف اللبنانيين والقلق والخوف في نفوسهم من الآتي في الأيام السبعة المقبلة!” على حدّ قوله.
ويشرح عبر “المركزية” أن “كمية المتساقطات لا تُذكَر حتى الساعة ولا تزال محدودة جداً لا تتخطى الـ20 ملم منذ حلول المنخفض الجوّي”.
وينقل ترشيشي عن الفلاحين الذي يفلحون الأرض على عمق 90 سنتم, أن “رطوبة الأتربة الموجودة على هذا العمق, لم تصل بعد إلى النسبة التي كانت عليها في العام الفائت, بل لا تزال هناك طبقة جافة فاصلة تحت عمق الـ20 سنتم! إنها ظاهرة غريبة في عالم الزراعة والفلاحة! لم نشهد أن حصل ذلك في شهر شباط من أي سنة على الإطلاق! وهذا إن دلّ على شيء فعلى ندرة المتساقطات هذا العام”.
ويكشف في السياق, أن “المعدل العام 450 ملم في مثل هذا الموسم في منطقة تل عمارة, في حين تسجّل المتساقطات اليوم ما مجموعه 180 ملم فقط, مقارنة بـ595 ملم في موسم شتاء العام الفائت”.
ويأسف لـ”طول الحديث اليوم عن العواصف بينما لا نرى على أرض الواقع أيّ تجمّع للمتساقطات التي تشكّل حتى اليوم 30% فقط من الكمية الطبيعية المطلوبة. إذ نلاحظ أن هناك برقاً ورعداً وبرداً, إنما لا نرى أمطاراً… للأسف! هذا الواقع لا يهدّد مياه الزرع فقط إنما أيضاً مياه الشفة التي يحتاج إليها الإنسان”.
مواقف ترشيشي استخلصت واقع الأمطار حتى الساعة, علّ الأيام الفاصلة عن الخميس المقبل, لا تُثلج الجبال والأرض فقط, بل قلوب الفلاحين والمزارعين لتتفجّر مياهاً تروي الأرض… والإنسان.
ميريم بلعة_ المركزية