طالبان الى تشكيل حكومة في أفغانستان والصين تلعب دور التهدئة
مناشير
سيطرت حركة طالبان على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاماً على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
جاءت سيطرة طالبان على افغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية حيث ساهم ذلك بتقدمهم بوتيرة أسرع، وهم الآن باتوا يسيطرون على جميع المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة كابل.
وسيطر مقاتلو طالبان في وقت متأخر من يوم السبت 14 أغسطس/آب على مزار شريف، آخر معقل للحكومة الأفغانية في شمال أفغانستان التي كانت لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وفي 15 أغسطس/آب، سيطروا على مدينة جلال أباد شرقي كابل لتنضم إلى المدن الرئيسية الأخرى الخاضعة لسيطرة طالبان مثل قندهار وهرات.
وأوضح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي منذ سيطرة طالبان على معظم أنحاء أفغانستان يوم الأحد، أن الحركة لا تريد أي أعداء داخليين أو خارجيين، مضيفا أنها تعتزم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان وترغب في إقامة علاقات جيدة مع الجميع لتطوير الاقتصاد وتحقيق الرخاء.
وأضاف أن “أفغانستان ستتمتع بحكومة إسلامية قوية”، مضيفا أنه لن يتم تجاهل أي سياسي أفغاني في الحكومة الجديدة.
وقال في المؤتمر الصحفي المتلفز إن قيادة طالبان تعمل وتجري مشاورات بشأن الحكومة الجديدة.
ووعد المتحدث بضمان سلامة الأشخاص الذين عملوا مع القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي.
وقال إن تفاعلات أفغانستان مع البلدان الأجنبية ستستمر، وستستخدم طالبان الموارد الطبيعية للبلاد لإعادة الإعمار.
وأضاف أن أفغانستان ستكون خالية من النباتات المخدرة إذا قدم المجتمع الدولي محاصيل بديلة للبلاد، متابعا “كل الحدود تحت سيطرة طالبان”.
وقال أيضا إن طالبان ستسمح للمرأة في أفغانستان بالعمل والدراسة في إطار الشريعة الإسلامية، وسيتم منحها جميع الحقوق ضمن المبادئ الإسلامية، لأن المرأة جزء حيوي من المجتمع.
وقد غادر الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني البلاد مساء الأحد، حيث دخل مقاتلو طالبان كابول وسيطروا على العاصمة.
وفي تطور آخر، عاد الملا عبد الغني بارادار، الزعيم السياسي لطالبان، إلى أفغانستان قادما من قطر اليوم.
وقال متحدث آخر باسم طالبان، محمد نعيم، عبر تويتر إن وفدا برئاسة بارادار هبط في قندهار بجنوب أفغانستان.
و تعليقاً على الوضع الأفغاني شرح وائل خليل ياسين رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية و الاستشاري المتخصص بحوث سياسات مجلس الدولة الصيني لشؤون غرب أسيا وشمال أفريقيا الموقف الصيني حيث قال : لقد شهد الوضع في أفغانستان تغيرات كبيرة والصين تحترم إرادة واختيار الشعب الأفغاني .
لقد استمرت الحرب في أفغانستان لأكثر من 40 عامًا ، وتعتبر الصين إن وقف الحرب وتحقيق السلام هو التطلع المشترك لأكثر من 30 مليون أفغاني وتوقع مشترك للمجتمع الدولي ودول المنطقة، كما أنها لعبت دوراَ رئيسياَ في التهدئة
وتابع ياسين ، لقد أشارت الصين إلى أن حركة طالبان الأفغانية قالت : إن الحرب في أفغانستان قد انتهت ، وأنها ستجري محادثات تهدف إلى تشكيل حكومة إسلامية منفتحة وشاملة في أفغانستان ، واتخاذ إجراءات مسؤولة لحماية سلامة المواطنين الأفغان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية ، وتأمل الصين أن يتم تنفيذ هذه التصريحات من أجل ضمان انتقال سلس للوضع في أفغانستان ، ودرء جميع أنواع الإرهاب والأعمال الإجرامية ، والتأكد من بقاء الشعب الأفغاني بعيدًا عن الحرب وإعادة بناء وطنه.
و عند دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول قالت إنها تسعى إلى انتقال سلمي. ومن المتوقع أن تجري الأطراف محادثات في قطر.
و في هذا السياق قال ياسين ان الصين وعلى أساس الاحترام الكامل لسيادة أفغانستان وإرادة جميع الفصائل فيها قد حافظت على الاتصال والتواصل مع حركة طالبان الأفغانية ولعبت الصين دورًا بناء في تعزيز التسوية السياسية للقضية الأفغانية.
و اضاف ياسين في 28 يوليو ، التقى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي بالوفد الزائر برئاسة رئيس اللجنة السياسية لحركة طالبان الأفغانية الملا عبد الغني بارادار في تيانجين.
و اكد ياسين ان الصين تأمل أن تتمكن حركة طالبان الأفغانية من تكوين التضامن مع جميع الفصائل والجماعات العرقية في أفغانستان ، وبناء هيكل سياسي واسع النطاق وشامل يناسب الواقع الوطني ، وذلك لإرساء الأساس لتحقيق سلام دائم في البلاد.
و ذكر ياسين ان حركة طالبان الأفغانية قالت في عدة مناسبات إنها تأمل في تنمية علاقات سليمة مع الصين ، وتتطلع إلى مشاركة الصين في إعادة إعمار أفغانستان وتنميتها ولن تسمح أبدًا لأي قوة باستخدام الأراضي الأفغانية للانخراط في أعمال ضارة بالصين. والصين ترحب بهذه البيانات.
وختم ياسين ،لطالما احترمت الصين سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها ، والتزمت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان واتبعت سياسة ودية تجاه الشعب الأفغاني بأسره. تحترم الصين حق الشعب الأفغاني في تقرير مستقبله بشكل مستقل. والصين على استعداد لمواصلة تنمية علاقات حسن الجوار والتعاون الودي مع أفغانستان والقيام بدور بناء في إحلال السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان.