إشتعالات شوق
إشتعالات شوق
بقلم خالد صالح
وحينَ أشتاقكِ
أبحثُ عن عكازٍ وقافيةٍ
كي لا يسقط الليل عليّ
وتتعثر بخطواتي القصيدة
وأدركُ حينها
أن صدري صارَ بيتَ عنكبوت
ينسجُ وهنه على شفتي ..
حين أشتاقكِ
تزورني كربلاء دونَ دماء
وتصيرُ هذه البلاد
سيفاً يبترني من كل الجهات ..
ما الذي سيحدث
لو جربتُ الإغتراب عني وعنك
وتوسّدتُ الصمتَ منفىً يليقُ بي ؟ ..
لن يحدث شيء
فعندما تستعيدين يا قديسة العمر
سطوتكِ على تفاصيل الزمان
سأشتاقكِ أكثر وأكثر ..
حين أشتاقكِ
أختصرُ كل أحزانِ الماء
لأنه فشلَ في خلعِ ثوبِ السراب
لمن كان يحلمُ بزرع وردة في الصحراء
وأسألُ الأرضَ أن تتسعَ أكثر
كي لا تصير طعنة الخنجر
أكبر من هذه البلاد
وأسأل كل دروب الهجر أن تضيق أكثر
كي لا يتسع حزن العباد ..
ما الذي سيحدث
لو كان قلبي مرسوماً على ورقةٍ بيضاء
لأمحوه ثم أرسمُه وألوّن نبضَه كما أشاء ؟ ..
لن يحدث شيء
لأني سأرسمُ كل شيء عدا قلبي
المركون طوعاً بين يديكِ
المستسلم أبداً لقدره فيكِ
وأشتاقكِ أكثر وأكثر ..
حين أشتاقكِ
يجعلُني الوقتُ دميته المفضلة
فلا يظهرني إلاّ في مواسم البكاء
ليسكتَ أفواه العقارب
ويمنعَها من الدوران
فتصير كل دقيقةٍ ألفَ عام
وكل ثانية خنجر إنتظار
فمتى أستعيد صفاء روحي بعد الغياب ..
حين أشتاقكِ
أحاول فلسفة الحزن
بأن أسخرَ من عاداتِ الدّمع
وأنادي عالياً في الشتاء والصيف
وأسمّي أشواك الجرح
طفولة زهرٍ كي يتفتح
وأصالح كل الخيبات
كي لا تطعنني الصدفة ..
ما الذي سيحدث
لو كنتُ مكانكِ أقرأ هذا الشوق الأشقر ؟
لن يحدث شيء
لأني سأشتاقكِ أكثر وأكثر