خبر عاجلسياسةمقابلات

الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط: الأولوية لوقف معاناة غزة وهدف مبادرتنا سلام إقليمي شامل

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط: الأولوية لوقف معاناة غزة وهدف مبادرتنا سلام إقليمي شامل

موناليزا فريحة
موناليزا فريحة
الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام سفين كوبما
بدت مبادرة الاتحاد الأوروبي لعقد “مؤتمر تحضيري للسلام”  والتي أعلنت بعد اجتماع دوري لوزراء خارجية الاتحاد الأسبوع الماضي، مفاجئة في توقيتها لكونها تأتي في  خضم حرب غزة وانقسام دولي في شأن وقف النار وتزايد التهديدات للاستقرار في المنطقة. لكن الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام سفين كوبمانز حرص على التأكيد أن هذه المبادرة لا تقلل في أي شكل تركيز المنظمة الأوروبية على جهود انهاء الصراع ووقف المعاناة، وأكد في حديث لـ”النهار العربي” أن “القتال  (في غزة) يجب أن يتوقف اليوم”، ولكن “ثمة حاجة ايضاً للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين واسرائيل ودول المنطقة، وبين اسرائيل ولبنان” لذا “اقترحنا مؤتمرا تحضيرياً وخطة عمل”.
وشرح الفكرة الرئيسية للاقتراح الأوروبي، قائلاً:  “لا خريطة طريق ولا نقاط يُعرف سلفاً أنها لن تتحقق”، وإنما “هندسة عكسية للسلام” وصولاً الى سلام إقليمي شامل.
وحذر في حديثه من خطورة الاعتداءات المتبادلة على جبهة لبنان، مبرزاً أهمية تطبيق  القرار 1701، ومؤكداً أن العمل على سلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو أيضاً العمل من أجل سلام بين لبنان وإسرائيل.
 وهنا نص الحديث:
+في ذروة الحرب في غزة والتهديدات المتزايدة للاستقرار في المنطقة، اقترح الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى مؤتمر تحضيري للسلام. بداية، هل يمكن أن تعطينا فكرة عن ظروف هذا الاقتراح؟
 
-دعيني أقول أولاً إن أولويتنا هي إنهاء الصراع في غزة، ووضع حد للوضع الإنساني المخيف والقتل وأزمة الرهائن والقصف والهجمات الصاروخية. أولويتنا أيضاً توفير الغذاء والمأوى والدواء للجميع، ثم تجنب حرب إقليمية.
 كنت والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيروت قبل أسابيع لأننا قلقون جداً من حرب إقليمية. ثمة اعمال عدائية بين اسرائيل وحزب الله، وأمور أخرى كثيرة تجري في المنطقة، وتجنب الحرب الواسعة من أولوياتنا. ولكن في الوقت نفسه ثمة حاجة ملحة جداً لسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والاسرائيليين والمنطقة كلها. وهذا لا يقلل في أي طريقة تركيزنا على غزة، لذا اقترحنا مؤتمراً تحضيرياً وخطة عمل.
 
