الدَوحة والقاهرة والوساطات … مرّةً اخرى
رائدعمر – العراق / مناشير
تكرّرت الإجتماعات واللقاءات في هاتين العاصمتين لمحاولة ايجاد هدنةٍ ما او وقف اطلاقِ نار تكتيكي , دونما ايّ نتيجةٍ مرجوّة ولا حتى نصفها .! ومع شبه إجماعٍ من الرأي العام العربي على عبثيّة هذه المفاوضات جرّاء قناعاتٍ مترسّخة على تعنّت نتنياهو شخصياً ” وربما بدفعٍ ودعمٍ من ادارة بايدن من خلف الستار ” , ولمْ يعُد أيّ جديدٍ في هذه الأسطر والكلمات اعلاه .!
إذن قبل التطرّق عن فشل الوساطة القطريّة – المصرية في كلّ الجولات السابقة , والتي لا تعني بالضرورة عن نجاحها في جولةٍ لاحقة , واذ وكما معروف أنّ إمارة قطر لا تمتلك أيّاً من التأثير لا على اسرائيل ولا على حماس , والإمارة اقرب كثيراً الى الموقف الأمريكي , وهي بالطبع بعيدة جغرافياً عن منطقة الأحداث في غزة , بالرغم من انها ليست بعيدة في الجيوبوليتيك , لكنّ مصر ذات الثُقل السياسي والعسكري ” عربياً ” والأكثر من ذلك لوجود خطٍّ حدوديٍ لها مع اسرائيل , بجانب ارتباطها الوثيق بمعاهدة كامب ديفيد وشروطها التي خرقتها اسرائيل من خلال معبر رفح ومعبر فيلادلفيا , دونما ردّ فعلٍ ” عمليٍ ” متضاد من حكومة الرئيس السيسي , وبغضّ النظر عن مواقف الرفض والإستنكار المصرية الصادقة للسلوك الإسرائيلي المشين والمتمادي , ودونما اكتراثٍ ولا مبالاةٍ اسرائيلية لما يرتبط بين القاهرة وتل ابيب وما من المفترض أن يترتّب عنه مصرياً وقانونياً , وهو ما لم يحدث , فإنّ ما صارَ يدورُ على رؤى وألسُن الشارع العربي ” على الأقل ” فإنما يتمحور عن القبول المصري لهذا الدَور الذي لا يقود إلاّ الى الفشل الذريع والمتكرر , وعَلامَ الرضا بديمومته بما يمسّ سمعة مصر القومية .!
إنّما ولكنّما ما يؤرّق النُخَب السياسية والإعلامية العربية التي تتصدّر الشارع القومي العربي , فهو لماذا لا تستخدم القيادة المصرية < وحتى حكومة قطر .! > ورقتها الأخيرة في هذه المفاوضات العقيمة , عبر التلميح والتلويح ” مسبقاً ” وإعلامياً عن نيّتها الجاهزة للإنسحاب من هذه الوساطة < غير القادرة ولا القابلة للإنجاب > ما لم يذعن نتنياهو ولو للحد الأدنى ” او اكثر قليلاً ” من عنجهيّته التي لا تكترث حتى لمحاولة استعادة رهائنهم ( وحتى بإفتراض قتل او إعدام حفنة اخرى منهم ) .!!!
هذا واذا ما حدثَ اللّعبُ بهذه الورقة ” مصرياً و قطرياً ” ولو جزافاً < ضمن آليّة المستحيلات الممكنة , والممكنات المستحيلة > وما بينهما وفق دبلوماسية التفنن في لعب الأوراق ” افتراضاً ! ” , فأيّ دولةٍ عربيةٍ ما قد تترشح لهذا الدور الفاقد لأيّ دور , هل ” دولة جُزر القمر او دولة جيبوتي ” العضوين في الجامعة العربية واللتان لغتهما الرسمية او الأصليّة هي الفرنسية .! , لسنا نا بصدد التندّر القومي او سواه , لكنما الإستقراءات المسبقة ” وللأسف ” فلا الدوحة ولا القاهرة على استعدادٍ للعب او المس بهذه الورقة , ولغايةٍ أبعدُ بُعداً من ” في نفسِ يعقوب او Jacob ” , وهي مُشخّصة تماماً في الشارع القومي – العربي .!