وفاة طلال سلمان عميد الصحافة مؤسس جريدة السفير ..
مناشير
صدر العدد الأول من “السفير” عام 1974، ثم أقفلت عام 2017 (تويتر)
توفي عميد الصحافة اللبنانية والعربية، ومؤسس ورئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية، التي كانت واحدة من أبرز الصحف العربية، طلال سلمان، اليوم الجمعة، عن 85 عاماً، بعدما عايش أحداثاً وشخصيات لا حصر لها.
بدأت مسيرته الصحافية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وهو “واحد من متخرجي بيروت، عاصمة العروبة”، كما وصف نفسه في سيرته.
كان مُصححاً في صحيفة النضال، فمخبراً صحافياً في صحيفة الشرق، ثم محرراً فسكرتيراً للتحرير في مجلة الحوادث، فمديراً للتحرير في مجلة الأحد. في خريف عام 1962، ذهب إلى الكويت ليصدر مجلة دنيا العروبة عن دار الرأي العام، لصاحبها عبد العزيز المساعيد. لكن الرحلة لم تطل أكثر من ستة أشهر، عاد بعدها إلى بيروت ليعمل مديراً لتحرير مجلة الصياد ومحرراً في مجلة الحرية، حتى تفرغ لإصدار “السفير” في 26 مارس/آذار 1974.
أصدر طلال سلمان العدد الأول من صحيفة السفير التي حملت شعار “صوت الذين لا صوت لهم” و”جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان” بعد جهد مكثف ومشاورات كثيرة، وبدعم من معمّر القذافي (1942 ــ 2011) حينها، وتضمن مقابلة مع ياسر عرفات (1929 ــ 2004).
كانت “السفير” مختبراً مهماً للأفكار والآراء، وطوال أكثر من 40 سنة، اشتعلت فيها مجادلات فكرية وسياسية، ما كانت لتنتهي البتة، وفيها تلاقحت خلاصاتٌ شتى لتجارب فكرية وثقافية عربية ولبنانية، الأمر الذي جعلها تجربة نادرة في الصحافة العربية.
طلال سلمان
آراء
طلال سلمان … القلب الأبيض والورق الأسمر
حملت صفحات “السفير” منذ الأعداد الأولى أسماء لامعة في الفكر العربي المعاصر وفي الأدب العربي الحديث معاً، أمثال ياسين الحافظ وعبد الرحمن منيف وعصمت سيف الدولة وسعد الله ونوس وطارق البشري ورفعت السعيد وعبد الرحمن الخميسي وكلوفيس مقصود وغيرهم. كما فتحت صفحاتها أمام اتجاهات فكرية وسياسية متحالفة أو متخالفة كالناصرية والبعث والقوميين العرب والسوريين القوميين والعَلمانيين والشيوعيين بمختلف اتجاهاتهم السوفييتية والماوية والتروتسكية.
في الرابع من يناير 2017، اختار طلال سلمان إقفال “السفير”، وأراد أن تكون افتتاحية العدد العشرين، قبل 43 سنة، هي افتتاحية العدد الأخير “لعلها تكون أطيب تحية وداع”، وجاء فيها: “يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً”.
في 14 يوليو/تموز من عام 1984، نجا من محاولة اغتيال أمام منزله في رأس بيروت فجراً، لكنها تركت ندوباً في وجهه وصدره. وكانت قد سبقتها محاولات لتفجير منزله، وكذلك عملية تفجير لمطابع “السفير” في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1980.
ظل طلال سلمان مواظباً على كتابة افتتاحياته التي حملت عنوان “على الطريق” في الموقع الذي يحمل اسمه.
له عدد من المؤلفات، بينها “مع فتح والفدائيين” (1969)، و”ثرثرة فوق بحيرة ليمان” (1984)، و”إلى أميرة اسمها بيروت” (1985)، و”الهزيمة ليست قدراً” (1995)، و”على الطريق… عن الديمقراطية والعروبة والإسلام” (2000)، و”كتابة على جدار الصحافة” (2012).