+باختصار، ما هي  الفكرة الاساسية من مبادرتكم؟
-نقول إنه بينما قد لا يكون بعض الأفرقاء مستعدين للسلام لأسباب مختلفة، يمكن للدول المجاورة والشركاء والاصدقاء والأصدقاء المستقبليين المساهمة في السلام بالاعداد له. ولكن هنا نتحدث عن هندسة عكسية للسلام.
+ماذا تعني بذلك؟
-أعني لا مزيد من خرائط طريق تتألف من خطوات نعرف سلفاً أنها لن تتحق. لنبدأ من النقطة النهائية التي تنص على سلام إقليمي شامل. كيف يمكن أن يكون؟ ماذا يعني سلام كهذا إلى جانب سلام فلسطيني-إسرائيلي؟ ماذا يترتب على ذلك بشأن الأمن الإقليمي، والتكامل الاقتصادي الإقليمي، واتفاقيات المياه والطاقة وتغير المناخ، وتكامل منطقة الشرق الأوسط،  وأيضاً مع أوروبا والأميركيين؟. لا شك أننا نحتاج إلى الأميركيين والإسرائيليين وكثيرين آخرين، ولكن إذا كان طرف أو أكثر غير مستعد بعد للانخراط، فهذا لا يعني أننا لسنا مسؤولين عن الاعداد لذلك السلام.
+لا خريطة طريق واضحة إذاً؟
-لا خريطة طريق، ولكن هذا لا يعني أن ليس لدينا خطة. خطتنا هي اقتراح  نقاش مع اصدقائنا وشركائنا. لا نقول هنا إن الاتحاد الاوروبي وجد حلاً وسيخبر الجميع به. نريد أن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا وأصدقائنا كاللبنانيين والسعوديين والمصريين والاردنيين وكثر آخرين. لن يكون مؤتمراً كبيراً ندعي بأننا سنحل فيه كل شيء في أيام قليلة.  المؤتمر يهدف الى تحضير الأمور، ووضع خطة عمل واضحة عن الأمور التي ذكرتها سابقاً.
+هل الهدف النهائي لهذه العملية هو حل الدولتين؟
-تماماً. لا حل الا حل الدولتين، ولا يمكن انهاء النزاع الا اذا كان للفلسطينيين دولة مستقلة تعيش جنباً الى جنب مع دولة اسرائيلية آمنة ومعترف بها ومندمجة في المنطقة وتقيم علاقات ايجابية ودافئة مع لبنان والسعودية والدول الأخرى كلها في تلك المنطقة. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام.
+ولكننا نعرف أن حكومة نتنياهو كما حماس لا تؤيدان حل الدولتين….
-صحيح، ولكننا نقول إنه يجب عدم الانتظار الشريك المثالي للسلام. فعلنا ذلك لوقت طويل. ونحن الأوروبيون أيضاً يمكننا أن نقول إننا نحتاج الى الاميركيين فلننتظرهم. ولكن هذا لا يعني أن علينا الانتظار من دون القيام بأي شيء. علينا أن ندعو الاميركيين، كما نفعل، للمساهمة في الجهد.
+هذا يعني أن المبادرة غير منسقة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة؟  
-هذه المبادرة تستند إلى مبادرة أخرى سابقة. في أيلول (سبتمبر) الماضي، أطلقنا ما سميناه يوم السلم في الأمم المتحدة في نيويورك بالتعاون مع السعودية ومصر والاردن ودول عربية أخرى والصين  والأوروبيين والباكستانيين والأمين العام لجامعة الدول العربية. وقلنا معاً لنحضر كل شيء ممكن  للسلام.  ولكن بعد ثلاثة أسابيع، سقط عشرات الاف القتلى فكان علينا أن نغير خططنا، وأن نكون طموحين أكثر وعمليين أكثر ونفكر بطريقة أكثر شمولاً. هل سننجح؟ الأمر صعب ولكننا سنحاول. ندين لجميع الضحايا والضحايا المحتملين في المستقبل بالقيام بكل شيء للاعداد للسلام.
 
+المجتمع الدولي منقسم حالياً حيال اتفاق على هدنة في غزة. الا يبدو طموحاً جدا الحديث عن سلام في هذه المرحلة؟
– أولويتنا انهاء المعاناة في غزة. والمسؤولون في الاتحاد الاوروبي منخرطون جداً في المساعي لتحقيق ذلك، ومنع حصول حرب إقليمية. ولا أريد أن أترك انطباعاً بأننا نتحدث عن مؤتمر لسلام بعيدـ وإن ذلك يتقدم على أولويتنا انهاء المعاناة في غزة. ولكننا نرى أيضاً الحاجة إلى النظر الى المستقبل في محاولة لتجنب مزيد من المعاناة لاحقاً.
القتال في غزة يجب أن ينتهي الآن. وفي الاتحاد الأوروبي آراء مختلفة، وأنا أمثل 27 دولة لا تتفق كلها على أمر واحد. البعض يرى حاجة إلى وقف دائم للقتال، ويرى آخرون وجوب وقف موقت للقتال والسماح بدخول المساعدات الانسانية وربما استئناف المعارك لاحقاً للتخلص من حماس. ولكن القتال يجب أن يتوقف اليوم، أما مؤتمر السلام فلا يمكن أن يحصل اليوم ولا الاسبوع المقبل، ولكن يجب أن يحصل قريباً لأنه الوقت لتناول جذور أسباب هذا النزاع.
 
