ترشح …. لتتشرشح ؟؟!! ابراهيم الشوباصي
هل أتاك حديث الإنتخابات الماضية والتي بلغت من العمر حوالي تسع سنوات حتى دخلت غياهب النسيان من خلال ما أفرزت من شخصياتٍ سميت نواباً قبضوا على الكراسي، ولبّصوا على صدورنا، وأصبحوا أداةً رئيسيةً في مجلسٍ يفترض أن يكون تشريعياً، فبحضورهم أصبح بكل فخرٍ مسرحاً يشبه إلى حدً بعيد “مسرح الساعة العاشرة” أو “الشانسونيه”، يتبارون فيه بلوحاتٍ ساخرة إما على بعضهم وإما على المعترين “اللي جابوهم” ولا مكان للتشريع مطلقاً، بل غلبت على أعماله “الشريعة”، لذلك أي إستحقاقٍ كان سيحصل بدل أن يتمّ في مدةٍ أقصاها ما بين يومٍ وإسبوع تراه يتعدى الشهور والسنوات كما حصل بالإستحقاق الرئاسي والإستحقاق الوزاري، تيكهم نوائب الأمة الذين خلال ولايتهم لم يبرعوا إلا في السباق من سينجح أكثر بالفساد والسرقات والكذب على نفسه وعلى الذي من إختاره لأنه مثله.
هل أتاك حديث الإنتخابات القادمة والتي تبشرنا بحركة تغييرٍ كما قالوا ستنتج عن قانون إنتخابات إعتبروه يحقق أحلام المواطن، وبعد البحث والتدقيق تبين أنه كابوس على المواطن، وما هو إلا قانون قص وفصل وقسم وجمع حتى أصبح كما لعبة “البازل”، يكفي أن نعرض نموذجاً عن الذين “يطسمون بطونهم” لخوضها وتصوروا ضمن أي مؤهلات، نموذج يحمل إيجازة حقوقٍ لا ندري كم دفع ثمنها فقط ليحمل صفحة محامي وهو أبعد من الأرض إلى السماء عن التشريع، وآخر طبيب حمل شهادة دفع ثمنها رشوة متواصلة بحيث فاز بها مختصراً الزمن بثلاث سنواتٍ دون أن يصل إلى السنة السابعة، هارباً من الطب كي لا ينفضح بـ”ضرب إبرة” بـ “قفا مواطن” معتر لجأ إليه فأثر التوجه إلى الترشح.
والأنكى من هذا كله ذاك الأُمي الذي جمع ثروته من مصادرٍ لا يعلم بها الا الراسخون بالتهريب والمخدرات، ناهيك من أولائِك المهرولين إلى هذا الإستحقاق وهم نكرة بالمجتمع لا يفقهون شيئاً، لكن لدى سؤالهم عن هجمتهم هذه يجيبون بكل وقاحة وخفة بالناس … “يا أخي بدنا نحمل صفة مرشح عالقليلة بننعزم على المناسبات، وكرسينا بصير بالصف الأول”.
أما المضحك والمبكي أؤلائك المغرومين باللون “الأزرق” التي يتميز بلونه لوحة مجلس النواب، حتى أصبح هؤولاء يعانون من مرض “عمى” الأوان إلا اللون الأزرق.
والأخطر مما ذكرت أؤلائك الذين يحملون “سند طابو” عفا عليه الزمن بنيابة أبائهم والمطالبة بحقهم بـ”الورثة”.
لكل هؤولاء نعدهم أن أبناء الأرض والناس البسطاء والمناضلين وكل الذين حملوا هموم هذا الوطن أنهم سيكونوا لكم بالمرصاد وتعليم الناس على المحاسبة وإلا إن ترشحتم تشرشحتم.