أهمهم ايلي كوهين… إسرائيل تبحث عن رفات جواسيسها في سوريا
مناشير
نفت إسرائيل انتشال جثمان أكبر جواسيسها التاريخيين، إيلي كوهين، من سوريا، والذي أعدمه السوريون في ساحة المرجة وسط العاصمة دمشق عام 1965. وأفاد مراسل “التلفزيون العربي” في القدس، أحمد دراوشة، بأنّ شائعات سرت عن استعادة إسرائيل جثة كوهين بعد انتشاله من الأراضي السورية، مضيفًا أنّ هذه التكهنات عزّزها انتشار مقطع فيديو يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مشفى هداسا عين كارم، بعد تغيّبه عن جلسة محاكمته لظروف أمنية. وأكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أنّ تل أبيب تسعى إلى استغلال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد والأوضاع الراهنة للبحث عن مكان دفن كوهين، وجندي إسرائيلي آخر اعتُبر في عداد المفقودين بعد اختفائه في سوريا عام 1982. وأمس الإثنين، أشار مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ “وسطاء تواصلوا معنا لمعرفة مكان رفات العميل الإسرائيلي المعروف إيلي كوهين، ومن أجل المساعدة في العثور على رفات جندي إسرائيلي ثالث فقد عام 1982”. وقال مسؤول فلسطيني آخر فضّل أيضًا عدم الكشف عن هويته، إنّ الوساطة تتمّ عبر روسيا ومع مسؤولين فلسطينيين خارج سوريا. وكوهين هو واحد من أبرز الجواسيس الإسرائيليين في العالم العربي. ولد كوهين في الإسكندرية في 26 كانون الأول 1924، لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية. انضم إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية عام 1944، وبدأ مناصرًا للسياسة الصهيونية تجاه البلاد العربية. جنّده الموساد الإسرائيلي، ودربه على إتقان اللهجة السورية، ثم أرسله إلى الأرجنتين لتقديم نفسه للجالية السورية هناك على أنّه رجل أعمال ثري ومهاجر شغوف بالعودة إلى وطنه الأم. عام 1962، عاد كوهين إلى دمشق تحت اسم كامل أمين ثابت. ونجح في اختراق الحكومة السورية وبنى علاقات مع المسؤولين والضباط السوريين. وسرعان ما تدفّقت المعلومات المهمة إلى الموساد، وأبرزها المتعلّقة بالخطط الدفاعية السورية في مرتفعات الجولان. عام 1965، تم كشف أمر كوهين وجرى إعدامه شنقًا بتهمة التجسس في ساحة المرجة. وتزعم تل أبيب أنّ المعلومات التي حصل عليها إيلي كوهين قادت إلى انتصارها في حرب عام 1967. ومنذ إعدامه، رفضت الحكومات السورية المتعاقبة الطلبات الإسرائيلية لاستعادة رفاته، ولا تزال تل أبيب تسعى جاهدة للعثور على رفاته. وفي صيف 2018، أعلنت إسرائيل أنّها استعادت ساعة يد كوهين التي كانت جزءًا من “هويته العربية الزائفة” عبر “عملية خاصّة نفّذها الموساد في دولة عدوّة”. وحينها، سرت معلومات حول مفاوضات إسرائيلية- روسية من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتى رفاته. يُذكر أنّه في عام 2019، أفرجت إسرائيل عن سجينين سوريين بعد أن استعادت عبر روسيا رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل الذي فُقد منذ عام 1982 خلال معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا، بعد اجتياح الجيش الاسرائيلي للبنان. وما زال الجنديان الإسرائيليان يهودا كاتز وزفي فلدمان مفقودين منذ ذلك الوقت.