نيويورك تايمز: هروب مفاجئ لبشار الأسد ينهي حكم عائلة الأسد بعد 50 عامًا
مناشير
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرًا مفصلاً عن اللحظات الأخيرة في عمر نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مشيرة إلى أنه “مع تقدم المعارضة نحو دمشق في 7 كانون الأول، كان الطاقم في القصر الجمهوري مشغولًا بالتحضير لخطاب كان من المفترض أن يعلن فيه الأسد عن خطة لتقاسم السلطة مع المعارضة السياسية”
ووفقًا للتقرير، نقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص مطلعين أن “مساعدي الأسد كانوا يتبادلون الأفكار حول الرسائل التي يجب تضمينها في الخطاب، وكان فريق تصوير قد نصب كاميرات وأضواء في مكان قريب استعدادًا للبث عبر التلفزيون السوري”، وكان من المقرر أن يعلن الأسد عن خطة لتقاسم السلطة مع المعارضة في محاولة للوصول إلى حل سلمي للحرب الأهلية السورية.
بحسب أحد المصادر، فإن الأسد، الذي حكم سوريا بالحديد والنار، لم يظهر أي علامات انزعاج لموظفيه، حيث استمر في العمل من داخل القصر. وفي الوقت نفسه، تم تعزيز دفاعات العاصمة من قبل قوات موالية، بما في ذلك الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد.
كما ذكر التقرير أنه “كانت هذه التحضيرات بمثابة خدعة”، ففي مساء نفس اليوم، وبعد غروب الشمس، غادر الرئيس الأسد القصر سرًا، متسللاً إلى قاعدة عسكرية روسية على الساحل السوري ثم إلى موسكو، حسبما أفاد ستة مسؤولين إقليميين وأمنيين. وفي الوقت ذاته، هرب ماهر الأسد مع عدد من القيادات العسكرية البارزة إلى الصحراء العراقية، حيث لا يعرف مكانهم حاليًا.
وأشار التقرير إلى أنه في تلك اللحظات، كان العديد من مساعدي الأسد في القصر ينتظرون الخطاب، غير مدركين أنه قد غادر البلاد بالفعل، وبعد منتصف الليل، وصلت الأنباء عن مغادرته، مما دفع العديد من موظفيه للهروب في حالة من الذعر، تاركين القصر مفتوحًا لقوات المعارضة التي اقتحمت المكان بعد بضع ساعات.
وقالت الصحيفة أن “هروب الأسد في تلك اللحظات أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من خمسين عامًا، وهو فترة تميزت بالديكتاتورية والقمع”، وأضافت أن “الأسد حاول في أيامه الأخيرة الحصول على مساعدة من روسيا وإيران والعراق، إلا أن محاولاته باءت بالفشل”.
وكان المسؤولون الإيرانيون، وفقًا لتقارير سرية، قد بدأوا في سحب دبلوماسييهم ومساعديهم العسكريين من دمشق، بعدما اقتنعوا بأن الأسد لن ينجو من الوضع الراهن. في هذا السياق، كان الحرس الثوري الإيراني قد أرسل رسالة داخلية تفيد بأن المقاتلين سيصلون إلى دمشق بحلول يوم السبت، مع التأكيد على عدم وجود خطة للقتال، مشيرين إلى أن “الجيش السوري والشعب لم يكونوا مستعدين لمزيد من القتال”.
في وقت لاحق من تلك الليلة، اكتشف البعض في القصر أن الأسد لم يكن في مكانه، وذكر أحد المصادر المطلعة أن الموظفين في القصر استمروا في انتظار خطاب الأسد، معتقدين أن التصوير قد تأجل دون تفسير، ولكن مع تقدم المعارضة نحو دمشق، بدأت حالة من التوتر والقلق تتزايد داخل القصر، وبعد سقوط مدينة حمص في يد المعارضة، بدأت المخاوف من سقوط دمشق تزداد، مما دفع بعض الجنود للهرب من مواقعهم العسكرية.
في غضون ذلك، ظهرت فوضى في أماكن أخرى في المدينة، حيث تلقت قوات الأمن أوامر بحرق الوثائق والملفات، ما زاد من شعور الجنود بأن النظام ينهار، وتحدث أحد الجنود عن خوفه وتوجهه للفرار، حيث شعر الجميع أن النظام بات في آخر أيامه.
وفي نهاية التقرير، قال أحد المقربين من القصر الذي فر قبل لحظات من دخول المعارضة: “ضحيت من أجل سلامتك الشخصية بكل الشعب”، وأضاف آخرون أن “الهروب المفاجئ للأسد كان بمثابة خيانة”، مشيرين إلى أنهم “لم يصدقوا ما حدث”.
وختامًا، أشارت الصحيفة إلى أن “الأسد، الذي كان قد حكم سوريا بقوة طوال سنوات الحرب، ترك شعبه في حالة من الفوضى والذعر، ولم يترك وراءه أي رسالة واضحة، مما أدى إلى شعور بالخيانة من قبل أولئك الذين ظلوا موالين له طوال الحرب”.