الجزائر تنتخب من يفوز…؟
مناشير
تفتح صناديق الاقتراع للمرة الثانية منذ نهاية حقبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. لكنّ الانتخابات الجزائريّة السبت لن تكون مجرّد اختيار بين 3 مرشّحين في هذه الدولة العربيّة التي لها ثقلها، والتي أصبحت أكثر نشاطًا في سياستها الخارجيّة خلال السنوات القليلة الماضية.
يراهن الرئيس الحالي عبد المجيد تبون على منحه فرصة إضافيّة لولاية ثانية، لاستكمال سياساته الداخليّة والخارجيّة، بما في ذلك تنشيط حضور الجزائر إقليميًّا ودوليًّا، وتفعيل دورها العربي، وخصوصًا حول غزّة، والذي جعلها تصطدم في شباط/فبراير الماضي مع الولايات المتّحدة داخل مجلس الأمن الدولي، أثناء محاولتها فرض هدنة لوقف الجريمة الإسرائيليّة.
ومنذ نهاية عهد بوتفليقة العام 2019، وفوز تبون في الانتخابات، وهو يحاول تعزيز خيارات الجزائر الخارجيّة، ما بين الدور العربي والعلاقات الحذرة مع الأوروبيّين، والانفتاح على إيران، وتعزيز التقارب باتجاه الصين وروسيا. لم تدخل الجزائر مجموعة دول “البريكس” حتّى الآن، لكنّها أصبحت قبل أيّام عضوًا في البنك الجديد للتنمية التابع للمجموعة، وهي خطوة تمهّد لها الطريق نحو العضويّة الكاملة في هذا التجمّع الذي يشكّل بديلًا محتملًا عن نظام الأحاديّة الأميركيّة.
ويقول مراقبون إنّ الانتخابات السبت قد لا تعكس حماسة الجزائريّين كما في نشيدهم الوطني :”وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر… فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…”، لكنّ 24 مليون ناخب مدعوون للتصويت من أصل 44 مليون مواطن جزائري.
والخيار سيكون بين عبد المجيد تبون (مواليد 1945) المرشّح كمستقلّ، لكنّه مدعوم من العديد من القوى السياسيّة والحزبيّة والشعبيّة بما في ذلك جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل. وكان تبون فاز في انتخابات 2019 بنسبة 58%. يتعهّد تبون بـ”استكمال ما أنجز والعمل على إيصال الجزائر إلى برّ الأمان”.
وهناك أيضًا حساني شريف عبد العالي (مواليد 1966)، المرشّح عن حركة مجتمع السلم الإسلاميّة التوجّه والتي يتزعّمها، والتي تمتلك 65 مقعدًا في البرلمان.
وهناك مرشّح جبهة القوى الاشتراكيّة يوسف أوشيش، وهو صحافي سابق، يعتبر أصغر المرشّحين سنًّا حيث إنّه من مواليد 1983، لكنّ حزبه حاول الفوز بموقع الرئاسة العام 1999 عندما رشّح زعيمه حسين آيت أحمد.