خبر عاجلمحليات

التّعليمُ الرّسميّ في مواجهة قراراتِ إعدامهِ

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

التّعليمُ الرّسميّ في مواجهة قراراتِ إعدامهِ

مناشير
كتب :خضر نجدي

يعيشُ الواقعُ التّعليميّ في لبنانَ حالةً من الإرباكِ و الضّياعِ داخل سلطة القرار والجسم التّعليميّ معاً، الأمرُ الّذي ينذرُ بضربِ العامِ الدّراسيّ وضياعِ مستقبلِ التّلامذةِ في القطاعيْنِ العامِ والخاصِ لا سيّما في المرحلة الثّانويّة حيثُ بدأتْ تتضاءلُ إمكانيّةُ إجراءِ امتحاناتٍ رسميّةٍ لشهادات الصّفّ الثّالث الثّانويّ إذ تتأثّرُ خيارات التّلامذة الجامعيّة بإنجاز هذه الشّهادة من عدمها .

وقدْ زاد من حالة الإرباك إنعدام الثّقة بين سلطة القرار ووزارة التّربية والحكومة من جهة والهيئات التّعليميّة من جهة ثانية العام الفائت، حيث عاش الأساتذة على وعود تحسين أوضاعهم المعيشيّة دون أن تتحقّق، وأنجزوا العام الدّراسيّ وهم يدفعون بدلات النّقل من جيوبهم و يغطّون احتياجاتهم بالاستدانة ريثما يتمُّ دفع الحوافز الماديّة من الحكومة والجهات المانحة الّتي تأخّرت وتمّ دفعها مع بداية العام الدّراسيّ الحاليّ بعد أن فقدت الكثير من قيمتها الشّرائيّة .

كما تضاعفت خيبة الأساتذة بعد أن شعروا أنَّ قيادتهم النّقابيّة المتمثّلة بروابط التّعليم لم تتعظ من تجربة العام الماضي مع وعود وزارة التّربيّة والحكومة الفارغة، لا بل تواطأت روابطهم مع الوزارة لتمرير العام الدّراسيّ الحاليّ على حساب حقوق المعلّمين وكيفما كان .

مع بداية العام خرقت الرّوابط أنظمتها الدّاخليّة واتّخذت قراراتٍ على عكس ما أوصت به الجمعيّات العموميّة للأساتذة الّتي دعت هي إليها، حيث كان رأي الأساتذةِ الضّغطُ منذ بداية العام لوضع آليةٍ جديّةٍ تحقق ما يمكّنهم من الذّهاب إلى مدارسهم، و تمَّ تمرير الفصل الأوّل على أمل تقديم الحكومة ما يُحسّن جزءاً من القدرة الشّرائيّة للرّواتب ورفع بدل النّقل والاستشفاء بعد الارتفاع الجنونيّ في أسعار السّلع والمحروقات والطّبابة.

على إثر ذلك، شهد التّعليم الثّانويّ حِراكاً ديموقراطيًّا بدأ بتقديم عريضةٍ لطرح الثّقة لقيادة رابطتهم وفق القوانين الّتي ينصُّ عليها النّظامُ الدّاخليّ و تهرّبتْ قيادةُ الرّابطةِ من عقد مجلس المندوبين لذلك، وقاد مندوبو الأساتذة تحرّكاً عاماً لرفضِ العودة إلى التّدريسِ منذ بداية العام الحاليّ والّذي يستمرُّ حتّى الآن دون أن يعني ذلك شيئاً للحكومة و وزارة لتّربيّة الّتي استمرّتْ في تجاهلِ طرح الحلول الجديّة لإنقاذ العام الدّراسيّ . رفض الأساتذة مع بداية شهر آذار بغالبيتهم 240 ثانويّة من أصل 270 قرار الرّوابط بالعودة إلى التّعليم في خرقٍ ثانٍ للنّظام الدّاخليّ الّذي يلزم قيادات الرّوابط بالعودة إلى الجمعيات العموميّة لاتّخاذ الموقف المناسب خصوصاً بعد ما لم يتحقّق سوى الجزء البسيط من المطالب. وأكّد الأساتذة بإجماعهم على قدرتهم في تصحيح المسار النّقابيّ والمطلبيّ دون خوفٍ من إجراءات وزارة التّربيّة التّرهيبيّة، وما الاعتصام الحاشد الّذي نفّذه الأساتذة مع بداية الأسبوع أمام وزارة التّربيّة من خارج إرادة قيادة روابطهم الخاضعة لإملاءات المكاتب التّربويّة لأحزاب السّلطة، وإنضمام مكاتب فروع المحافظات في التّعليم الأساسيّ ما هو إلّا تأكيد على تصميمهم لاستعادة انتظام آليات العمل النّقابيّ و تحقيق الحدّ الأدنى من مطالبهم الّتي تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة و متابعة رسالتهم الّتي آمنوا بها .

في عيدهم، يعتبر الأساتذة أنَّ احتفالهم يتوّجُ بتوحدّهم بوجه قيادة روابطهم المرتَهنة أولاُ و وزارة التّربيّة ثانياً، لاستعادة دورهم الرّائد في كسر الحلقة الجهنميّة الّتي تفرضها السّلطة الحاكمة تحت شعار “نحن نحكمكم و أنتم تدبروا أموركم ” وأكّد الأساتذة أنَّ أفضل الهدايا في عيدهم إستعادة أداتهم النّقابيّة وتحريرها من عقليّة الاستزلام للّذينَ أوصلوا البلاذ إلى حالة البؤس والإفلاس، وعاهد الأساتذة تلامذتهم أنّهم لن يسمحوا باستفرادهم و تمييزهم عن زملائهم في التّعليم الخاص ولن يسمحوا بإجراء الامتحانات الرّسميّة إلّا لجميع التّلامذة في القطاعيْن الرّسميّ والخاص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى