خبر عاجلدولياتسياسةمقالات

“الديمقراطية” الأمريكية تتجرع “سمّ” الفوضى الذي طبخته للآخرين / أسامة القادري

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

“الديمقراطية” الأمريكية تتجرع “سمّ” الفوضى الذي طبخته للآخرين

 

 

أسامة القادي – مناشير

 

ماحدث ويحدث في الولايات المتحدة الامريكية، عشية التسلم والتسليم، وعدم تسليم مؤيدو الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنتيجة فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، وما تلاها من مواقف سياسية لترامب، يؤكد مدى التباين ويكشف زيف الثقافة الديمقراطية للشعب الامريكي، بعدما اظهرت الاحداث عن ان شريحة واسعة من مؤيدي ترامب نسفوا النتائج ولم يعترفوا بها، في المقابل كشفت الادارة الامريكية، كيفية تعاطيها مع الاحداث الاخيرة بمكيالين، بعدما فسروا اقفال حسابات ترامب في شبكات التواصل الاجتماعي بالحرص الاستباقي لوقف التحريض عندما شعروا بان الامور بدأت تتفلت باتجاه الفوضى . في وقت ان الادارة نفسها وصفت انظمة اخرى في اجراءات اقل بالقمع الفكري وبالديكتاتورية. اما ان توقف إدارة شركة “تويتر” حساب ترامب بشكل دائم من منصتها. وبررت الشركة خطوتها في تغريدة إنه “بعد مراجعة دقيقة للتغريدات الأخيرة من حساب realDonaldTrump@ والسياق المحيط بها، قمنا بتعليق الحساب بشكل دائم بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف”. وهو ما اضطر ترامب لنشر تغريداته الأخيرة على حساب الرئيس الرسمي، حيث أكد أنه لن يصمت واتهم “تويتر” بتكميم الأفواه ومنع حرية التعبير. كما قال ترامب إنه سينظر في بناء منصته الخاصة. وسرعان ما حذفت “تويتر” تغريداته الأخيرة. كذلك قال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك، يوم الخميس، إن الشركة ستمدد الحظر المفروض على حسابي الرئيس الأمريكي ترامب على فيسبوك وإنستغرام خلال الأسبوعين المقبلين على الأقل إلى حين اكتمال عملية انتقال السلطة.
هذا التصرف يفتح العديد من ابواب التساؤولات عن الديمقراطية الامريكية والتي جعلتها مقياساً لتبرر إتخاذها مواقف حادة اتجاه دول ترفض الرضوخ للجبروت الامريكي.
وتعليقاً على ذلك يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين، أن ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية أسقط القناع الذي لطالما اختبأت إدارتها خلفه ويكشف أن وسائل التواصل الاجتماعي الاميركية تدار وبشكل وثيق من قبل الاستخبارات الاميركية ، ومهمتها تكميم أفواه  كل من يتعارض مع السياسات الاميركية وفي المقابل فتح المجال امام كل من يتماشى مع مخططاتها، ليثبت ذلك انها وسائل تُستخدم للتدخل وفي شتى المجالات لإدارة المجتمعات وتوجيهها بهدف تقويض كل من يعارض سياسة الهيمنة الاميركية والغربية”. يسأل ياسين ماذا لو ان ما حصل من إغلاق لحساب او حظر قد حصل لاحد الافراد الذين يعملون على اثارة الفتن والتحريض في اي دولة رافضة للهيمنة الاميركية من قبل شركات التواصل الاجتماعي الصينية مثل ويتشات أو ويبو، ألا كانت اتهمتها الدول الغربية بانها سياسة كم افواه وتقويض للديموقراطية وقمع وعسكرة ولكانت اتهمت الشركات بانها تتبع لأجهزة المخابرات.

يجزم رئيس مركز الدراسات أن ما يحصل هو دليل قاطع غير قابل للنقض بأن ما تدعيه الولايات المتحدة من دفاع عن الحريات و الديموقراطية ما هو الا وسيله للتدخل السياسي بهدف فرض السياسات وتقويض الانظمة المعارضة لسياستها .
اما عن مشاهد الاحداث الامريكية وصفها بالمخيفة، لكونها أثارت ردود فعل مختلفة من بعض الأشخاص وسائل الإعلام.
يقارب ياسين الاحداث مستذكراً الاضطرابات التي حصلت في هونغ كونغ في يوليو 2019 ، عندما اقتحم متظاهرون متطرفون بشكل عنيف في هونغ كونغ المجلس التشريعي و حصل أعمال نهب وتحطيم للمبنى، ولقد استخدم المتظاهرون عدة وسائل وادوات بهدف الايذاء ومنها سائل سام استهدف به ضباط الشرطة، وقد تعرض ضابط شرطة لطعن وآخر أصيب، يومها شرطة هونج كونج تصرفوا بأقصى درجات ضبط النفس والاحترافية ولم يسقط اي قتيل كما جرى في الولايات المتحدة الاميركية في إقتحام مبنى الكونترول الذي سقط فيه أربع قتلى بينما المتظاهرون كانوا أقل عنفًا وتدميراً من المتظاهرون في هونغ كونغ.
وعن مواقف القيادات السياسية ووسائل الاعلام الاميركية، قال ” انها تناقض نفسها حيث لم تصل بوصفها لما حصل حالياً في واشنطن، لما قالته ووصفته في أحداث هونغ كونغ. حيث يصفون المتورطون في أحداث اميركيا بـ “مثيري الشغب” و “المتطرفين” و “البلطجية” وانهم جلبوا “العار لأميركا “. بينما كانوا قد أطلقوا سابقاً على المتظاهرون العنيفون في هونغ كونغ   لقب “أبطال ديمقراطيين” و شبهوا الأحداث بأنها “مشهد جميل” و قالوا إن “الشعب الأمريكي يقف معهم”.
من هنا يلاحظ الإختلاف في اختيار الكلمات والمواقف ويجعلنا نفكر  بجدية بما يحصل.
وأمل ياسين أن تكون حادثة واشنطن نقطة تحول في الفكر السياسي الأميركي يجعل القادة السياسيين الأميركيين يفكرون بجدية أن افتعال الاضطرابات والمشاكل دولياً وترسيخ افكار التغيير العنفي تحت مظلة الحريات ونشر الديموقراطية الكاذبة يمكن أن يرتد على الولايات المتحدة ويؤدي الى تدمير كبير في المجتمع الاميركي المنقسم آساساَ عرقياً وعنصرياَ بطريقة جداً وقحة، كما حصل في المجتمعات التي استهدفتها الولايات المتحدة بهدف اضعافها لفرض هيمنتها عليها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى