أجواء توحي بخروج لبنان من الوضع غير الطبيعي
مناشير
لا تُخفي مصادر سياسية على صلة بالكتل البارزة في المجلس النيابي أن في الأفق «أجواء تبصُّر» في الخروج من الوضع غير الطبيعي في البلاد، على جبهة ملء الشغور الرئاسي، وإعادة الانتظام للوضع العام في البلد، منعاً لاهتراء متجدّد، ما دام الفاعلون الاساسيون لا يربطون بين حرب غزة ومآل جبهة الاسناد اللبنانية، في شهر مفصلي من أشهر السنة، سواءٌ في لبنان أو في دول الاقليم.
ولئن كانت إسرائيل تلقت صفعتين، واحدة من الرئيس جو بايدن، الذي اعتبر ان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو لا يتجاوب مع المساعي لإبرام صفقة تبادل الرهائن، الامر الذي انتقدته الدوائر المقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية، واعتبرته يقدم خدمة للسنوار (رئيس المكتب السياسي لحماس)، والثانية من وزير خارجية بريطانيا الذي أعلن عن تعليق مساعدات عسكرية للجيش الاسرائيلي، واعتبره وزير الخارجية الاسرائيلي بمثابة إسداء خدمة للسنوار وإيران.. فإن بتصريحات نتنياهو ليل امس تشي بنواياه المبيتة تجاه لبنان، عندما أعلن انه بعد الانسحاب من لبنان عام 2000، كان يجب احتلال البلد عند إطلاق أوّل صاروخ.
وهذا الشهر، ينقل لبنان مواقفه حول كل القضايا المتصلة بوضعه العام ولا سيما في الجنوب، الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اواخر ايلول الحالي، لكن ذكرت المعلومات ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لن يشارك في الاجتماعات بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد وسيمثل لبنان مبدئيا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
وثمة من رأى أن ميقاتي سيبقى في بيروت ليواكب حركة المساعي والوفود التي يمكن ان تزور لبنان هذا الشهر لمعالجة موضوعي التوتر والمواجهات في الجنوب والاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادردبلوماسية متابعة للحراك الجاري حول الملفين لـ«اللواء»: ان الاتصالات العربية والدولية قائمة سواءٌ عبر اللجنة الخماسية وسفرائها في بيروت أو عبر مسؤولين دوليين مهتمين بالوضع اللبناني هذه الفترة، وهناك جهد فرنسي بمواكبة من اصدقاء لبنان لتحريك الملف الرئاسي، وقالت إن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لم يقطع التواصل مع السعودية وهو متواجد اغلب الوقت في المملكة بحكم مسؤوليته عن «وكالة التنمية الفرنسية لمشروع تطوير العلا» وليس من المستغرب والمستبعد ان يلتقي الوزير في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، لكن موعد الاجتماع بينهما لم يتحدد بعد وربما يحصل في النصف الثاني من أيلول الحالي.
أضافت المصادر: “لاحظنا أن هناك دينامية لبنانية استجدت لتحريك الملف الرئاسي ويواكبها تحرك للجنة الخماسية التي سيجتمع سفراؤها في لبنان خلال عشرة أيام أو أسبوعين، ولكن لا توجد أفكار جديدة حالياً لدى الخماسية انما استوقفنا الكلام عن المسعى السياسي لجمع اكثرية نيابية من 86 نائباً لعقد جلسات التشاور أو الحوار في المجلس النيابي برغم اعتراض نواب المعارضة، وهو امرمهم لو تحقق للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا المسعى الداخلي ستواكبه بزخم اللجنة الخماسية”.
ورجحت المصادر ان يزور لودريان بيروت أواخر أيلول الحالي أو أوائل تشرين الأول للإطلاع على ما تحقق. وقالت: في كل الاحوال سنشهد بعد منتصف أيلول حراكاً مكثفاً لدفع مسار الانتخابات الرئاسية.