الدعم الفرنسي لسمير عساف عل يوصله الى قصر بعبدا…؟
مناشير
تظهر التحرّكات السياسيّة غير التقليديَّة، أن سمير عساف مرشّح تدعمه فرنسا في الأزمة اللبنانيّة الحاليّة، وهذا ما يثير تساؤلات حول مدى امكانية نجاح هذا التوجّه في ضوء الرفض الأميركي الدائم لوجود نجاح فرنسي حقيقي في لبنان.
فلا يخفى أن عساف يمتلك شبكة علاقات سياسيّة واسعة، انما لا يظهر في واجهة المشهد السياسي بشكل متكرّر كما العادة عند غالبية المرشحين، انما يترك أثرًا كبيرًا من خلف الكواليس. فرغم غيابه عن الاستحقاقات الانتخابيّة، يبرز دوره أكثر في الحوار الاقتصادي والسياسي الذي تفرضه الأزمات المتلاحقة.
من هتا يؤكد ان اختياره للتواصل مع الكتل النيابيّة في لبنان هو تحرّك ذكي يسعى للتموضع كمستشار محايد قادر على كسر الجمود السياسي الحاصل.
يبدو أنّ عساف قد قرّر أن يكون الشخصيّة التي يمكنها بناء جسور بين الأطراف المتنازعة، والتعامل مع المواقف السياسيَّة من منطلق واقعي بعيد عن الحسابات الطائفيّة أو الحزبيّة الضيّقة. لقاءاته الأخيرة مع زعماء من مختلف التيّارات السياسيّة، بداية من رئيس تيّار المردة “سليمان فرنجية” وصولًا إلى تكتّل “التوافق الوطني”، تعكس رغبة حقيقيّة في الدفع باتجاه حلول من خلال التفاهمات السياسيّة، لا التباعد والتشدّد.
في الوقت الذي تحاول فيه القوى السياسيّة التمسّك بمواقفها، يبدو أنّ عساف يعكف على تقديم نفسه كحلقة وصل بين تلك القوى، من خلال استراتيجيّة لا تركّز على الدعم أو المعارضة الواضحة، بل على تقديم أفكار عمليّة تعكس تجربته وخبراته في الأوساط الماليّة العالميّة. لكن كما هي الحال دائمًا في لبنان، تبقى الأسئلة قائمة حول إمكانيّة نجاح هذه المساعي في ظلّ المشهد السياسي الذي لا يزال يواجه تحدّيات كبيرة في ظلّ الانقسامات الداخليّة.
هل يمكن لشخصيّة مدعومة فرنسيًّا مثل سمير عساف أن تتحمّل عبء الإصلاحات السياسيّة العميقة في لبنان، خصوصًا في ظلّ التوتّرات الحادّة بين القوى المتنازعة، لان عوصله الى قصر بعبدا رئيساً توافقياً ؟