مناشير
اكتمل عقد إقالات النواب من «التيار الوطني الحر»، الذي يرأسه النائب جبران باسيل، بخروج أحد أبرز أعضاء كتلته البرلمانية؛ النائب إبراهيم كنعان، رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني؛ لينضم إلى النائبَين ألان عون (ابن شقيقة مؤسس «التيار» الرئيس السابق ميشال عون) الذي أقيل مطلع الشهر الحالي، وسيمون أبي رميا الذي استقال بعد ذلك بأيام، وكذلك خروج نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبي صعب مقالاً قبل ذلك بأشهر.
وخرج كنعان بمؤتمر صحافي تحت عنوان: «قوتنا بوحدتنا» طرح فيه الرجوع عن قرارات الإقالة والاستقالة وفتح «حوار بين القاعدة والقيادة»، ليتحول الأمر إلى ما يشبه الإقالة بعد رد «التيار» عليه، وتسريب معلومات عن قرار بفصله.
وعقد النائب كنعان مؤتمراً صحافياً طرح فيه دعوة إلى حوار «جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية لـ(التيار الوطني الحر) من جهة؛ والتضامن والوحدة من جهة أخرى». وقال كنعان في المؤتمر: «المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور (التيار) ووحدته وثقله النيابي. وهذا ما أعتبر أنني كنت وما زلت مؤتمناً عليه قولاً وفعلاً، بالقناعة والعمل، لا مجرد شعار للمناورة أو لتصفية الحسابات. وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك». ورأى كنعان أنه «إذا كان من حق القيادة أن تسهر على تطبيق النظام الداخلي لـ(التيار)، فمن حق القاعدة القلقة ولديها ملاحظات أن يُسمع صوتها في سياق مقاربة الهدف الأساس، ألا وهو مصلحة (التيار) وتطوره. والأكيد أن القلق عند القاعدة لا يعالَج بالتجاهل والتمسك بالنصوص، بل بالحوار والتفهم والتواصل الهادئ؛ لأن الشرخ – أي شرخ من أي جهة أتى – سيضر بـ(التيار) وبمبادئه، ويؤذي نضاله، ويتنكر لتاريخه، كما أن النصوص يجب أن تتكيف وتتطور وفق ما يساعد ويقرّب، لا ما يعقّد ويباعد».
مبادرة ودعوة للحوار
وطرح كنعان مبادرته قائلاً: «بمسعى أخير، وأنا على يقين بصعوبته، لا بل ربما باستحالته عند البعض، لكنني (…) أوجه دعوة لحوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة، والتضامن والوحدة من جهة أخرى»، مقترحاً «التراجع عن كل المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية، ووقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد. وإعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب أن يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه».
رد «التيار»
وأتى الرد سريعاً من «اللجنة المركزية للإعلام والتواصل» في «التيار الوطني الحر»، التي أعربت عن استغراب «(التيار) أن يلجأ أي نائب ملتزم بحزبه إلى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية؛ إذ كان الأجدى بالنائب إبراهيم كنعان أن يقوم، حرصاً على (التيار)، بأي مسعى جدي بشأن (لمّ الشمل) داخل أروقة التيار المفتوحة للنقاش، وليس بحركة استعراضية في الإعلام؛ وهو المدرك جيداً أنه ما دقّ باباً إلا ووجده مفتوحاً أمامه».
وشدّدت في بيان على أنّه «كذلك؛ كان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالأنظمة الحزبية وبسياسة (التيار)، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول. أما وقد فعل؛ فإنه مدعو إلى الالتزام والانضباط داخل (التيار)؛ لأنه على دراية تامّة بالإجراء القائم داخله بما يتعلّق بوجوده داخل الهيئة السياسية وداخل المجلس السياسي، وقد أصبح خارجه».