+بالنسبة إلى الكثيرين في المنطقة، لم تعد عملية السلام موجودة. هل تعتقدون أن هجوم السابع من تشرين الأول خلق زخماً جديداً للسلام؟
-من المؤسف جداً أن يفكر كثيرون أن السلام بين الجانبين مستحيل، وأتفهم ذلك رغم أنني من أمستردام وعشت في بيئة آمنة جداً. ولكننا كأوروبيين تقع علينا مسؤولية المساعدة ونرى أن الحل الوحيد هو حل الدولتين، ونحن مستعدون للعمل مع الجميع في المنطقة للمساعدة لا على تجاوز المعاناة اليوم، وإنما أيضاً للاعداد لمستقبل أفصل. أؤكد أن الأمر صعب ولكن علينا المحاولة على الأقل.
+هل لديكم تصور واضح في شأن حلول للمسائل الخلافية الكبيرة مثل القدس والمستوطنات واللاجئين…
-للاتحاد الاوروبي منذ 40 سنة موقف واضح في شأن رؤيتنا للحل التي يقوم على اساس دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جن” مع إسرائيل، والقدس عاصمة للدولتين وحل عملي وعادل للاجئين. والكثير من مواقفنا واردة في قرارات عدة للأمم المتحدة، واتفاقات دولية عدة، وبعضها وارد في المبادرة العربية التي أطلقت في بيروت قبل 22 سنة.
 +ثمة جهد دولي حالياً لإعادة الاستقرار الى الجبهة الجنوبية للبنان، ومساع لاعادة تفعيل القرار 1701 وتعزيز دور اليونيفيل. هل تنخرطون في هذه الجهود؟
-على جميع الأفرقاء التزام القرار 1701، وما يحصل الان يناقض ذلك، وخصوصاً الهجمات المتبادلة، وهذا خطير جداً وأوقع  الكثير من القتلى من الجانبين ودفع آخرين إلى مغادرة منازلهم. وهذا أيضاً يجب أن يكون نقطة أساسية من عملنا. العمل على سلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو أيضاً العمل من أجل سلام بين لبنان وإسرائيل.
+سؤالي الاخير عن الادعاءات الاسرائيلية بتورط موظفين من وكالة الاونروا في هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول. هل اطلعتم على دلائل على هذه الادعاءات؟ وهل ينوي الاتحاد الاوروبي وقف مساعداته للوكالة؟
-لست منخرطاً مباشرة في هذه المسائل، ما يمكنني قوله هو أن الاتخاد الاوروبي قلق جداً من ادعاءات بامكان تورط موظفين دوليين في هجمات ارهابية. هذا خطير جداً. ولكن في الوقت نفسه نشهد على العمل المهم جداً الذي قامت به الاونروا ووكالات أخرى في توفير الاغاثة في الظروف المأسوية. ولكن لا قرار من الاتحاد في شأن التمويل المقبل في انتظار نتائج التحقيقات. وكما تعلمون، يعتبر الاتحاد الاوروبي ودول أوروبية أعضاء أكبر المانحين للوكالة وللفلسطينيين عموماً. وفي الوقت نفسه نندد بأي شكل من الارهاب أياً كان منفذه، ويجب التحقيق في الادعاءات بجدية.
 
المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى