بعد سقوط الأسد.. الصين تراجع أولوياتها “الأمنية والإستراتيجية” في سوريا
مناشير
قالت صحيفة “المونيتور” الأمريكية، في تقرير لها، إنه مع وصول إدارة جديدة إلى دمشق، تسعى الصين لحماية مصالحها في سوريا، وإعادة تقييم علاقاتها مع هيئة تحرير الشام للتعامل مع “التهديدات الأويغورية”.
وأضافت الصحيفة أن الصين تشعر بقلق كبير من تصاعد التطرف في سوريا، خاصة مع انتقال مقاتلي “الأويغور” من منطقة “شينجيانغ” الصينية للانضمام إلى الحزب الإسلامي التركستاني، الذي يقاتل إلى جانب هيئة تحرير الشام.
وأوضحت الصحيفة أن الحركة الإسلامية التركستانية، المعروفة أيضًا باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية، لها روابط بتنظيم القاعدة، وتهدف إلى إقامة دولة إسلامية في شينجيانغ تُسمى “تركستان الشرقية”، وصنفتها الصين والأمم المتحدة كمنظمة إرهابية، على حين حظرتها الولايات المتحدة حتى عام 2020.
إعادة الإعماروأكد التقرير أنه رغم العقوبات الأمريكية التي تعيق مشاركتها في جهود إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، انضمت دمشق إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية في يناير/ كانون الثاني 2022، ومع ذلك، ظل الاستثمار الصيني في سوريا محدودًا نتيجة العقوبات.
ومع ذلك، استثمرت الصين على المدى الطويل حوالي 3 مليارات دولار، في قطاعي النفط والغاز السوريين، وفي مطلع هذا العام، حصلت شركة صينية على عقد لتنفيذ مشروع طاقة كهروضوئية بقوة 36 ميغاواط بقيمة 37.6 مليون دولار.
وأوضح التقرير أنه في ظل الظروف المتغيرة بسرعة في سوريا، من المتوقع أن تركز الصين على حماية مصالحها في البلاد، وضمان إجلاء رعاياها بأمان وسلاسة.
وتعمل الحكومة الصينية على تقديم الدعم اللازم للرعايا الراغبين في المغادرة، مع الحفاظ على التواصل مع من يقرر البقاء.
ضغوطات صينية
وقال التقرير إنه من المرجح أن تضغط الصين على الحكومة السورية الجديدة لاستبعاد مسلحي الحزب الإسلامي التركستاني، الذين يقدر عددهم ببضعة آلاف، من أي دور رسمي في المستقبل، وترحيلهم إلى الصين، رغم تورطهم الكبير في القتال إلى جانب هيئة تحرير الشام.
وبحسب المحللين، لن تغير الصين أولوياتها أو خطابها في الشرق الأوسط بشكل كبير، وستبقى تركز على منطقة الخليج العربي، مع التأكيد على رؤيتها للاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي.
ورغم تمسك بكين بمبدأ عدم التدخل، تسعى لأن يكون لها تأثير في تشكيل الحكومة السورية الجديدة، للحفاظ على مصالحها، خاصة أن استمرار الأزمة في سوريا قد يعطل رؤيتها الإستراتيجية للمنطقة، ويؤدي إلى ظهور متشددين قد يشكلون تهديدًا داخل الصين.