ثلاثة سيناريوهات لـ«معركة المنية»
مناشير
نشطت التحركات السياسية في المنية استعداداً للاستحقاق البلدي، بعد سنوات عاشتها المدينة من دون مجلس بلدي، بعد قرار حلّه في 4 حزيران 2019، إثر خلافات سياسية بين أعضاء المجلس أدّت إلى استقالة 10 من أعضائه الـ 21.
وتُعد بلدية المنية – النبي يوشع من كبرى بلديات لبنان، ويتوزّع أعضاؤها الـ 21 على دير عمار وبرج اليهودية ومركبتا، ويبلغ عدد الناخبين فيها 27203 ناخببين، إلى جانب 7867 ناخباً في النبي يوشع، بحسب قيود وزارة الداخلية والبلديات لعام 2025.
وقبل شهر من موعد إجراء الانتخابات في 11 أيار المقبل، ودعوة وزير الداخلية والبلديات أمس الهيئات الانتخابية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب أعضاء المجالس البلدية، لم يُعلن بعد عن المرشحين لبلدية المنية، على عكس الانتخابات الاختيارية التي تشهد إقبالاً كبيراً على الترشح.
رغم ذلك، تؤكد معلومات «الأخبار» أن عدداً من اللوائح قيد التشكل، وأن هناك طامحين كثراً لمنصب الرئيس ونائبه، مقابل إحجام عن الترشح للعضوية، نظراً إلى ما يتطلبه من إنفاق مالي، وهو ما يشكّل عائقاً أمام استكمال اللوائح.
وتشير التوقعات إلى ثلاثة سيناريوهات للمعركة البلدية، الأول بين ثلاث لوائح (مدعومة من كل من النائب أحمد الخير والنائب السابق عثمان علم الدين والنائب السابق كاظم الخير)، والثاني يتوقّع معركة طاحنة بين الأفرقاء السياسيين، عبر لائحتين، يدعم النائب الحالي الخير إحداهما، مقابل أخرى مدعومة من تحالف يجمع النائبين السابقين علم الدين والخير والحاج كمال الخير.
السيناريو الثالث، الذي لا يزال مستبعداً وإن لم يكن مستحيلاً وفق ما أكّدت مصادر «الأخبار»، هو تحالف الخصمين، النائب أحمد الخير وعلم الدين، في لائحة واحدة تحت مظلة تيار المستقبل، ما يجنّب المنطقة معركة كبيرة عبر التوافق على تسمية مرشح من آل زريقة لرئاسة البلدية لقطع الطريق على أي مرشح من العائلة للانتخابات النيابية، على أن تؤول رئاسة الاتحاد إلى مرشح من آل ملص.
وفيما ينتظر معظم المرشحين كلمة السر من تيار المستقبل، زارت شخصيات عدة من المنطقة بيت الوسط للقاء الأمين العام للتيار أحمد الحريري والنائبة السابقة بهية الحريري. غير أن مصادر في المستقبل أكّدت لـ«الأخبار» أن الزيارات كانت فردية وغير منسّقة.
وجرت انتخابات 2016 عندما كان النائب السابق كاظم الخير عضواً في كتلة المستقبل النيابية، وتم الاتفاق يومها على تقسيم رئاسة البلدية ورئاسة الاتحاد إلى 3 سنوات مداورة بين الرئيس السابق ظافر زريقة والرئيس عماد مطر (تولى رئاسة الاتحاد 3 سنوات).
ومع انقضاء السنوات الثلاث الأولى، كانت الانتخابات النيابية عام 2018 قد أفرزت تحالفاً جديداً بين المستقبل والنائب السابق عثمان علم الدين، ما فجّر خلافاً بين الخير والتيار الأزرق، انسحب الخلاف على المجلس البلدي الذي انقسم بين أنصار الخير الذين رفضوا المضي في اتفاق المناصفة الذي يقضي بتبادل رئاسة البلدية بن زريقة ومطر، ما أدّى حينها إلى استقالة 10 أعضاء في المجلس، إضافة إلى عضو كان قد استقال سابقاً، ما أفقد المجلس نصابه، واعتُبرت البلدية منحلّة بموجب قرار صدر عن وزيرة الداخلية والبلديات آنذاك ريا الحسن.